الوطن

ممتحنون يقاطعون البكالوريا احتجاجا على المواضيع المدرجة

فضيحة من العيار الثقيل في اليوم الثالث من امتحان البكالوريا

 

ممتحنون يحطّمون الطاولات وآخرون اعتدوا على الأساتذة

شهد اليوم الثالث من امتحانات البكالوريا حالات استثنائية، بسبب صعوبة مواضيع الفلسفة، وفق ما صدر عن المترشحين الذين قاطعوا الامتحان ورفضوا تسجيل اسمائهم على ورقة الاختبار، بحجة أن المواضيع الثلاثة التي طرحت لم تكن من ضمن المواضيع المحتملة.

هكذا كان اليوم الثالث من امتحانات البكالوريا استثنائيا، فبعد الصعوبة التي عرفتها مواضيع الرياضيات في اليوم الثاني والبكاء الذي عمّ أول امس أغلبية مراكز الامتحان عبر العاصمة او مختلف ولايات الوطن، جاءت امس مواضيع الفلسفة لتزيد الامور حدة، بسبب صعوبتها وفق ما صدر عن المترشحين الذين قاطعوا الامتحان ورفضوا تسجيل اسمائهم على ورقة الاختبار، بحجة أن المواضيع الثلاثة التي طرحت لم تكن من ضمن المواضيع المحتملة والمواضيع المرشحة. ووصل الحد لبعضهم بالقول إن الوزارة اعطت موضوعا هو في الاصل مبرمج لتلاميذ السنة الثانية ثانوي "موضوع الحقيقة".

وتسببت هذه الأسئلة في حدوث انزلاقات على مستوى العديد من المراكز عبر العاصمة والوطن، كانت اخطرها تلك التي مست مركز الاجراء على مستوى مديرية التربية غرب العاصمة، حينما حطم المترشحون الطاولات وجرح بعضهم انفسهم بالزجاج والاعتداء على الاساتذة احتجاجا على ادراج المواضيع المحتملة، قبل أن تعم الفوضى والانفلات ويجيب التلاميذ على المواضيع جماعيا دون تمكن الاساتذة وحتى الشرطة على اعادة الامور إلى حالها الطبيعي.

وصعوبة المواضيع حسب عدد من التلاميذ بثانوية صالح زعموم بتيليملي وسط العاصمة، لم تمس فقط مادة الفلسفة بل مست ايضا مواضيع التسيير والاقتصاد والكهرباء والكمياء وفق التلاميذ الذي استنكروا الصرامة الصادرة هذه السنة من طرف الوزارة، مقارنة بالعام الماضي، وهو ما شكل هناك نوعا من الإحباط وأجهش العديد من المترشحين بالبكاء، ولكن بدرجة أعلى لتلاميذ الآداب.

واستنكر التلاميذ الذي اجتازوا امتحاناتهم بالعاصمة المواضيع المطروحة لشعبة الادب، وأكدوا أن الوزارة تتعمد ذلك سنويا لإقصائهم من النجاح مقارنة بالعلميين، وهو ما أوصل الحد إلى غاية الخروج إلى الشارع والذي مس ولايات عدة منها وهران، قسنطينة وغيرها، وكان اخطرها تلك التي عرفها غرب العاصمة وبالضبط بسطوالي بالعاصمة على مستوى مركز "الاخوة بودوارة" اين اقدم التلاميذ على كسر الطاولات وجرح بعضهم انفسهم في احد الاقسام قبل أن تعمم على كافة الاقسام الاخرى ويخرج الكل إلى الشارع، لتتدخل قوات الشرطة التي كانت تحرص المؤسسة لاعادة التلاميذ، غير أن تهديدات المترشحين كانت اقوى، وفق المصادر التي نقلت المشهد، والتي اكدت أن التلاميذ عادوا في الاخير إلى مقاعدهم، لكن المذهل في الامر انهم أجابوا على مواضيع الفلسفة جماعيا، وهو ما رفضه الاساتذة الذين لم يتمكنوا من فعل شيء إلا القيام بحراسة شكلية، قبل أن يقوموا في الاخير بعدم التوقيع على ورقة الامضاءات ودونوا في ورقة المحضر بأن هناك غش جماعي وتهديد وانفلات.

والسيناريو ذاته تكرر على مستوى ولاية البليدة بمنطقة شبلي وكذا شرق العاصمة حسب مصادر مطلعة، والتي ذكرت أن الاحتجاجات وقعت في ذات المركز التي زارها الوزير أول أمس غير أن المديرية تدخلت بسرعة وتمكنت من ضبط الامور.

وتداول الجزائريون على نطاق واسع امس في مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع اليوتوب، فيديوهات تشير إلى حالة الفوضى التي عاشتها مراكز الامتحانات صبيحة أمس بسبب صعوبة اسئلة مادة الفلسفة، حيث يظهر مقطع فيديو التقط بإكمالية الإخوة بودوارة باسطاوالي غربي الجزائر العاصمة يظهر الفوضى، التي سبقت الغش الجماعي الذي حدث في مادة الفلسفة لامتحان شهادة البكالوريا.

 

وفي ظل كل هذه الأمور أكد وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا احمد في تيبازة -حيث اعطى بها اشارة انطلاق اليوم الثالث لامتحانات شهادة البكالوريا (دورة جوان 2013)- أن الامتحانات تجري في "اجواء عادية" عبر كامل القطر الوطني بفضل "مساهمة" الجميع. 

وأوضح الوزير في تصريح ختاما لزيارته انه "لم يسجل اي خلل او تجاوز يذكر من شأنه أن يمس بسير العملية" منوها بـ"تكاثف جهود الاساتذة والمؤطرين والسلطات المحلية والأجهزة الامنية الساهرة على ضمان السير الحسن للامتحانات". 

وكان الوزير قد اشرف على فتح الاظرفة الخاصة بامتحانات مادة الفلسفة شعبة اداب وعلوم انسانية بمركز الامتحان ثانوية الشهيد خالد بوسماحة وسط مدينة تيبازة، حيث دعا الممتحنين إلى "عدم التسرع في الاجابة والتحلي بالهدوء والتركيز في تناول المواضيع". 

كما تحادث مع التلاميذ حول مدى صعوبة الاسئلة والمواضيع والظروف العامة التي تجري فيها الامتحانات، قبل أن يواصل زيارته بالإطلاع على عدد من المشاريع الخاصة بقطاعه استعدادا للدخول المدرسي المقبل.

 سعاد. ب

من نفس القسم الوطن