الوطن

استقبال فاتر للوزير الأول التركي رجب الطيب أردوغان

كان ضحية استعداء غير مبرر من الوزير الأول السابق

 

يبدو أن الوزير الأول التركي، رجب الطيب أردوغان، غير محظوظ في الزيارات التي ما انفك يقوم بها لدول شمال إفريقيا والجزائر على وجه التحديد، فعادة ما تتزامن هذه الزيارات ومشاكل في البلدان المغاربية، بل إن هذه المرة انتقلت المشاكل حتى إلى بلده.

فعلى غرار الزيارة التي قادت الوزير الأول التركي للجزائر، في العام 2006، والتي تزامنت والأزمة التي رافقت انتقال منصب الوزير الأول من أحمد أويحيى إلى عبد العزيز بلخادم، يأتي حفيد العثمانيين بعد سنوات عن الزيارة الأولى، ليتكرر نفس المشهد لكن بمعطيات أخرى.

فبعد الجدل الذي أثير هنا في الجزائر حول احتمال تأجيل هذه الزيارة، بسبب مرض رئيس الجمهورية الذي يعالج بمستشفى فال دو غراس العسكري بالضاحية الشمالية للعاصمة الفرنسية باريس منذ السابع والعشرين من أفريل المنصرم، وكذا في العاصمة التركية أنقرة، على خلفية موجة الاحتجاجات التي اجتاحت عددا من المدن التركية انطلاقا من العاصمة التاريخية للعثمانيين،اسطمبول، جاء التحضير الرسمي لهذه الزيارة، ليؤكد أن الرجل غير محظوظ تماما، أم أن في الأمر شيئا لا يراد له أن يكشف.

فقد أشارت الأخبار الواردة من المغرب، التي كانت محطة أردوغان الأولى في جولته المغاربية، إلى أن الارتباك خيم على هذه الزيارة، بحيث لم يتسلم المسئول التركي الدكتوراه الفخرية من قبل رئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط، مثلما كان متوقعا، كما لم يتمكن من أن يحظى باستقبال من طرف العاهل المغربى محمد السادس واكتفى بالجلوس على مائدة الحوار مع رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران.

ورغم الارتباك الذى حصل إلا أن أردوغان لم يجد حرجا فى الإعلان خلال ندوة صحفية عقدت ليلة أول أمس الاثنين أن العاهل المغربى سيزور تركيا مطلع العام المقبل، وهو ما يكشف سعة صدر هذا الرجل، الذي يدرك أن الشعوب العربية لا تعكس بالضرورة مواقف حكوماتها، ولعل ذلك ينسحب على الهجوم الشرس الذي تعرض له اردوغان، على لسان الوزير الأول الجزائري السابق، أحمد أويحيى، والذي اختار السكوت على عدو الأمس، فرنسا، مقابل الهجوم على صديق قديم يسعى لإعادة ربط العلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعبين الجزائري والتركي.

وقبل ذلك، لا شك أن الجميع لا يزال يتذكر كيف أن أردوغان لما زار الجزائر في العام 2006، كان مرافقه وزير الصناعة وترقية الاستثمارات، عبد الحميد تمار، وهو وزير يعتبر من الصف الثاني، بحكم الحقيبة التي يتقلدها، ولعل حظه هذه المرة سيكون أحسن، لأن الوزير الأول عبد المالك سلال، سيكون مرافقه خلال تواجده بالجزائر، ويبقى عزاؤه في عدم تمكنه من مقابلة رئيس الجمهورية، الذي ألم به المرض منذ ما يزيد عن الشهر.

وعلى الرغم من الترحاب الذي قوبل به من طرف سلال وبقية المسؤولين الجزائريين، إلا أن برودة التعاطي الإعلامي مع هذه الزيارة من طرف الإعلام الرسمي، وخاصة وكالة الأنباء الجزائرية، التي همشت بشكل لافت هذه الزيارة، يدفع للتساؤل حول خلفية هذا المعطى، لأن هذه المؤسسات مرتبطة بما يرد إليها من قرارات فوقية.

وتحادث الوزير الاول، عبد المالك سلال، أمس مع نظيره التركي،  و قد جرى اللقاء بحضور وزير الشؤون الخارجية للبلدين، كما ترحم ضيف الجزائر  على أرواح شهداء الثورة التحريرية أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الثورة. وقام أردوغان الذي كان مرفوقا بوزير التجارة مصطفى بن بادة بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري للشهداء.كما وقف دقيقة صمت ترحما  على أرواح شهداء الثورة التحريرية.

 

طه. ش

من نفس القسم الوطن