الوطن
سلال: تسوية النزاع في الصحراء الغربية إنتصار على الإستعمار
ملفا الساحل ومالي والصحراء الغربية محور محادثات قمة الاتحاد الإفريقي اليوم الأحـد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 ماي 2013
أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أن تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية سيشكل تتويجا لإنتصار الإفريقيين على الإستعمار والأبرتايد، مشيرا إلى أن "الإنتصارات الكبرى المحققة في هذا النضال التاريخي تنتظر تتويجا من خلال استكمال تصفية لإستعمار في القارة الإفريقية من خلال ممارسة الشعب الصحراوي لحقه الثابت في تقرير مصيره".
وأشار سلال أمس السبت بأديسا أبابا (إثيوبيا)، الذي يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في القمة العادية للإتحاد الإفريقي اليوم الأحد وغدا الإثنين خلال اجتماع في القمة حول "الافريقانية والنهضة الافريقية"، التي يشارك فيها رؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي، إلى أن هذا الحدث يمثل مناسبة "لتجديد تكريمنا للأباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية الذين أعطوا شكلا ومحتوى للروح الإفريقية المثلى التي أعلن عنها في بداية القرن الفارط أبناء القارة الإفريقية والشتات". وأضاف أن "هذا الهدف شكل أملا ومرجعية من شأنه بعث مسار النهضة من خلال مقاومة وكفاح الشعوب الإفريقية ضد الإستعمار والأبرتايد". واعتبر سلال أن الإحتفال بالذكرى الخمسين للوحدة الإفريقية تكتسي "مدلولا مزدوجا بالنسبة للجزائر لأنه يصادف احتفالات خمسينية استرجاع استقلالها". وذكر في هذا الصدد بأن "الجزائر لطالما اقترنت بإفريقيا خلال نضالها الطويل من أجل استرجاع استقلالها" مؤكدا أن "ثورتها اندرجت في الإطار الشامل لحركات التحرر لقارة".و لهذا يضيف سلال "فإنه من الطبيعي أن تتبنى الجزائر المستقلة الكفاح التحرري للشعوب الإفريقية التي لا زالت تعاني من الإستعمار أو التمييز العنصري".
وكان، اول أمس، وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بالعاصمة الأثيوبية، أكد أن مسألة الساحل والوضع في مالي ومكافحة الإرهاب والوضع في الصحراء الغربية والشرق الأوسط وفلسطين، كلها مسائل ستشكل محور المحادثات خلال اشغال القمة الـ21 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي المقررة اليوم الأحد وغدا الإثنين بأديس ابابا.
وأوضح مدلسي على هامش منتدى حول موضوع "ضمان النهضة الافريقية: دور القطاع الخاص خلال الخمسين سنة المقبلة"، يقول إنه "لا شك في أن المواضيع التي سيتم التطرق اليها اكثر ستكون الملفات الخاصة بالدول الافريقية التي تواجه ازمة، خاصة الوضع في الساحل وفي مالي وكذا مسائل مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة". وقال إن "المحادثات ستخصص بلا شك لهذه الملفات ومن المنتظر مراجعة آليات تسيير الأزمات"، مضيفا انه سيتم معالجة مسائل السلم والأمن بصفة مباشرة خلال قمة الاتحاد الإفريقي المقبلة.
وأشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن القادة الأفارقة سيتطرقون إلى ملفات أخرى تمت دراستها والمصادقة عليها من قبل الدورة الـ23 للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي، التي جمعت وزراء الشؤون الخارجية للدول الاعضاء (22 إلى 24 ماي الجاري)، وقال إن الأمر يتعلق بمشروع إعلان خمسينية منظمة الوحدة الافريقية/الاتحاد الافريقي الذي سيوقع عليه اليوم الأحد، موضحا انه مشروع "ذو قيمة سياسية أكثر منه قانونية". وأشار إلى أنه "في هذا الاعلان تم ابراز الأفكار القوية للوحدة الافريقية وعرض حصيلة 50 سنة والعناصر المؤسسة للنفس الجديد الذي يجب بعثه في هذه القارة وشعوبها"، واستطرد يقول إن الدول الافريقية ستستعرض المخطط الاستراتيجي للاتحاد الافريقي خلال الفترة 2014-2017، معتبرا انه من خلال هذا المخطط "ستصبح الأمور اكثر وضوحا ولن تبقى مجرد طموحات وآمال".
وقال مدلسي إنه سيتم اعداد اجندة لما بعد 2015 والمصادقة عليها فيما بعد من قبل الدول الاعضاء في المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، موضحا أن هذا التاريخ يوافق تحقيق اهداف الالفية للتنمية، وأضاف أنه "في افريقيا بلغت عدة دول هذه الاهداف ولكن لم تحققها دول اخرى. وتتمثل الإشكالية التي تطرح نفسها اليوم في معرفة كيف يمكن للدول المتأخرة تدارك التأخر المسجل في مجال تحقيق هذه الاهداف".
ويبرز التقرير حول الوضع في الصحراء الغربية الذي تمت دراسته والمصادقة عليه من قبل المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي "ضرورة دعم الشعب الصحراوي في كفاحه المشروع". وأضاف "أن الأمر يتعلق بتمكين الاتحاد الافريقي من تشكيل دعامة إضافية لمساعدة منظمة الامم المتحدة على التوجه بسرعة نحو ابرام اتفاق بين الطرفين (المغرب وجبهة البوليزاريو)"، مشيرا إلى أن "هذا التقرير سيفضي من الآن فصاعدا إلى تقارير دورية حول الوضع في الصحراء الغربية". وقال بخصوص التقرير حول الوضع في الشرق الأوسط وفلسطين، إن وزراء الشؤون الخارجية "عبروا عن مواقفهم المؤيدة لكفاح الشعب الفلسطيني"، معربا عن أمله في "استئناف المفاوضات في إطار مسار السلام".
وأشار مدلسي إلى أن البلدين قدما اقتراحات وهما جنوب افريقيا حول الشتات وبوركينافاسو حول التصحر وتطوير السينما الإفريقية، وقال إن "المسائل الثلاثة كانت محل نقاش ضمن المجلس التنفيذي ولقد توصلنا إلى إجماع حول وضع فريق من الخبراء مكلف بتنفيذ نتائج الندوة حول الشتات، المنعقدة سنة 2012 في جنوب افريقيا. وأضاف أن هذه الاقتراحات التي اعتمدها المجلس التنفيذي سترفع لقمة الاتحاد الإفريقي بغرض الموافقة.
وأعلن من جهة أخرى أن الجزائر لقيت دعم بلدان الاتحاد الافريقي في ترشحها لمجلس حقوق الإنسان وفي مجلس اليونيسكو.
ويترأس مدلسي الوفد الجزائري في أشغال الدورة الـ23 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي (22 إلى 24 ماي) التي تأتي تمهيدا للقمة الـ21 لرؤساء الدول والحكومات التي تتزامن هذه السنة مع خمسينية تأسيس منظمة الوحدة الافريقية/الاتحاد الافريقي.
طارق مروان