الوطن

باريس تريد قيادة الجزائر ودول المنطقة لحرب طويلة الأمد

فابيوس يدعو لعملية مشتركة منسقة مع ليبيا والدول المجاورة

 

فرنسا تسعى لتوسيع التوتر على كل حدود الجزائر

باتت الحدود الجزائرية الجنوبية والجنوبية الشرقية مع كل من اللنيجر وليبيا مهددة، بعد تعبير فرنسا عن رغبتها في توسيع حربها على "الإرهاب" إلى داخل الصحراء الليبية، بحجة ملاحقة الجماعات المسلحة التي تتجمع هناك هربا من الضغط بشمال مالي، وقد دعت فرنسا إلى "عملية مشتركة" تشارك فيها دول المنطقة (منها الجزائر) للتصدي لـ "الجهاديين"، وهو ما يؤكد نيتها في إبقاء المنطقة ساحة حرب مع إطالة عمر الصراع المغربي- الصحراوي في حدود الجزائر الغربية الجنوبية، فهل هو الحنين الفرنسي لمرحلة الاستعمار؟!!

 

الرغبة الفرنسية لتوسيع تواجدها العسكري في أكثر من دولة افريقية (وخاصة بمنطقة الساحل) لمّح إليه وزيرها للخارجية لوران فابيوس مساء أول أمس في زيارة لدولة النيجر، حيث دعا إلى القيام "بعملية مشتركة" منسقة مع ليبيا والدول المجاورة لها، للتصدي للتهديد المتنامي لمن وصفتها بـ"الجماعات الإرهابية" في صحراء جنوب ليبيا، وذلك بعد تفجيرين في النيجر الخميس الماضي استهدفا ثكنة عسكرية ومنجما لليورانيوم تستغله شركة فرنسية. وأشار فابيوس إلى الجزائر بالاسم لمّا قال "الدول المجاورة لليبيا والنيجر"، وبذلك يكون فابيوس قد وجه للجزائر دعوة للمشاركة في عملية فرنسية في الأراضي الليبية، ما يعني أن فرنسا تريد قيادة دول الساحل لمحاربة الإرهاب، برغم علمها المسبق بعدم خروج الجيش الجزائري خارج حدوده وأن مهمته الأساسية هي حماية هذه الحدود. وقال فابيوس خلال زيارته للنيجر، لتفقد المكان الذي استهدفه مسلحون ينتمون للتوحيد والجهاد وجماعة بلمختار، وهو منجم لليورانيوم تديره شركة أريفا الفرنسية، إن هناك علامات على أن جنوب ليبيا بدأ يتحول إلى ملاذ آمن لـ"الجماعات المتشددة في منطقة الصحراء الكبرى"، وأضاف بعد اجتماع مع رئيس النيجر محمد إيسوفو: "يتعين علينا فيما يبدو أن نبذل جهدا خاصا بشأن جنوب ليبيا وهو ما تريده ليبيا أيضا". ويتضح من كلامه، بأن اتفاقا بين الدول الثلاث (فرنسا، ليبيا، والنيجر) يكون قد تم، فيما ينتظر توسيعه ليشمل دولا أخرى محسوبة على منطقة الساحل، أهمها الجزائر، وأشار في هذا الشأن قائلا "تحدثنا بشأن المبادرات التي يمكن للدول المجاورة القيام بها بالتنسيق مع ليبيا"، لكن بالمقابل، لا يبدو على ليبيا بأنها توافق على المقترح الفرنسي ولا حتى الإدعاء بأن صحراءها اضحت ملاذا آمنا للإرهابيين. حيث سبق لها بعد تصريح النيجر بأن "الإسلاميين" الذين نفذوا يوم الخميس الهجومين اللذين أسفرا عن مقتل 25 شخصا عبروا الحدود من ليبيا، حيث سارعت ليبيا للنفي، خاصة أنها أعلنت الجنوب الليبي منطقة عسكرية في ديسمبر الماضي، ما يعني أن دخول المسلحين أمر مبالغ فيه في نظر ليبيا، وهو ما يعزز سعي فرنسا إلى البحث عن توسيع التوتر الأمني إلى كامل تراب المنطقة -الصحراء والساحل عموما-. ومن خلال كلامه، فإن كل من الجزائر، تونس، تشاد ومصر، مدعوة للمشاركة في الحرب على الارهابيين ومحاصرتهم من كل جانب في الصحراء الليبية، خاصة لما قال: "نظرا لأن جزءا كبيرا من ليبيا -مثلما يقال دائما- يمكن أن يشكل ملاذا للجماعات الإرهابية، يتعين على كل هذه الدول أن تعمل معا"، ولمح إلى أن فرنسا ستكتفي بتقديم المساعدة لهذه الدول، ما يعني أنها تريد رعاية الحرب دون تمويلها.

ومما يظهر نية فرنسا في توسيع التوتر الأمني في المنقطة، هو اطالة عمر الصراع الصحراوي- المغربي خدمة لمصالحها، خاصة وأن أي توتر على حدود الجزائر الجنوبية الغربية، يعني ضغطا وقلقا للجزائر، مما ينضاف إلى التوتر القائم حاليا بكل من حدودها الجنوبية (شمال مالي)، والجنوب شرقي (ليبيا)، والشرقية (تونس)، وكل هذا يظهر مخاطر التهديدات على الجزائر من الخارج، ويعزز الطرح القائم بأن فرنسا تريد اشعال المنطقة بحثا عن اعادة التاريخ الاستعماري في ثوبه جديد !!

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن