الثقافي

"ليس هناك تمثيل للحكاية الشعبية في الإبداع الأدبي الجزائري"

الباحث في الأدب الشعبي عبد الحميد بورايو:

 

 

اعتبر الأكاديمي الجزائري والباحث في الأدب الشعبي عبد الحميد بورايو أول أمس بالجزائر أنه "ليس هناك تمثيل للحكاية الشعبية في الإبداع الأدبي الجزائري" نتيجة "سياسة ثقافية اعتبرت هذا الموروث الشعبي "مجرد فولكلور". وقال بورايو خلال ندوة بعنوان "الحكاية الشعبية والتغيرات الاجتماعية" نظمتها مؤسسة فنون وثقافة "أن الاهتمام بالتراث الشعبي في الجزائر جاء متأخرا" مضيفا أن "الأدباء الجزائريين لم يعطوا اهتماما كبيرا للثقافة الشعبية منذ الاستقلال نتيجة "توجه يدعو للتخلي عن الخرافات والانفتاح على الثقافة الحديثة". وتابع المتحدث يقول إن "نسبة الامية المرتفعة بعد الاستقلال وضعف العلوم الإنسانية وكذا البحث العلمي الى جانب توجس الموقف الديني من الخيال" عوامل 

أثرت تاريخيا في عدم الاهتمام بالثقافة والحكاية الشعبية. وأضاف المتحدث ان الاهتمام الاكاديمي بالادب الشعبي بدأ منذ السبعينيات حيث أدرج في الأدب العربي وأقسام علم الاجتماع ومن بعدها الأنتروبولوجيا" كما أن الحركة البربرية في الثمانينيات "ساهمت بدورها في الاهتمام بالثقافة والحكاية الشعبية خصوصا في منطقة القبائل". ودعا صاحب كتاب "الأدب الشعبي الجزائري" إلى تبني "أرشفة لهذا التراث الشفوي المعرض للزوال" و"سياسة تعليمية" تراعي أهمية هذا الموروث وتنوعه وغزارته، مشيدا في نفس الوقت بالجهد الذي يبذله الحكواتيون في المدارس وبالمسرحيين الذين أدخلوا الحكي في فن المسرح. كما تأسف المتحدث لعدم استثمار الحكي الشعبي في أدب الأطفال متسائلا "منذ الاستقلال ونحن ندرس أولادنا الأدب والتراث الشعبي للاخرين فلماذا لا نربيهم على 

موروثنا المحلي" ضاربا المثل بالشعر الملحون. وعاد بورايو وهو استاذ بالمركز الجامعي لتيبازة، إلى أهم تمثيلات الحكاية الشعبية في الجزائر على غرار الحكاية العجيبة عن الأغوال والوحوش وغيرهما التي ميزت الأمازيغ منذ القدم والسيرة الهلالية التي تحكي اندماج الهلاليين في الحياة الجزائرية. كما ذكر بالأدب الملحمي الديني "المغازي" الذي جاء به الأندلسيون وبتراث الجزائر العاصمة والمدية وشرشال وتأثره بالموروث التركي كما في "البوقالات" معرجا في نفس الوقت على المداحين وحكايات الأولياء الصالحين وقصص البطولات الخرافية إبان الثورة التحريرية. ف.ش


من نفس القسم الثقافي