دولي

"أملاك دولة".. حيلة "إسرائيل" لسرقة الأرض

على حد ادعاء ضباط من الإدارة المدنية

 

ثلاث سنوات من العمل الدؤوب قطعها المزارع أيهم ديرية بعد عودته من المنفى ليتولى بنفسه عمارة أرضه واستصلاحها للحفاظ عليها من الزحف الاستيطاني الذي يتهدد كثير من أراضي الضفة الغربية.

فعلى أصوات التجريف وهدم الآبار، استيقظ ديرية ليجد أرضه الواقعة في بلدة عقربا جنوبي مدينة نابلس وقد التهمتها جرافات الاحتلال، وأتلفت المزروعات وهدمت خزانا لمياه الري فيها.

الأرض المستهدفة تزيد مساحتها على 40 دونما وتحوي أكثر من 700 شتلة من اشتال الزيتون والتين والعنب، كما تحوي بئر مياه لري المزروعات بسعة (200 متر مكعب)، إضافة لتحطيم السياج الشائك الذي يحيط بها... كل ذلك حوله جنود الاحتلال بإشراف ضباط في الإدارة المدنية الإسرائيلية أثرا بعد حين.

يقول ديرية "عدت من الخارج إلى بلدي من اجل عمارة أرضي وزراعتها، فقبل ثلاث سنوات زرعت عشرات الاشتال وبنيت بئرا لريها، إضافة إلى تسييج الأرض بالأسلاك الشائكة خوفا من أن تلحق بهذه الاشتال أي أذى".

 

ويضيف "فاجأنا الاحتلال يوم الخميس 16-5 بتجريف الأرض وخلع اشتال الزيتون ومصادرتها وهدم بئر للمياه، وكل ذلك بحجة أن الأراضي تعود لملكية "دولة إسرائيل" على حد ادعاء ضباط من الإدارة المدنية الذين أشرفوا على عملية الهدم".

 

ويتساءل ديرية "عندما أقدم الاحتلال على تخريب الأرض مع ادعائه بملكيتها، كيف لعاقل تخريب ملكيته بيده؟ فهذا التصرف الأحمق دليل على حقد الاحتلال للأرض والشجر وحتى الحجر قبل حقده على الإنسان نفسه، فالاستهداف بات واضحا أن مقصد الاحتلال هو حرمان الفلسطيني من أرضه وجعله يفكر بالهجرة والرحيل".

 

حجج واهية

 

ويوضح نائب رئيس بلدية عقربا بلال عبد الهادي أن البلدية بالتعاون مع الإغاثة الزراعية في محافظة نابلس عملوا على توفير الاشتال لزراعتها، "ولكن من الواضح أن زراعة الأرض واستصلاحها يزعج الاحتلال ولهذا أقدم على خطوته العدوانية هذه".

 

ويتابع "لم يجد الاحتلال ما يبرر هذه الخطوة، إلا بادعائه أن الأراضي تعود لملكية خاصة، وتحت تصرف الحكومة الإسرائيلية وان بحوزته قرارا من محكمة العدل العليا ولم يثبت الضباط ذلك عمليا".

 

ويكمل: "عندما طالبنهم بالكشف عن قرارات التجريف ادعى ضابط في الإدارة المدنية أنهم وضعوا أوراق "إشعارات" قبل عدة أيام بين حجارة الأرض المنوي تجريفها وعندما حضر المتضامنون الأجانب قام الجنود بسحب الجرافات وطلبوا من صاحب الأرض مراجعتهم في معسكر حوارة جنوب نابلس".

 

تصميم المزارعين

 

وفي ظل الاعتداءات المتواصلة من الاحتلال ومستوطنيه بحق الأرض وما تنبته، يواصل المزارعون الفلسطينيون مساعيهم لإثبات حقهم في ملكية الأرض. 

 

ويطالب المزارع ديرية كافة المزارعين قبل أي جهة أخرى بالاستمرار في فلاحة أراضيهم في كل المواسم وتحت كل الظروف لقطع الطريق أمام الاحتلال من تخريبها والاستيلاء عليها.

 

ويعيب ديرية على صناع القرار في الضفة الغربية، واصفا تحركاتهم في حماية الأرض باليائسة، قائلا "سأتوجه بنفسي إلى الإدارة المدنية والمحاكم الإسرائيلية والمؤسسات الحقوقية لرفع قضية على الاحتلال واثبات حقي في هذه الأرض وسأبقى حارسا لها ما حييت".

إ: ع. ب

من نفس القسم دولي