الوطن

هل سيكون بن فليس أول مترشح من الأسماء الأكثر وزنا؟

حركة غير عادية في محيط بن فليس استعدادا لترشحه

 

 

 

تواترت الأنباء وتعددت مصادرها عن شروع الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، علي بن فليس، في التحضير لإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المرتقبة في أفريل من العام المقبل، في وقت لا يزال الرجل يلتزم الصمت المطبق.

وحتى وإن كان أقرب الرجال إلى الرئيس بوتفليقة في عهدته الأولى، لم يعلن بصفة رسمية، عن ترشحه للاستحقاق الرئاسي، غير أن الحركة غير العادية التي تطبع الأوساط القريبة من محيط علي بن فليس، وكذا الوجوه البارزة التي كانت جزءا من حملته الانتخابية في رئاسيات 2004، تؤشر على أن الرجل بات ينتظر الفرصة المناسبة للخروج عن صمته.

المعلومات المستقاة من إقامة شعباني في وادي حيدرة بالعاصمة، تفيد بأن الرجل تغمره رغبة جامحة في الترشح لخلافة الرئيس بوتفليقة، الذي يعاني من أزمة مرضية اضطرته للعلاج في المستشفى العسكري، فال دوغراس، بالضاحية الشمالية للعاصمة الفرنسية باريس، منذ السابع والعشرين من أفريل المنصرم، غير أن تجربة 2004، فرضت عليه التريث وعدم المغامرة، لكن من دون أن يوقف آلته التحضيرية، التي يكون قد احتفظ بها من حملته الانتخابية السابقة.

وكان بن فليس قد اضطر في وقت سابق، قبل مرض الرئيس بوتفليقة، إلى الخروج عن صمته، لينفي معلومات صدرت في إحدى الجرائد الوطنية، تحدثت عن شروعه في تنظيم لقاءات مع عدد من الإطارات المحسوبة عليه، تحسبا لموعد 2014، وهي المعلومات التي نفاها جملة وتفصيلا.

غير أنه ومع ذلك، يؤكد المترددون على إقامة شعباني، أن مكتب بن فليس يشهد حركة غير عادية، وخاصة في الأيام الأخيرة، وهي الفترة التي تزامنت ومرض رئيس الجمهورية، وذكرت المصادر أن بن فليس يعتقد بأنه سيكون له دور سياسي لافت في المستقبل القريب، وهو ما يدفع إلى التساؤل حول ما إذا كان الرجل، قد تلقى الضوء الأخضر من طرف جهات عليا، تدعوه إلى تحضير نفسه للاستحقاق المقبل، لكن في هدوء وبعيد عن الضوضاء، تفاديا لكل ما من شأنه أن يتسبب في التأثير على حلمه الذي فشل في تحقيقه في رئاسيات 2004.

ومعلوم أن بن فليس كان قد كلف بإدارة الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة في العهدة الأولى، كما تمكن بدعم من بوتفليقة من الارتقاء بسرعة في هرم حزب جبهة التحرير الوطني، ليخلف بوعلام بن حمودة في منصب الأمين العام للحزب العتيد، في انقلاب وصف بـ "الأبيض"، دبره الرئيس بوتفليقة، لإزاحة بن حمودة بطريقة دبلوماسية، ليكلف بعدها بن فليس بإدارة شؤون الجهاز التنفيذي.

ويتحدث مقربون من بن فليس، عن الشروع في الانطلاق المادي تحضيرا لموعد 2014، من خلال بداية التدبير لطبع مطويات وصور تتحدث عن ميزات الرجل وخصوصياته، وهي المهمة التي أوكلت إلى "الخلايا النائمة" لدعم ترشحه، والتي تعود إلى رئاسيات 2004، وهي التجربة التي يكون بن فليس قد استفاد منها وطورها لما هو قادم من استحقاقات، بما يضمن عدم تكرار الأخطاء السابقة.

والسؤال الذي يبقى بحاجة إلى إجابة هنا، هو: متى يقلع بن فليس عن تردده ويعلن عن ترشحه بصفة رسمية، ليكون بذلك، ثاني الأسماء التي ستخوض سباق الانتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل، بعد رئيس الحكومة الآخر، أحمد بن بيتور؟.

 طه. ش

من نفس القسم الوطن