الوطن

خريطة جديدة خاصة بالمناطق الباردة والحارة لتكييف السكنات

بعد خريطة المناطق الزلزالية التي فرضها زلزال بومرداس

 

 

وضع المركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء خارطة صنف فيها الخصوصيات المناخية لمختلف جهات الوطن، وشدد على ضرورة تقيد الجهات الوصية على قطاع السكن، بخصوصيات كل منطقة في بناء السكنات.

وخلصت دراسة المركز إلى تصنيف البلاد وفق ثلاثة أنواع، الأولى تشمل المناطق المعروفة بالتساقطات الثلجية المعتبرة، وهي التي عادة محصورة بين الشريط الساحلي للشمال، وتمتد إلى غاية مشارف المناطق السهبية في الجهات الداخلية، إلى غاية مشارف الصحراء مثل البيض بالجنوب الغربي، وشمال الأغواط في الوسط الجنوبي، وشمال بسكرة بالمناطق الداخلية الشرقية.

كما صنفت الدراسة المناطق المعروفة بحرارتها الشديدة، وهذا الصنف يبدأ بالمناطق الصحراوية، التي تشكل الأغلبية المطلقة من مساحة البلاد، وبعض المناطق الداخلية، فضلا عن المناطق المعروفة بالرياح العاتية، وهذا الصنف يكاد يكون عاما وشاملا لمختلف أجزاء البلاد.

وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها منذ الاستقلال، والهدف منها ترسيخ ثقافة مراعاة هذه الظروف في إنجاز السكنات، بقدر يقلل من أخطار الكوارث الطبيعية التي قد تتعرض لها البلاد، ولذلك فقد تم وضع مخطط بهذا الخصوص، يتعين على وزارة السكن ومصالحها التقيد به، تفاديا لما قد يحدث مستقبلا، سيما وأن خزينة الدولة كانت على الدوام المتضرر من الناحية المالية عند حدوث الكوارث الطبيعية، من خلال إجراءات التعويض، كما حصل في زلزال 23 ماي 2003.

ومعلوم أن الآلاف من البنايات سواء تلك التي تنجزها المصالح التابعة لوزارة السكن، أو الخواص، لا تتماشى والمعايير العالمية المتبعة في إنجاز السكنات، بحيث بينت التحقيقات أن هناك بيوتا لا تراعي الخصوصيات المناخية التي تميز المنطقة، سواء تعلق الأمر بالثلوج، الأمر الذي قد يتسبب في سقوط البيوت على ساكنيها في حال حدوث تساقطات ثلجية معتبرة، فضلا عن تداعياتها الصحية، أو تلك التي توجد بالمناطق الصحراوية، المعروفة بحرارتها الشديدة، والتي عادة ما تسبب وفيات بين المرضى من كبار السن والأطفال.

ويأتي هذا المخطط ليضاف إلى خريطة المناطق الزلزالية التي وضعت في وقت سابق، وهو المخطط الذي اكتشف أهميته بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المناطق الشرقية للعاصمة الجزائر، والذي كبد البلاد خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، ولا تزال تداعياته قائمة إلى غاية اليوم، بحيث لا تزال الآلاف من العائلات نزيلة الشاليهات في العديد من الأحياء بالعاصمة وبومرداس، بالرغم من مرور أزيد من عشر سنوات على الزلزال المذكور.


طه. ش

 

من نفس القسم الوطن