الوطن

آن الأوان لتنتقل الجزائر إلى الشرعية الشعبية

حركة البناء الوطني تفتتح الملتقى السنوي للشيخ محفوظ نحناح وبلمهدي يؤكد:

 

 

 

افتتحت أمس حركة البناء الوطني الملتقى السنوي للشيخ محفوظ نحناح، بحضور إطارات الحركة وعدد من السياسيين والدعاة من الداخل والخارج. وقال رئيس حركة البناء الوطني مصطفى بلمهدي خلال كلمة ألقاها بالمناسبة، إنه قد آن الأوان لتنتقل الجزائر من الشرعية الثورية إلى الشرعية الشعبية والديمقراطية الحقيقية بما يضمن التداول على السلطة، وأن حركته تحمل مبادرة الانتقال الآمن نحو جزائر حديثة. 

وحضر ملتقى الشيخ محفوظ نحناح الذي تم انعقاده بتعاضدية عمال البناء في زرالدة عدد من الأحزاب السياسية على غرار جبهة العدالة والتنمية، حزب الفجر الجديد، حزب جبهة التحرير الوطني، حركة حمس، تجمع أمل الجزائر، كما حضر عدد من المجاهدين وأبناء الشهداء، وممثلي جمعيات المجتمع المدني. كما سجل حضور كل من نائب المرشد العام للإخوان المسلمين والمراقب العام للإخوان المسلمين بالأردن، وممثل عن جماعة الإخوان بليبيا، وممثل عن حركة حماس بفلسطين، وممثلين عن المعارضة السورية، وممثل عن المؤتمر القومي العربي، وجماعة العدل والإحسان في المغرب. 

وخلال كلمة ألقاها رئيس حركة البناء الوطني أبرز الشيخ مصطفى بلمهدي أن حركة البناء تعد إضافة إيجابية للحياة السياسية الوطنية، ومنبرا للخيرين من أبناء الوطن، معتبرا إياها بمثابة الاستمرار للمشروع والمنهج الأصيل الذي تبناه الشيخ محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني، ومنهجا يعبر عن تطلعات شعبية منذ أمد يناضل المخلصون من اجلها. واعتبر بلمهدي أن تلك التطلعات ستتحقق، ولكن مع طول الأمد بسبب ما رآه من ذهنيات محدودة وغياب الوعي بالذات والذي من شأنه أن يختصر الزمن للتغيير.

واعتبر بلمهدي من خلال كلمته أن أولويات الحركة تتمثل في الحفاظ على الجزائر واحدة موحدة، في جميع ربوعها تلبية لوصية الشيخ محفوظ نحناح، وأن الجميع مطالب بحماية وحدة الجزائر من الانقسام والتهديدات الخارجية، كما حماها المجاهدون من محاولة فرنسا فصل شمالها عن جنوبها وذلك بتحقيق الانسجام الداخلي. واعتبر بلمهدي أن التفريط في ذلك يعد خيانة لتضحية الشهداء. كما دعا بلمهدي إلى حماية وحدة الجزائر بتقوية الأواصر مع الجوار وتقوية الأحزاب السياسية كممثل شرعي للمواطن وتأمين الحدود الجزائرية واستقلالية القرار، وضمان الأمن القومي لتحقيق السيادة الوطنية، يحميها جدار وطني مؤطر بالمبادئ الإسلامية النوفمبرية.

وقال بلمهدي إنه آن الأوان لتلج الجزائر عصر التنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والتي لا تكون بحسبه إلا بالتغيير المتوازن للذهنيات، والخروج نهائيا من التبعية لقطاع المحروقات التي تعتبر منحة ربانية ولا ينبغي أن تتحول إلى محنة اجتماعية وتهديد للسيادة الوطنية يستعملها اعداء الامة سلاحا ضدها.

واعتبر بلمهدي في مداخلته أنه لا تنمية في الجزائر بدون استقرار، ولا استقرار بدون ديمقراطية، ولا ديمقراطية بدون تنافسية حقيقية بين الأحزاب تسودها علاقة التراحم والحب المتبادل بين الحكام والمحكومين، معتبرا أن مراعاة المصالح العليا للدولة والشعب في العلاقات الدولية واجب للجميع، وأن مصالح الجزائر توضع فوق كل اعتبار.

وأشار بلمهدي أن حركته تعطي الأولوية للتعاون على معالجة مظاهر الفساد والإفساد بكل أشكاله، المالي، السياسي, الإداري، الاجتماعي، والفردي، للمساهمة الحقيقية في الأمن الاجتماعي للأمة. 

وعدد مصطفى بلمهدي اعداء الشعب الأساسيين، وهم الفقر والفساد والكذب والخديعة والكسل والتبعية والانحراف والخيانة، وما شاكل ذلك من السيئات والمعوقات التي لاتزال تأسر الامة وتعيقها عن التقدم وتمنعها من التحضر والخروج من المرتبة الادنى في سلم العالمية، وأن الحركة تحمل مبادرة عنوانها الانتقال الآمن نحو الجزائر الحديثة بعد خمسين سنة من الاستقلال، عرفت فيها انزلاقات كبرى لا حاجة لتكرارها، ومعتبرا إياها مبادرة باتجاه المكونات السياسية والمجتمعية في البلاد لتكون الاستحقاقات القادمة هي بداية عهد جديد وربيع مريح هادئ، يتيح الفرصة امام جزائر اجتماعية ديمقراطية في اطار المبادئ الاسلامية التي جعلها نداء نوفمبر من الثوابت الوطنية.

نسيمة ورقلي

من نفس القسم الوطن