الوطن
الجزائريون يترقبون ظهور بوتفليقة على الشاشة
سلال وبن صالح يؤكدان أن بوتفليقة بخير وسيعود بعد فترة نقاهة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 ماي 2013
أجبرت تصريحات من مصادر من وزارة الخارجية الفرنسية بخصوص تواجد الرئيس بوتفليقة في فرنسا، على إخراج الرجل الثاني في الدولة وكذا الوزير الأول عن صمتهما، حيث صرح سلال لوكالة الأنباء الجزائرية، بأن الحديث عن صحة الرئيس سيصبح من الماضي، ليزيد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح على ذلك بالقول إن بوتفليقة بخير وسيعود لاستكمال مهامه، واصفا المشككين في شفائه بـ "دعاة التيئيس".
شعرت الحكومة بالإحراج لما تحدثت مصادر من وزارة الخارجية الفرنسية بدلا عنها بخصوص مكان تواجد الرئيس ووضعه الصحي، وهو ما دفع بالوزير الأول عبد المالك سلال للإسراع بالتصريح لوكالة الانباء الجزائرية، حيث نفى صحة الأخبار المتداولة من طرف الصحافة الفرنسية و(الجزائرية) عن تدهور الوضع الصحي لرئيس الجمهورية، وكان يشير إلى صحيفة "لوباريسيان" الفرنسية التي أوردت مقالا قالت فيه إن صحة الرئيس تتدهور، ولعل خطورة الموقف هي التي حركت سلال بعدما طالب الصحافة الوطنية بالجزائر بضرورة الخروج عن الصمت، وكان سلال قد صرح مساء الإثنين بأن "مرض رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سيصبح عما قريب مجرد حدث عابر"، لكنه لم يؤكد ما إن كان الرئيس هنا أو هناك بفرنسا، كما لم يشر إلى وضعه الصحي بدقة، مما يزيد من الشكوك حول حقيقة الوضع، واكتفى بالقول "أريد أن أطمئن المواطنين حول الحالة الصحية للسيد رئيس الجمهورية"، ثم أضاف "بعد أن أجرى فحوصات طبية بمستشفى فال دو غراس بباريس، فإن رئيس الجمهورية الذي لم يتم التطرق إلى خطورة حالته الصحية والذي يشهد تحسنا يوما بعد يوم يخضع كما نصحه أطباؤه إلى راحة تامة بهدف الشفاء التام". كما جدد سلال نفس تصريحاته السابقة، حيث قال إن الرئيس "يتابع يوميا نشاطات الحكومة في انتظار عودته لمواصلة مهامه خدمة للجزائر والأمة".
وأكد سلال أن الجزائر مستهدفة في أمنها وتطورها، مشيرا إلى جهات إعلامية أجنبية تروج لمعلومات خاطئة، في تلميح لوسائل إعلام فرنسية. وأضاف في هذا الصدد "إننا على يقين بأن الجزائريات والجزائريين سيفهمون أنه من خلال بث معلومات خاطئة من قبل بعض وسائل الإعلام الأجنبية حول رئيس الجمهورية الذي يعتبر المؤسسة الجمهورية الضامنة للاستقرار والأمن الوطنيين، فإن الجزائر هي المستهدفة في أسسها الجمهورية وتطورها وأمنها".
من جانبه، خرج بن صالح رئيس مجلس الأمة والرجل الثاني في الدولة، عن صمته، أمس، واغتنم تنظيم المجلس ليوم دراسي حول "مجلس الأمة: التجربة والآفاق" ليؤكد هو الآخر، على أن الرئيس بوتفليقة في صحة جيدة، ودعا بن صالح من وصفهم "دعاة التيئيس" إلى "ترك الرجل يرتاح ويعود الى الوطن لمواصلة رسالة البناء والتشييد"، وكان بن صالح يتحدث بنفس اللهجة التي تحدث بها الوزير الأول لما قال "صحة رئيس الجمهورية بخير والحمد لله" داعيا له بـ"الشفاء والعودة القريبة الى أرض الوطن لمواصلة مسيرة الإصلاح والبناء والتشييد".
وبخرجة الرجلين (سلال وبن صالح)، فإن السلطتين التشريعية والتنفيذية قد أحرجتا أمام الرأي العام المحلي بعد تصريحات وزير الخارجية الفرنسية، وتعليقات الصحف الوطنية، التي طالبت بضرورة الكشف عن الحقيقة بخصوص صحة الرئيس، مما اضطرهما للخروج عن صمتهما، لكن التصريحات زادت المزيد من الضبابية في ما يخص ملف الوضع الصحي للرئيس، وهو ما سيزيد باب التأويلات اتساعا، في وقت لم يتحدد بعد توقيت عودة الرئيس للبلاد، ولم يظهر في شاشات التلفزيون لقطع الشك باليقين.
مصطفى. ح