الوطن

"على زياري تحمّل مسؤولية وزارته والإضراب سيأخذ منعرجا خطيرا"

تنسيقية مهنيي الصحة تتهم الوصاية باستعمال الرأي العام ضدها وتردّ بالثقيل:

 

قررت التنسيقية الوطنية لمهنيي الصحة، استئناف حركتها الاحتجاجية اليوم الإثنين والدخول في إضراب لثلاثة أيام ينتهي باعتصام وطني أمام مقر وزارة الصحة الأربعاء المقبل، وهذا تنديدا بغلق المسؤولين لأبواب الحوار وعدم الاستجابة لمطالب عمال قطاع الصحة.

وقالت تنسيقية مهنيي الصحة في بيان لها تحصلت "الرائد" على نسخة منه، أن الحكومة معروفة بسياستها تجاه مطالب عمال القطاع العمومي، حيث تستعمل العدالة لكسر الإضرابات وقمع الحريات النقابية، كاشفة عن عقد المجالس الوطنية لنقابات الصحة المنضوية تحت لواء التنسيقية اجتماعا في الأيام القليلة القادمة لتقييم الحركة الاحتجاجية، واتخاذ الإجراءات الأزمة من اجل افتكاك المطالب المشروعة، واتهم مهنيو الصحة حسب ما جاء في البيان الوزارة الوصية باستغلال جمعيات المرضى لكسر إضرابهم، ومحاولة تأليب الرأي العام ضدهم مما سيضع الأزمة في منعرج خطير خاصة في ظل تفضيل وزير الصحة استخدام اللهجات الاستفزازية عوض العمل على تهدئة الأوضاع، كما نددت بخرجات زياري الذي اتهم فيها النقابات المضربة بشنها إضرابا غير شرعي وأنهم فئة متطرفة، داعين المسؤول الأول على قطاع الصحة لاستعمال لغة حوار جادة ومسؤولة، والعمل على إنقاذ القطاع من حالة التدهور التي يشهدها والتي تزداد يوما بعد يوم. كما انتقدت التنسيقية في الوقت ذاته توجه الوزير زياري إلى جنيف لحضور أشغال الجمعية العامة للمنظمة العالمية للصحة، في وقت يشهد قطاعه غليانا كبيرا، وكأن منظمة الصحة العالمية أهم مما يحدث في الجزائر. 

وأكد رئيس نقابة ممارسي الصحة العموميةإلياس مرابط في ذات البيان أن وزارة الصحة لا تزال غائبة ولم تسع إلى عقد أي جلسات صلح مع النقابات الثلاثة المضربة، ما يدل على أن الوصاية تعمل بنية مبيتة على إبقاء أسباب الأزمة، خاصة بعد لجوئها لاستغلال جمعيات المرضى لكسر حركتهم الاحتجاجية، وتأليب الرأي العام ضدهم، الأمر الذي سيضع القطاع في منعرج خطير، مضيفا أن خطاب الوزارة ليس هادئا ويسعى دائما إلى استخدام لهجات استفزازية، من شأنها تأزيم الوضع أكثر. وأضاف المتحدث قائلا "بأن بقاء الوضع على حاله سيؤدي إلى أزمة أكثر حدة، خاصة وأن المهنيين قرروا عدم التراجع ورفع التحدي إلى غاية افتكاك حقوقهم، وعلى رأسها إعادة النظر في القانون الأساسي والنظام التعويضي".

فيما أوضح رئيس نقابة الأطباء النفسانيين خالد كداد، أنه لم يتم تسجيل أي جديد من طرف الوزارة ولم يتلقوا أي دعوة صريحة للحوار، متسائلا "لسنا ندري لماذا يتمسك وزير الصحة عبد العزيز زياري بموقفه غير المبرر ولماذا لا يريد الاستجابة لمطالبنا"، قبل أن يؤكد بأن النقابات والوزارة الوصية قد وصلت إلى حالة انسداد، داعيا الوزارة الأولى إلى التدخل العاجل من اجل فك النزاع القائم وتجنب تعفن الوضع.

ومن جهته أكد محمد يوسفي رئيس نقابة الأخصائيين أن الوضع الحالي تتحمله السلطات لوحدها، التي رفضت فتح أبواب الحوار لمناقشة الوضعية الخطيرة لقطاع الصحة على جميع المستويات، لتبقى الأزمة في القطاع قائمة بالرغم من دخول بعض النقابات بيت الطاعة كنقابة الأسلاك المشتركة التي قررت تعليق إضرابها والدخول في حوار مع الوصاية، في حين رفضت نقابات أخرى التراجع إلى الوراء حتى تقدم لها وزارة الصحة ضمانات بتحقيق مطالبها.

سارة زموش

من نفس القسم الوطن