دولي

الأسير عامر بحر جسد أهلكته عقاقير الاحتلال والإهمال الطبي

حكاية عزيمة وإرادة أسير رغم كل التحديات

 

عرف بشجاعة وعزم قويين حتى بعد الاعتقال، فكان مصرًّا -رغم ما تعرض له من تحقيق وتعذيب على أيدي الجنود الصهاينة- على أن يجد ويجتهد وينال الشهادة الدراسية، فنال شهادة الثانوية العامة من سجنه، وواصل الدراسة الجامعية، إلى أن حل به المرض فتوقف هناك.

 هذه قصة تحكي عزيمة أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الصهيوني.. إنه الأسير عامر محمد عيد بحر (31 عامًا)، من أبو ديس شرق مدينة القدس المحتلة، والذي كانت قصته بل وطريقة اعتقاله مختلفة قليلاً في الآلية، لكن العدو والمنفذ يعتبر شخصًا واحدًا.

الاعتقال 

في حديث والدة الأسير عامر بحر لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، قالت: إن عامر كان قبل اعتقاله يعمل في المهن الحرة، وفي يوم (19-7-2004)، وبينما عامر قد أنهى عمله واتجه للصلاة في المسجد، بوغت عند خروجه بمجموعة ممن يرتدون الأقنعة ومعهم سيارة مدنية، يختطفونه ويضعوه في السيارة بشكل مفاجئ ومن هنا بدأت القصة.

 تقول الوالدة: "فيما بعد تبين أن هؤلاء عناصر بعث بهم جنود الاحتلال لاعتقال ابني عامر، لأننا علمنا أنه لديهم، وبعد أيام وشهور وفترات توالت على عامر كل أشكال التعذيب والإهانة.. استطعنا زيارته فوجدناه لا يزال يتحلى بنفس قوية, ومعنويات عالية". وبعد ثلاثة أعوام من سجن عامر، حكم الاحتلال عليه بالسجن 12 عامًا، وشدد علينا الزيارات، وحرمنا من رؤيته مرات، وزاد من قلقنا عليه أنه مرض قبل سنتين.

قصته مع المرض 

عائلة عامر بحر، وصفت كيف كان عامر بقوته وجسده وصحته التي لم يعبها أي شيء قبل الاعتقال، وقارنت بين حالته حينها، وبين حالته الآن، بعد أن فقد الكثير من وزنه وبين الحين والآخر يذهب لعيادة المشفى.

 منذ عامين، بدأ عامر يشعر بآلام في معدته، تطورت وازدادت فيما بعد، وهناك احتار الأطباء مما يعاني منه عامر، وقرروا في النهاية نقله لمشفى سجن الرملة وإجراء عملية الزائدة. تمت العملية وعامر لم يشف، فتشير العائلة إلى أن عامر ظل وضعه مختلفًا بعد العملية، بل إن أمورًا بدأ يعانيها لم يكن يعانيها من قبل، فأصبح هزيل الجسم ضعيفًا جدًّا، وأصبح يتقيأ دمًا، وطيلة الوقت يشعر بالتعب، ويشعر بالدوخة، ليقول له الأطباء "للأسف لقد أعطيناك الدواء الخطأ"! لا شيء بالطبع بعد تلك الجملة، إلا مزيدًا من الإهمال الطبي؛ حيث نقل عامر في بداية مرضه من سجنه إلى مشفى سجن الرملة، ومكث هناك ستة أشهر، ولهول ما رأى عليه حال الأسرى المرضى هناك، فضل عامر الرجوع إلى سجنه لكي لا يموت في ذلك المكان الأشبه بالمقبرة. والد عامر، والذي يزوره في كل شهر مرة، يردد -رغم كل تلك الآهات- عبارات الشكر على لسانه، لكنه يأسى ويتألم بشدة على وضع ابنه الذي يتألم بعيدًا عنهم، لئلا يحزنوا عليه.

 ويضيف الوالد: "حال عامر الآن على ما هو عليه، ويقبع في بئر السبع, وفي كل شهر يذهب للمشفى, ويأخذ علاجًا يسكن من آهاته القليل".

صبر وتحدي 

يقول: "عامر ابني ابن بار مطيع ملتزم.. وأنا لا أخشى عليه ظلم وجبروت هؤلاء اليهود.. كونه كذلك، والحكم الذي صدر ضده سيعيشه عامر بتحد وصبر يؤجر عليه إن شاء الله".

 من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان: "إن عامر مثال حي للإهمال الطبي وسوء التشخيص, وهو حالة من حالات كثيرة لم يتم التعامل معها صحيًّا بشكل جيد، الأمر الذي أدى إلى تفاقم وضعه الصحي, الأمر الذي يستوجب فتح تحقيق مباشر حول هذه الانتهاكات. 

إ: مروان. أ

من نفس القسم دولي