الوطن

قادة المغرب العربي "يختفون" في باريس

بوتفليقة، محمد السادس، ورئيس موريتانيا في رحلات علاج إلى فرنسا

 

يبدو أن قادة دول المغرب العربي ما زالوا عاجزين عن قطع "الحبل السري" الذي يربطهم بفرنسا، رغم مضي أزيد من نصف قرن على تحرر بلدانهم من نير استعمارها. ليس على مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية فحسب، وإنما حتى على الصعيد الشخصي، فهم يفضلون زيارة باريس على غيرها من العواصم، خاصة حين يتعلق الأمر بالزيارات "الخاصة"، وكذلك الحال عندما يمرضون ويحتاجون الى التداوي والنقاهة، فإنهم يقصدون باريس، وها هو القدر يقرر أن "يختفي" ثلاثة منهم في هذه الفترة في العاصمة الفرنسية، تاركين شعوبهم تتساءل في حيرة واستغراب عن مبررات "الاختفاء" في عاصمة المستعمر القديم.

فالرئيس عبد العزيز بوتفليقة أتم 45 يوما كاملة في رحلة استشفاء بدأها بفال دوغراس قبل أن يتحول الى "لي انفاليد" للنقاهة، لكنه لم يظهر ولو لدقائق على شاشة التلفزيون الرسمي أو غيره، ليطمئن الجزائريين على حالته التي مازال الوزير الأول عبد المالك سلال وكثير من المسؤولين يؤكدون بأنها "جيدة"، ومع كل يوم جديد يزداد قلق الجزائريين حول صحة رئيسهم، وحول مستقبل بلادهم، كما يستعر النقاش السياسي بين مختلف الأطراف، حول مستقبل قريب يبدو غامضا أكثر من أي وقت مضى.

وتعيش الجارة موريتانيا حالة شبيهة بحالة الجزائر، فقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أن الرئيس الموريتاني محمد عبد العزيز يوجد في فرنسا منذ ثلاثة أسابيع في إطار "زيارة خاصة"، حسب مصادر رسمية تحدثت إلى الوكالة. وهو ما دفع تنسيق المعارضة الموريتانية إلى انتقاد هذه الزيارة غير المعلنة والحديث عن"اختفاء" الرئيس. وحسب المعارضة الموريتانية، فإن الرئيس عبد العزيز سافر إلى بروكسيل منذ 15 ماي الماضي لحضور اجتماعٍ للمانحين لدولة مالي، ومنذ ذلك التاريخ وهو غائب عن البلاد، لذلك تطالب المعارضة بكشف البيانات الصحية للرئيس المصادق عليها من طرف أطبائه الفرنسيين.

ملك المغرب محمد السادس يوجد هو الآخر في باريس منذ 10 ماي الماضي في إطار زيارة خاصة غير معلن عنها رسميا. وبدأ المغاربة يتساءلون عن حقيقة اختفاء ملكهم، وتراوحت التكهنات بين القائلين بمرض الملك، مع اختلاف في تحديد المرض، والمؤكدين انه في زيارة "خاصة".

في حين نشرت صحيفة “آل ايمبارسيال” الإسبانية،أخبارا عن إصابة العاهل المغربي بفشل كلوي أو مرض كبدي يجبره على التنقل بصورة منتظمة إلى فرنسا، أما الصحافة الفرنسية فقد أشارت إلى أن الملك محمد السادس خضع لعملية جراحية في أحد المستشفيات الفرنسية للعلاج من مشاكل تنفسية، مضيفة أنه يمضي فترة نقاهة في قصره الفاخر بمدينة “بيتز” القريبة من باريس. 

وفي ظل غياب أي معلومة حول موعد عودة الملك من رحلته الخاصة التي يُجهل مكانها، بث أحد رواد الفيسبوك من المغاربة المقيمين في الخارج صورة تظهره إلى جانب الملك في ساحة "فاندوم" بقلب العاصمة الفرنسية باريس، لكنه يصعب معرفة تاريخ تلك الصورة، ومع ذلك لم يصدر أي بيان رسمي يؤكد أو يكذب إدعاء ذلك الشاب الذي قال بأنه صادف الملك يتجول في الساحة الفرنسية الشهيرة واستأذنه في التقاط تلك الصورة.

من جهتها تقوم وكالة الأنباء الرسمية بين الفينة والأخرى ببث رسائل تهنئة أو تعزية صادرة عن الملك من مكان وجوده، علما أن وزير الخارجية سعد الدين العثماني كان أعلن قبل زيارة رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان للمغرب أن الملك سيكون من بين مستقبليه، لكن أردوغان أنهى زيارته للمغرب وغادر يوم 4 جوان إلى الجزائر دون أن يقابل الملك الذي مازال غائبا عن البلد ولا أحد يعرف متى سيعود.

محمد أمير


من نفس القسم الوطن