الوطن

ولد خليفة :الإصلاحات السياسية في الجزائر تطورت نتيجة الضغط الشعبي لا لإملاءات الخارج

قال أن خلال دور المعارضة في السياسة والبرلمان إنجاز إيجابي لصالح الديمقراطية

 

 

قال رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة أمس إن وتيرة الإصلاحات السياسية بالجزائر عرفت تسارعا مع مجيء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 1999، معتبرا أنه لا وجود لديمقراطية كاملة في أي مكان، وأن دور المعارضة في الساحة السياسية والبرلمان إنجاز "إيجابي" لصالح الديمقراطية في الجزائر، مشيرا إلى أن لكل شعب تجربته الخاصة في هذا المجال وفقا لتاريخه واختياراته السياسية والاجتماعية، وأن الجميع يسعى للاقتراب من النموذج المثالي للديمقراطية، ومعتبرا أن موعد تعديل الدستور سيكون فرصة لتعميق وتوسيع الحقوق والحريات.

واعتبر ولد خليفة خلال الملتقى الدولي حول الاصلاحات السياسية في الجزائر الذي احتضنه نادي الجيش ببني مسوس أنه لا توجد وصفة خاصة للديمقراطية، معتبرا أن مسيرة الجزائر مع الديمقراطية بدأت منذ ثورة التحرير وهي "ثورة شعبية حقيقية" ضد الاستبداد والتمييز العنصري الذي حرم الشعب من الحقوق الأولية للمواطنة. وبعد الاستقلال تطورت الإصلاحات السياسية في خط متصاعد بطلب من الشعب بداية من 1988، قبل أن تعرف البلاد "تهديدا" و"عرقلة" لمسارها الديمقراطي في عشرية كاملة من الإرهاب،  وذكر العربي ولد خليفة أن وتيرة الاصلاحات السياسية في الجزائر تسارعت بعد انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لرئاسة الجمهورية، والذي ركز في البداية على عودة الأمن على أساس أنه لا ديمقراطية ولا تنمية ولا حكما راشدا بدون أمن واستقرار، وأن الاصلاحات السياسية في الجزائر تطورت بطلب من الشعب وليس بضغط من الخارج.

وأواعتبر ولد خليفة أن دور المعارضة في الساحة الوطنية من خلال المشاركة في الحياة السياسية والبرلمانية يعد إنجازا إيجابيا لصالح الديمقراطية، إلا أن دفعها للتعبير عن رأيها من الخارج يقلل من مصداقية المؤسسة التشريعية والحكومة معا.

وفي سياق متصل، أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي ،  أن الإصلاحات السياسية في الجزائر "نالت ترحيبا من قبل المجتمع الدولي الذي قدر حق القدر رجاحة هذا المسعى و الطابع المتجدد و إرادة الإنخراط في النظم و الممارسات المعترف بها عالميا". وأضاف مدلسي في كلمة ألقاها نيابة عنه المستشار جمال الدين قرين في الجلسة الافتتاحية لأشغال الملتقى الدولي حول الاصلاحات السياسية أنه "يحق للجزائر أن تفتخر اليوم بالتقدم الملحوظ المسجل في مجال تعزيز الديمقراطية و الحكم الرشيد في ممارسة النشاطات السياسية في بلادنا". و ذكر بأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كان قد أعلن عن نيته في اطلاق اصلاحات سياسية "عميقة" من خلال مراجعة "شاملة" للترسانة التشريعية التي "تبنى عليها قواعد الممارسة الديمقراطية و الإختيار الحر للمواطنين" . 

وشارك في أشغال الملتقى الدولي حول "الإصلاحات السياسية في الجزائر: المسار والأهداف"، الذي ينظمه المجلس الشعبي الوطني بالنادي الوطني للجيش في الجزائر العاصمة أمس، الأمين العام للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط سيرجيو ديافي ورئيس غرفة النواب المالطية انجيليو فاروجيا، والأمين العام المساعد للاتحاد البرلماني الدولي وحمل الملتقى شعار "تعزيز الديمقراطية وترسيخ الحكم الراشد".

نسيمة ورقلي

من نفس القسم الوطن