الوطن

الصين مستعدة لتعزيز الصداقة مع الأحزاب الإسلامية

الخارجية الصينية تستضيف أحزابا إسلامية وشخصيات عربية

 

قال نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جيون أمس لدى استقباله وفدا عربيا مشكلا من احزاب اسلامية واعلاميين، إن الصين تتعامل مع الاحزاب الاسلامية وهي على استعداد لتطوير العلاقة وتعزيز الصداقة معها ومع جميع القوى السياسية في المنطقة، وان الصين تحترم خيار الشعوب العربية واذا كان الاختيار على اساس الاسلام فهذا يعني أن الشعوب اختارت ما يتناسب معها وظروفها وهويتها. كما صرح أن الصين ليست لديها مشكلة في هذا الموضوع بل المشكلة عند الغرب، كما جدد موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية.

 

وفتحت وزرة الخارجية الصينية ابوابها لوفد عربي ضم شخصيات اعلامية واحزاب سياسية اسلامية، منها حزب الحرية والعدالة من مصر وحزب النهضة التونسي وحزب العدالة والبناء الليبي وحزب العدالة والتنمية المغربي وممثل عن حركة حماس فلسطين، كما حضر اكاديميون محسوبين على التيار الاسلامي من السودان ولبنان والعراق، وحضر اللقاء من الجزائر مدير جريدة "الرائد"، وكان اللقاء من تنظيم المعهد الدولي للدراسات التابع للوزارة الخارجية الصينية، والذي نظم ندوة شارك فيها دبلوماسيون صينون، تناولت ولمدة يوم كامل موضوع التكاتف في ظل التغيرات التاريخية، كما شارك في الندوة مسؤولون في وزارة الخارجية الصينية. وتميز اللقاء بالمصارحة بين الطرفين وخاصة في القضايا التي تشغل الرأي العام العربي منها قضية فلسطين وسوريا وموقف الصين منهما، اضافة إلى العلاقات العربية الصينية وما هو مطلوب من اجل تطويرها، كما تعرض المشاركون إلى الحراك العربي والتغيرات التي حدثت في المنطقة العربية ووجد تفهما كبيرا لرغبة الشعوب العربية، في تحقيق التنمية وتطوير البنية التحتية وإرادة التحرر من الهيمنة الغربية، كما كان اللقاء فرصة لسماع خلفيات مواقف الصين مما حدث ويحدث في المنطقة وتعرض الموقف الصيني من الاحداث في سوريا إلى كثير من النقد، ولوحظ تفهم الصينيين إلى صوت الشارع العربي الرافض لاستمرار الأزمة الدموية في سوريا.

ونهار أمس استقبل الوفد من طرف نائب وزير الخارجية الصيني، والذي تناول اهم مواقف وسياسات الصين في المنطقة العربية المبنية اساسا على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ورفض تدخل الآخرين فيها كذلك. كما اعتبر أن زيارة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية للصين مباشرة بعد تنصيب الرئيس الجديد في مارس الماضي رسالة واضحة من الصين في دبلوماسيتها الجديدة، من خلال دعم القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية وعلى رأسها اقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وتوقيف بناء المستوطنات والأفراج عن الاسرى الفلسطينين، وأكد أن الصين صديقة لكل العرب وليست لبعضهم فقط، وأنها لا تحمي أحدا في اشارة إلى اتهام الصين بأنها تحمي بشار الأسد بل تحمي المبادئ والقانون الدولي. كما أن جهودها ترتكز على ايجاد حلول سياسية للخلافات الموجودة في المنطقة، وان الصين ليس لها مآرب خاصة وانها تعمل على مساعدة الجميع في التنمية، الذي هو الحل الأمثل كما انها تتبع سياسة الكل يربح في علاقتها مع الدول العربية، وهي مستعدة على تبادل التجارب في ميدان الادارة والحكم مع الاحزاب. 

وفي سؤال حول مقاربة الصين في التعامل مع الأحزاب الاسلامية قال تشاي جيوان إن هذه ليست مشكلة بالنسبة للصين بل هي مشكلة الغرب، وان بكين على استعداد لتطوير العلاقة مع جميع القوى السياسية في المنطقة وهي تحترم ايضا خيار ارادة الشعوب، كما انها تعمل على التواصل الودي مع جميع الأحزاب الاسلامية لتعزيز الصداقة معها.

كما جدد نائب وزير الخارجية رفض بلاده للإرهاب بكل اشكاله، وفي سؤال لـ"لرائد" عن دور الصين في الساحل الصحراوي قال إن بلاده قدمت الدعم المالي سواء كان على مستوى الغذاء أو الدواء أو حتى المال، حيث قدمت الصين مليون دولار للحكومة المالية وجدد دعم بلاده للوحدة الترابية لمالي وللبعثة الاممية للحفاظ على السلام في هذا البلد الافريقي، الذي يعطي الصين الحق أن الذي يغذي الاستقرار هو التنمية، كما اعتبر نائب الوزير الصيني أن ما حدث في مالي كان بسبب ماحدث في ليبيا، وخاصة بعد انسحاب القوات الدولية مما ساهم في تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا وتدفق السلاح في المنطقة، وأكد على ضرورة التفكير والعمل على منع تكرار سيناريو ما حدث في مالي.

وتعتبر دعوة هذا الوفد نقلة نوعية في مواقف بكين وتطور في تعاملها مع العالم العربي وخاصة الاحزاب السياسية، كما بدا واضحا أن الصين تبحث على ادوار متقدمة في المنطقة ليست بديلا على الولايات المتحدة الأمريكية بل برؤية صينية فيها كثير من القبول العربي الشعبي والرسمي.

مراسلة خاصة

 

من نفس القسم الوطن