الوطن

هل سيكون حمروش مرشح الإجماع في رئاسيات 2014؟

يحظى بقبول بعض الأوساط الإسلامية والوطنية والأفافاس

 

لم يقض الظهور اللافت لرئيس الجمهورية عبر شاشة التلفزيون الرسمي، على الحركية غير المعهودة التي طبعت السباق نحو الاستحقاق الرئاسي، منذ تعرض القاضي الأول لأزمة مرضية اضطرت نقله للمستشفى العسكري الباريسي فال دوغراس في السابع والعشرين من شهر أفريل المنصرم.

وعلى الرغم من أن تلك الصور تكون قد قطعت دابر الكثير من الشائعات المغرضة التي تعرضت لصحة القاضي الأول، والتي وصلت إلى حد التشكيك في إمكانية تعرضه لنكسة صحية يصعب الخروج منها، مثلما ذهبت إليها وسائل إعلام فرنسية ولم تتردد وسائل إعلام وطنية في ترديدها، إلا أن الراغبين في خلافة بوتفليقة في قصر المرادية لم تتأثر عزيمتهم، ولا عزيمة من يريدون الدفع بهم للمعترك الرئاسي.

وفي هذا السياق، تشير المعلومات المتداولة في إطار ضيق أن أحد الأسماء التي لم يتأخر يوما طرحها في الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة، ويتداول كأحد المرشحين المحتملين لخلافة الرئيس بوتفليقة، والذي تشير القراءات الأولية لمرحلة ما بعد مرضه، أنه سوف لن يترشح لعهدة رابعة.

وتتحدث المعلومات أن رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، الذي يوصف بأنه الرجل الأكثر انضباطا من الناحية السياسية منذ أن استقال من الجهاز التنفيذي إثر الإضراب الذي دعت إليه الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة في بداية التسعينيات، بحيث التزم الصمت ولم يخض في أية نزاعات أو تجاذبات سياسية طيلة أزيد من عشرين سنة فضل فيها بقاءه بعيدا عن الأضواء.

ومما زاد من حظوظ الرجل، هو فشل كل المحاولات التي باشرتها أطراف معروفة بقربها من محيط السلطة بإقناع الرئيس الأسبق اليامين زروال بتولي سدة قصر المرادية لمرحلة انتقالية، بحيث استمر الرجل على موقفه الرافض للعودة إلى الممارسة السياسية، في موقف يبدو أن له علاقة بالطريقة التي دفع بها لمغادرة السلطة في العام 1998، وهي التي يردد مقربون منه بأنها أثرت فيه كثيرا، وهو الذي تحمل أعباء المسؤولية في وقت كان الجميع زاهدا فيها، بسبب المشاكل العويصة التي كانت تعاني منها البلاد في ذلك الوقت.

ومن بين المؤشرات التي قد تجعل من مولود حمروش رئيسا مقبلا للجزائر، هو كونه رجل إجماع لدى الكثير من الأطراف السياسية، فهو يلقى قبولا لدى الأوساط الإسلامية، باعتباره يقاسمها الكثير من القناعات، مثل الدفاع عن اللغة العربية ومختلف الثوابت الوطنية وفي مقدمتها عدم معاداة مبادئ الإسلام، وقبل ذلك فهو يعتبر من أبناء العائلة الوطنية التي احتكرت هذا المنصب منذ الاستقلال.

 كما يلقى الرجل قبولا كبيرا لدى الأوساط العلمانية أو بالأحرى الموصوفة بالديمقراطية، الأكثر تمثيلا في صورة جبهة القوى الاشتراكية، والذي يعتبر أحد الشخصيات الأكثر قربا منها، بل إن هناك حتى من اعتزم من حزب الدا الحسين، تقديمه مرشحا عنها للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما يجعله المرشح الوحيد القادر على تجميع كافة أبناء التيارات السياسية، الممثلة في المجتمع على اختلاف توجهاتهم، في سابقة قد تقوي من موقعه كمرشح قوي لاستحقاق 2014.

طه. ش

 

 

من نفس القسم الوطن