الوطن
إدانة فرنسي احتال بتصدير خيول مريضة للجزائر
بدأ تصديرها في 1989 وسعر الحصان 140 مليون
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 جوان 2013
أدانت العدالة الفرنسية أحد المتعاملين الناشطين في مجال توريد الخيول للجزائر بالحبس ثلاثة أشهر حبسا مع وقف التنفيذ، وغرامة مالية قدرت بثلاثة آلاف يورو، بسبب تلاعبه بالوثائق المتعلقة بصحة منتوجاته الموجهة للجزائر. وكشفت مصادر إعلامية فرنسية أن جون مارك شوفو البالغ من العمر ستين سنة الناشط في مجال تحسين وتطوير سلالات الأحصنة، قد أدين الخميس في قرار نهائي على مستوى محكمة الاستئناف بـ "شالون أو كومباني"، بعدما تأكد تلاعبه بعينات دم الأحصنة، التي قدمها لمتعاملين جزائريين في العام 2011، بغرض خداعهم وتسهيل عملية بيع منتوجاته. وقد اعتراف المتهم الذي يعمل في مجال تطوير سلالات الأحصنة منذ العام 1977 أمام محكمة الاستئناف بأنه قدم عينات دم غير مطابقة للشروط الصحية المعمول بها، ما سبب خسائر للمتعاملين الجزائريين، أعقبها قرار من السلطات الجزائرية بمنع استيراد هذا المنتوج من فرنسا في مارس 2011، أي بعد ثلاثة أشهر من تفجر الفضيحة، وهي المعلومة التي لم تتسرب للإعلام المحلي، بالرغم من خطورتها على صحة المواطن والإنتاج الحيواني في البلاد. وذكرت المصادر الفرنسية أن عودة الجزائر لاستيراد الخيول الفرنسية لم يتم إلا بعد مفاوضات شاقة وعسيرة بين المصالح البيطرية في كل من الجزائر وفرنسا، الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل عن الجهة التي تكون وراء عودة التسريح بالاستيراد في مدة وجيزة، لأن حادثة من هذا القبيل، كان يتعين أن تتبعها عقوبات صارمة ضد المنتوج الفرنسي من هذا النوع، وما إذا كانت الجهات العليا قد على علمت بإرادة فتح الاستيراد أمام جهة تبين أنها كانت تتحايل ومخادعة. ويكون هذا القرار هو الذي كان وراء إدانة العدالة الفرنسية للمورد الفرنسي، جراء الأضرار التي سببها للاقتصاد الفرنسي، لأن قرار الحكومة الجزائرية بمنع استيراد الخيول من فرنسا، كان عاما ولم يقتصر على المصدر المدان من طرف عدالة بلاده. وتعود فترة تعامل هذا الفرنسي مع الجزائر إلى العام 1989، حيث صدر للجزائر ما يقارب الـ 100 حصان، بواقع 12 ألف يورو للحصان الواحد، ومن يدري أن الأحصنة التي تم استيرادها في وقت سابق لم تكن مريضة بفيروس البابليسات (البيروبلازم)، الذي يعتبر مرضا قاتلا، خاصة في مناخ حار مثل المناخ الجزائري، بحسب خبراء الطب الحيواني. وكان خبراء الطب الحيواني في الجزائر قد تفطنوا إلى هذا المرض بعد حالات النفق المتكررة التي تتعرض لها الأحصنة المستوردة من فرنسا.
طه. ش