الوطن

"جلادون وضحايا يعيشون جنبا إلى جنب في فرنسا"

مؤرخون ومثقفون فرنسيون يطالبون بلادهم بصيانة قيمها

 

انتقد مثقفون ومؤرخون فرنسيون تعاطي بلادهم مع الماضي الاستعماري لفرنسا في مستعمراتها السابقة، ولا سيما الجزائر، واتهموا الحكومات المتتالية، بالتغطية على جرائم الماضي الاستعماري، واعتبروا ذلك انتهاكا للمعايير الأخلاقية التي قامت عليها ولا تزال الدولة الفرنسية، وفي مقدمتها احترام حقوق الإنسان وتقديس الحرية.

وقال نيلس اندرسن، وهو مدير نشر دار "لوبتي ماتان" إنه "أمام مظاهر اليمين الاستعماري الهادف إلى إعادة الاعتبار لمجرمي منظمة الجيش السري، فإنه من "الواجب الاعتراض بل بالعكس يجب إظهار القيم التي تم الدفاع عنها في الجهة الأخرى"، في إشارة إلى قيم التحرر التي دافعت عنها جبهة التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية.

وذكر نيلس في ندوة صحفية أقامها على هامش إعادة طبع كتاب ينتقد الممارسات والجرائم الفرنسية الاستعمارية في الجزائر، ان "فرنسا تأثرت كثيرا بحرب الجزائر ولم تستطع تجاوز تبعاتها لأنها آثرت الصمت حيث ان هناك إنكارا" للحقيقة بخصوص هذه الحقبة من التاريخ، التي يقول الكثير من الفرنسيين أنفسهم، إنها لطخت سمعة بلادهم.

من جهته، قال مؤسس دار "سيتي إديتور" إن هذا التنكر سببه "بسيط جدا" يتمثل في "ان الشباب المجندين في الجزائر قد عادوا مصدومين وفي اغلب الأحيان لزموا الصمت"، مشيرا في هذا الخصوص الى "التنازلات البسيطة" حول أحداث 17 اكتوبر 1961، التي شهدت انتهاكات كبيرة للمتظاهرين الجزائريين برميهم في نهر السين، وكذا ما تعلق بالتعذيب الذي تم اعتباره أحيانا لا أخلاقيا فقط، في حين كان يتعين معاقبة مرتكبيه.

من جانبه، أشار باتريك فاربياز من مجموعة الخروج من الاستعمار الى ان حرب الجزائر "لم تغادر يوما" الذاكرة. واعرب في هذا الصدد عن اسفه "لكون الجلادين والضحايا لا زالوا (في فرنسا) متساوين". وذكر في هذا الخصوص بالتكريم الرسمي الذي خصصه في السابع جوان الجاري في "اكس اون بروفانس" لقياديين في فرقة دلتا لمنظمة الجيش السري ارتكبا جرائم في الجزائر وفي فرنسا.

طه. ش

من نفس القسم الوطن