دولي

"إسرائيل" ترتكب مجزرة بحق مرضى غزة عبر إدخال غاز "سام"

وزير الصحة في حكومة غزة مفيد المخللاتي

 

 

كشف وزير الصحة في حكومة غزة مفيد المخللاتي أن قوات الاحتلال أدخلت مؤخرا عن طريق تزويد الجهات المعنية من الوزارة أسطوانات تستخدم في إنعاش المرضى بمواد تتنافى والاسطوانات المعبئة فيها، ما شكل خطورة على الحالات التي تعرضت لتلك الغازات وهي غاز "ثاني أكسيد الكربون" بدلاً من غاز النيتروز..

وأكد المخللاتي خلال مؤتمر عقد مساء الخميس في مجمع الشفاء الطبي أن القائمين بالمجمع تفاجؤوا عند وضع تلك الغازات المخصصة لغرف العمليات وإنعاش المرضى بتدهور حالتهم الصحية وتوقف القلب عن العمل، مشيراً أن ثلاثة حالات بالمجمع الطبي تعرضوا لتلك الغازات وتم التعامل مع حالتهم وإنقاذ حياتهم من الموت.

وأوضح المخللاتي أنه تم تشكيل لجنة تقصي حقائق داخل المشفى منذ اللحظات الأولى لكشف تردي أوضاع المرضى الذين تعرضوا لتك الغازات، واتضح أنهم تعرضوا لها عن طريق التلاعب في الغاز داخل الأنابيب والاسطوانات التي غلافها يختلف عن مضمون ما بداخلها، وألمح أن تكون قوات الإحتلال تعمدت ذلك الامر "تعودنا من الاحتلال على الغدر".

وقال: وضع غاز أكسيد الكربون بدل غاز النيتروز في أنابيب تخدير المرضى المرسلة إلى قطاع غزة".

وأشار أن عدد الاسطوانات الداخلة لقطاع غزة التي تتنافى والمعايير الصحية (واحدة)، لافتاً أن الوزارة راقبت وفحصت عددا من الاسطوانات عند المشافي الأخرى التي تتبع الحكومة والمشافي الخاصة.

وقال المخللاتي: "ابلغنا الجهات الدولية بذلك الأمر ومن بين منظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر، وطالبنا بإجراء تحقيقات عاجلة".

وحول الرقابة الصحية في الوزارة على تلك المنتجات قال المخللاتي: "الاسطوانات التي تعودنا على استيرادها، تخضع لمعايير دولية ومغلفة بطريقة عالمية متعارف عليها ومختوم عليها عن طريق الحفر رمز nto".

وفي نهاية حديثه طمئن الجمهور الفلسطيني بقطاع غزة، على صحة المرضى داخل المشافي ومن ضمنهم الحالات التي تعرضت للغازات السامة.

مصابون بغازات السامة

 النقيب منار الحداد (39 عامًا) مدير المباحث العامة في مركز العباس تعرض لتلك الغازات السامة خلال إجرائه عملية جراحية، لكن حالتها التي تدهورت ووصفت بالخطيرة في الساعات الأولى لتعرضه لتلك الغازات، باتت أكثر استقرارا نتيجة التنبه لتلك الغازات وتأثيراتها السامة واستدراك الحالة الصحية للحداد.

واتهم النقيب الحداد الاحتلال -لأنه المورد الوحيد لتلك الانابيب- بتعمد إدخال الغازات السامة وذلك لإنكاء جراحات المرضى في قطاع غزة، واصفاً ذلك الأمر بالجريمة.

وقال الحداد: "ما حدث داخل مجمع الشفاء وتعرضي أنا وآخرين لغازات سامة كان أمر عرضي بالنسبة لوزارة الصحة، ومتعمد من جانب الاحتلال".

وأضاف الحداد: "بفضل الله أولا وأخيرا تم استدراك خطورة الحالات التي كانت في عداد الأموات، وإخضاعها للعلاجات المناسبة عقب تعرضها للغازات السامة، إضافة إلى جهود الأطباء وخبراتهم الكبيرة في التعامل مع جرائم الاحتلال وتسلطه".

وتوجه النقيب الحداد الذي بدت عليه ملامح الإرهاق والتعب جراء تلك الغازات بالشكر إلى وزارة الصحة على الجهود المبذولة في حماية المريض الفلسطيني بقطاع غزة من جرائم الاحتلال، وحرصها على صحته.

تشكيل لجنة تحقيق وطنية

بدوره أكد سامر موسى محامي مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان أن جريمة إدخال أدوية فاسدة وغازات سامة من شأنها تهديد حياة الإنسان تصنف ضمن جرائم الحرب المنظمة.

وأوضح موسى في تصريحات أن إدخال قوات الاحتلال لغازات تعتبر سامة بالعرف الطبي لتهديد حياة الإنسان، ولا سيما المرضى يتنافى مع المواثيق والعهود الدولية التي من شانها حماية حقوق الإنسان.

وقال موسى: "لقد كفلت العهود والمواثيق الدولية ومن ضمنها اتفاقية جنيف الرابعة، تجنيب الإنسان ويلات الحروب والصراعات ويجرم استهداف الجرحى والمرضى بأي شكل من الأشكال".

وأضاف: "الهيئات الدولية الحقوقية والإنسانية مطالبة أمام تلك الحالة بضرورة التحرك لإثبات المبادئ والقيم التي وجدت لأجلها".

وطالب محامي المركز الجهات الدولية والحقوقية من بينها الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بضرورة تشكيل لجان تقصي حقائق في تلك الحادثة والتعامل مع نتائجها بشكل شفاف، لتهديدها حياة المرضى والإنسان بشكل مباشر.

ودعا الحقوقي إلى ضرورة تشكيل لجنة تحقيق وطنية لمحاسبة المسئولين المباشرين عن تلك الحادثة خاصة في وزارة الصحة، "وذلك بسبب أن تلك المواد لم تخضع لمراقبة من جهتهم، علاوة على استقبالها من جهات معادية معهود عليها الغدر والخديعة".

وقال: "المتسبب الرئيسي في ذلك قوات الاحتلال الإسرائيلي لكننا في نفس الوقت لا نعفي وزارة الصحة من مسؤوليتها وضعف رقابتها في هذا الصدد".

وأضاف: "أن وزارة الصحة لديها القدرة المبكرة لكشف زيف الغاز السام، وكان الأفضل التدقيق الفعلي والتحقق المخبري من صحة تلك الغاز الداخلة".

إ: ع. ب

من نفس القسم دولي