الوطن

باريس تؤكد أن بوتفليقة لم يغادر التراب الفرنسي

وزارة الخارجية الفرنسية تدخل على الخط وتخلط الأوراق

 

 

 

أكدت وزارة الخارجية الفرنسي، أمس الإثنين، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لا زال متواجدا بفرنسا، غير أنها لم يقدم أية تفاصيل بشأن مكان تواجده، مكتفية بالتأكيد بأن الرئيس الجزائري لم يغادر التراب الفرنسي، وذكر موقع القناة التلفزيونية الفرنسية الخاصة "بي آف آم تي في"، على الأنترنيت، أن بوتفليقة لم يغادر مستشفى فال دوغراس العسكري، الكائن بالضاحية الشمالية للعاصمة الفرنسية باريس، وهي المعلومة التي قالت إنها تأكدت من صحتها، نقلا عن مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية.

ولم يضف المصدر الإعلامي الفرنسي تفاصيل إضافية بخصوص صحة الرئيس التي لا تزال تشكل مادة دسمة للتناول الاعلامي في الجزائر وخارجها، منذ أن تم نقل رئيس الجمهورية على جناح السرعة إلى المستشفى الباريسي في السابع والعشرين من الشهر المنصرم، كما لم يشر إلى الجهة التي تحدث إليها، وعنون الموقع مقاله بـ "شكوك حول صحة الرئيس بوتفليقة الذي لا يزال بفرنسا"، وكتب موقع القناة: "الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، الموجود بمستشفى فال دو غراس منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، ساهم في انتشار إشاعات، فيما يبقى الموقف الرمسي مطمئنا".

ويبقى الجزائريون في حالة ترقب لمعلومات رسمية حول هذا الموضوع، خاصة بعد منع وزارة الاتصال من صدور صحيفتي "جريدتي" و"مونجورنال" لاحتوائهما على ملف يؤكد أن الرئيس الجزائري قد غادر مستشفى فال دوغراس ودخل التراب الجزائري فجر الأربعاء الماضي وأن حالته الصحية متدهورة.

وكانت النيابة العامة قد أكدت أمسية أول أمس أن المعلومات التي تم تداولها حول تدهور الوضعية الصحية لبوتفليقة ودخوله في غيبوبة لا أساس لها من الصحة، أمرة بفتح تحقيق قضائي ضد مدير نشر يوميتي "جريدتي" و"مونجورنال"، لما اعتبرته تصريحات مغرضة أدلى بها صاحب الجريدة لقنوات إعلامية أجنبية منها فرانس 24 والتي صرح من خلالها أن رئيس الجمهورية دخل في حالة غيبوبة، موجهة إياه تهمة "المساس بأمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي".

وبدورها نفت وزارة الاتصال قيامها بالرقابة على الصحيفتين ومنعهما من الصدور، مشيرة بأن مدير نشر هاتين الصحيفتين هو الذي قبل مبدئيا بالتخلي عن طبعهما بعدما وجهت له الوزارة ملاحظات حول عدم احترام المادة 92 من القانون العضوي المتعلق بالإعلام، كما اعتبرت وزارة الاتصال أن المعلومات التي أتت بها الجريدتان عن رئيس الجمهورية "مغلوطة" و"خاطئة كلية".

وتعد هذه المرة الأولى التي يغيب فيها رئيس الجمهورية اضطراريا للأسبوع الثالث على التوالي، خاصة وأن دواعي نقله إلى الخارج من أجل العلاج في فترات سابقة لطالما كانت قصيرة، كان يعود من بعدها إلى أرض الوطن والظهور مجددا في القنوات الوطنية.

وفي ظل هذه المعلومات المتناقضة، التزم كل من رئاسة الجمهورية ومصالح الوزارة الأولى، وحتى رشد بوغربال مدير مركز الطب الرياضي، الذي كان أول من صرح بمرض الرئيس، الصمت، ولم يصدر عنهم أي تصريح منذ أكثر من أسبوع، فيما تحدثت بيانات الرئاسة والوزارة الأولى السابقة، إلى أن وضع رئيس الجمهورية يتحسن من يوم لآخر، وأنه سيعود قريبا على أرض الوطن، كما جاء على لسان الوزير عمارة بن يونس، قبل يومين. وتطالب الطبقة السياسية بضرورة الكشف عن الملف الصحي لرئيس الجمهورية، باعتباره شخصية عمومية، ووضعه بين الجزائريين، باعتباره حقا مشروعا، غير أن الجهات الرسمية قابلت هذه المطالب بصمت مطبق على الأقل إلى غاية أمس.

نسيمة ورقلي/ طه. ش

 

 

من نفس القسم الوطن