الوطن

قوات الأمن تمنع مهنيي الصحة من التجمهر أمام مقر الوزارة

تسجيل إغماءات وإصابات في أوساط المحتجين

 

 

منعت قوات الأمن أمس، مهنيي الصحة من التجمهر أمام مقر وزارة الصحة، وتحوّل الاعتصام إلى مواجهات بين المعتصمين وقوات الامن التي تصدت لهم بقوة لمنعهم من الاقتراب من البوابة الرئيسية للوزارة،مما أسفر عن سقوط عدد منهم من بينهم رئيس نقابة النفسانيين خالد كداد ورئيس نقابة الأخصائيين محمد يوسفي.

شنّ أمس العشرات من مهنيي الصحة اعتصاما حاشدا أمام مقر وزارة الصحة والسكان الذي انطلق في حدود العاشرة صباحا في اجواء هادئة مكتفين بترديد شعارات نددوا فيها بسياسة الوزارة، لكن سرعان ما تحول هذا الاعتصام بعد قرابة الساعتين إلى مواجهات بين المعتصمين وقوات الامن التي منعتهم من الاقتراب إلى البوابة الرئيسة للوزارة وحاولت حشرهم ومحاصرتهم بالساحة المقابلة للوزارة، ما أثار غضب المعتصمين الذين حاولوا نقل اعتصامهم الى أمام المدخل الرئيسي للوزارة، ما أدخلهم في اشتباكات مع قوات الامن أسفرت عن سقوط بعض المعتصمين أرضا من بينهم رئيس النقابة الوطنية للأطباء النفسانيين خالد كداد الذي أغمي عليه ونقل على جناح السرعة على متن سيارة اسعاف إلى جانب محمد يوسفي رئيس نقابة الأخصائيين الذي تعرض لوعكة بسبب شدة التدافع، إلى جانب تسجيل العديد من الإغماءات، الأمر الذي زاد من غضب المحتجين الذين قاموا بقطع الطريق المقابل للوزارة وجلسوا أرضا، ما عطل حركة المرور في المنطقة، وقد قامت مصالح الامن مرة أخرى بإعادتهم إلى ساحة الاعتصام لكن سرعان ما عاودوا الكرة وحالوا الوصول مرة ثانية إلى المدخل الرئيسي للوزارة، لكن قوات الامن كانت بالمرصاد وتصدت لهم.

وأوضح الناطق الرسمي لتنسيقية مهنيي الصحة خالد كداد، أن وزير الصحة مطالب بالتدخل شخصيا لمعالجة مشاكل قطاعه، كاشفا في هذا السياق عن اتصالات غير رسمية باشرها الأمين العام لوزارة الصحة بحر هذا الأسبوع لتحضير أرضية اتفاق لتقريب وجهات النظر، وأكد المتحدث أن مبادئ مهنيي الصحة لن تتغير، لان نضالهم لا يصب في خانة خدمة المصالح الشخصية وإنما خدمة للقطاع العمومي الذي يعاني من سوء التسيير منذ أزيد من عشرية من الزمن، كما كشف كداد عن لقاء جمع مساء اول  أمس رؤساء النقابات الثلاث بالكتلة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء بناء على طلب هذه الأخيرة لمناقشة وضع النقابات والمشاكل التي يتخبط فيها القطاع، والتزمت الكتلة بنقل انشغالاتهم على مستوى البرلمان لوزير الصحة.

وفيما يخص الخطوات المقبلة التي ستنتهجها التنسيقية، كشف خالد كداد، عن اجتماع ستعقده التنسيقية غدا الجمعة لعرض النتائج التي توصلت لها المجالس الوطنية لكل نقابة قصد تسطير الخطوات المقبلة وتحديد مصير حركتها الاحتجاجية الاخيرة التي باشرتها منذ اربعة اسابيع.

ومن جهته، صرح الأمين العام لنقابة ممارسي الصحة العمومية إلياس مرابط، أنه لا يجب أن الحوار مع وزارة الصحة لا يقف عند هذا الحد، لأن المكالمة الهاتفية للأمين العام ليست بقنوات حوار رسمية، ولهذا فإن التنسيقية لاتزال تنتظر استدعاء رسميا من طرف الوزارة الوصية، مستنكرا الضغوطات الكبيرة التي يمارسها احد المسؤولين داخل الوزارة على مدير المؤسسة الصحية التي يعمل فيها وكذا على مدير الصحة بالمؤسسة التي يعمل فيها الدكتور محمد يوسفي رئيس نقابة الأخصائيين لإصدار قرارات توقيف ضدهم، مما يدل حسبه، على وجود لوبيات داخل الوزارة ترفض إنجاح أي مبادرة نحو تسوية الوضعية الخطيرة التي يشهدها قطاع الصحة وتدفع بالأوضاع نحو مزيد من التعفن.

سعاد. ب

من نفس القسم الوطن