دولي

عباس يحتفظ لنفسه بملف المفاوضات ويفرض تكتيما مطلقا

عريقات لا يعلم عنه شيئا

 

 

يفرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس سرية تامة على حواره مع الإدارة الأمريكية التي يسعى وزير خارجيتها جون كيري، لبلورة مبادرة أو أفكار لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساسها.

وأوضحت مصادر فلسطينية مطلعة لـ’القدس العربي’ أن عباس يحتفظ لنفسه شخصيا بإدارة الحوار مع كيري لاستئناف المفاوضات، وأن المسؤولين الفلسطينيين الذي التقاهم كيري في لقائه الخميس بعباس ما كان لهم دور، إلا طرح وجهة نظر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير كأعلى اطار قيادي فلسطيني، في إمكانية استئناف المفاوضات مع إسرائيل وطرح المطالب الفلسطينية بشأن العودة لمحادثات السلام.

وكان عباس التقى كيري الخميس في رام الله في بداية الاجتماع بحضور أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، وعضو اللجنة صائب عريقات، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية محمد مصطفى، ليتحول الاجتماع فيما بعد لاجتماع ثنائي استغرق قرابة ساعة، دون أن يتم اطلاع المسؤولين الفلسطينيين على فحوى ما دار.

وأشارت المصادر إلى أن عباس قرر منذ تحرك كيري قبل نحو شهرين لاستئناف المفاوضات المتوقفة، باقتصار الاتصالات الفلسطينية الأمريكية عليه شخصيا، حتى أن رئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات لا يعرف التفاصيل التي يجري بحثها بين عباس وكيري في اجتماعاتهم المغلقة.

وحسب المصادر فإن عباس يفرض سرية مطلقة على ما يدور في جلساته المغلقة مع كيري والتي كان أخرها اللقاء الذي عقد بينهما الخميس في رام الله.

وأشارت المصادر إلى أن عباس لم يطلع المسؤولين الفلسطينيين على ما دار في جلسة الحوار المغلقة التي عقدت الخميس في رام الله مع كيري مثل سابقتها التي عقدت قبل اسابيع في العاصمة التركية أنقرة.

وأوضحت المصادر أن عباس لا يطلع المسؤولين الفلسطينيين على تفاصيل المحادثات التي تجري بينه وبين كيري في جلسات مغلقة، خشية أن يجري تسريب أية معلومات حول ما يجري في تلك الجلسات المغلقة.

وقالت المصادر ‘حتى عريقات لا يتم اطلاعه على تفاصيل محادثات الرئيس المغلقة مع كيري لانه ـ عباس – لا يريد أن يجري أي تسريب عما يتم التحضير له’ لاستئناف المفاوضات.

وألمحت المصادر إلى أن عباس متفائل بإمكانية طرح مبادرة أميركية لاستئناف المفاوضات تحظى بموافقة القيادة الفلسطينية، التي تطالب بوقف الاستيطان وموافقة الحكومة الإسرائيلية على أن تكون حدود الأراضي المحتلة عام 1967 أساسا لانطلاق أية مفاوضات، مع إمكانية إجراء تبادل أراض لتعديل الحدود بين دولتي فلسطين وإسرائيل.

واختتم كيري، محادثات منفصلة الخميس مع عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من دون إعلان نتائج على الملأ، في حين اقتصرت تصريحات المسؤولين الفلسطينيين على تكرار ما كان قد صدر من تصريحات سابقة، بشأن المواقف الفلسطينية المعروفة حول ضرورة وقف الاستيطان وان تكون حدود عام 1967 أساسا لأية مفاوضات منتظرة إلى جانب التصريح من هنا وهناك بان المبادرة أو الأفكار الأمريكية لاستئناف المفاوضات ما زالت في إطار الإعداد والتبلور على أن تطرح الشهر المقبل، وذلك دون أعطاء إيضاحات لأنهم يجهلونها أصلا، كون كل تفاصيل ما يجري ما زالت في ‘جيب’ عباس لوحده لغاية الآن.

وفي الوقت الذي يبدو الارتياح ظاهرا على وجه عباس من نتائج مفاوضاته مع الأمريكيين لاستئناف محادثات السلام مع تل أبيب على حد قول المصادر الفلسطينية، قالت مصادر اسرائيلية الجمعة إن الادارة الامريكية عينت جنرالا امريكيا مبعوثا خاصا للمفاوضات الامنية المستقبلية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وفي ذلك الاتجاه ذكرت صحيفة ‘هآرتس′ الجمعة، أن واشنطن عيّنت الجنرال جون ألون مبعوثاً خاصاً للمفاوضات الأمنية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن ألون لن يشارك في المفاوضات بين الطرفين بل سيعمل في الجانب الإسرائيلي، لبلورة المواقف الأمريكية تجاه الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية والترتيبات الأمنية بين الدولة الفلسطينية ‘المستقبلية’ وإسرائيل.

وقالت ‘هآرتس′ أن تعيين ألون جاء من قبل وزير الدفاع الامريكي تشاك هيجل، وبالتنسيق مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري، الذي يحاول إعادة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لطاولة المفاوضات.

وأضافت أن ألون زار إسرائيل الاسبوع الماضي، والتقى برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشيه يعلون، وضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، حيث تلقى في هذه الاجتماعات تلخيصاً عن الاحتياجات الأمنية لإسرائيل في حال تم التوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين.

وتعقيباً على تعيين ألون، قال مصدر إسرائيلي’ أن مهمة ألون تتمثل بتوفير شبكة أمان أمريكية فيما يتعلق بالاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، بناء على رغبة أميركية للوصول إلى تنسيق تام مع الإسرائيليين بهذا الخصوص’.

ومن ناحيته قال كيري أثناء مغادرته إسرائيل الجمعة، إن القيادة الفلسطينية وكذلك الاسرائيلية قريبتان من اتخاذ قرارات حاسمة.

وبحسب ما نشر موقع صحيفة ‘يديعوت احرونوت’ فقد أكد كيري على المحادثات الايجابية التي أجراها مع القيادة الفلسطينية والاسرائيلية، مؤكدا على قرب اتخاذ قرارات حاسمة من القيادتين، ولا مانع من أعطائهما فرصة أضافية للتفكير تمتد اسبوعا إلى اسبوعين.

وأضاف كيري بأنه يتمنى على حكومة إسرائيل أن تعمل خلال الشهور القادمة في موضوع الاستيطان، وموقف الولايات المتحدة واضح برفض شرعنة البؤر الاستيطانية.

وأكد كيري على موقف الرئيس الامريكي الذي أعطى مهلة لعدة شهور للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لاتخاذ الخطوات الكفيلة للعودة إلى المفاوضات، لأنه سيقوم بعد ذلك بالتصريح عن الطرف الجاد للسلام والطرف الذي يعطل العملية السلمية في المنطقة.

إ: عبد القادر. د

 

من نفس القسم دولي