دولي
الفايسبوكيون يحيون ذكرى النكبة
أمام انشغال الشعوب العربية بمرارة العيش
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 ماي 2013
تتواصل ردود الفعل والتعليقات التي يكتبها الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في ذكرى النكبة الفلسطينية الخامسة والستين، مُعبّرين بهذه الوسيلة عن حبهم لبلادهم التي هجروا منها. ويؤكد الناشطون على تمسكهم بحق العودة واستمرارهم بالكتابة عن بلدانهم؛ على الرغم من حظر إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" للعديد من صفحات المواطنين التي تدعو لإحياء الذكرى الـ65 للنكبة الفلسطينية في كافة أنحاء فلسطين .ونشر الناشطون آلاف الصور والخرائط والمعلومات عن بلدات ومدن وقرى فلسطينية هجر أهلها منها قسرًا، فنشر الكثير منهم خرائط تظهر مواقع بلداتهم التي هجر أجدادهم منها، فيما نشر آخرون صورا قديمة لأطلال بلداتهم، وانفرد آخرون بنشر معلومات عن مواقع قراهم وأعداد سكانها وحرفهم الأساسية. وكتب الناشط معاذ العامودي "خبئ قصائدك القديمة كلها واكتب للعودة اليوم شعرًا مثلها، في النكبة أنا معاذ من مدينة عسقلان المحتلة"،
وغرّد الناشط محمد فروانة بالقول "65 عاماً واللاجئون يتمنون في كل عام ألا تشرق شمس العام الذي يليه على مخيماتهم وفيها بيت لاجئ ينتظر المصير. وفي عكا لا زالت رائحة بساتين البرتقال والزيتون تفوح في الأزقة والحارات.
فيما قال أستاذ الرياضيات في الجامعة الإسلامية محمد الريفي "النكبة نتيجة حتمية لتشرذم أمتنا العربية وتسلط حكام فاسدين وزنادقة عليها؛ سعوا إلى تنحية الإسلام عن الحكم والسياسة ووالوا أعداء أمتنا". وكتب طارق شمالي "هي ليست نكبة يا سادة يا كرام، هي محنة سنبعثر حروفها بالأمل والثقة بنصر الله ونحولها بجهدنا وجهادنا، بعزمنا وثباتنا، بدمائنا وأرواحنا إلى منحة يعز الله بها الحق وأهله، ويذل فيها صهيون وحلفه بإذن واحد أحد أن شاء الله". ونشر الصحفي أحمد الكومي صور لقريته هربيا وقال "في الذكرى الـ65 للنكبة أقول "المالك مش هالك" بإذن الله. أما المصور محمد عثمان، فيقول "في مثل هذا اليوم قبل عامين، انقلبت حياتي واتخذت منعطفاً آخرًا، حينما أصبت برصاص الاحتلال أثناء تغطيتي لمسيرات النكبة على الحدود مع شمال القطاع، وتعطّلت حركتي فكانت "النكبتين" نكبة الوطن ونكبتي "أنا"، والحمد لله على هذا".
ويضيف "اليوم وبعد مرور العامين بمرّهما يزداد في داخلي الإصرار والتصميم على استعادة ما كنت عليه، وكلي أمل بالله، وبأحبتي وأصدقائي الذين لم يكلوا ولم يملّوا من مساندتي والوقوف إلى جانبي ومرافقتي على الدوام".
وكتب الكاتب أحمد أبو رتيمة على صفحته "في مثل هذا اليوم قبل خمس وستين سنةً وفي غفلة من الزمن هجر شعب كامل من دياره, وحل محله أغراب مستجلبون من أصقاع الأرض، يجب أن ننتقل من حالة الاحتفال الموسمي بذكرى النكبة والندب والبكاء إلى العمل الإيجابي الإبداعي التراكمي باتجاه العودة".
وترنو عيون اللاجئين في ذكرى نكبتهم الخامسة والستين نحو بلدانهم وهم يمرون بأزمات متتالية في الأماكن المؤقتة التي يعيشون فيها، والمعروفة باسم "مخيمات اللاجئين" في عدد من الدول العربية أبرزها لبنان والأردن وسوريا.
وكانت إحدى نتائج نكبة عام 1948، إجبار الفلسطينيين على الرحيل والنزوح عن أراضيهم؛ باستخدام العصابات الصهيونية للقوة العسكرية ضدهم, والتي دمرت مئات القرى والمدن الفلسطينية وأزالت معالمها العربية والإسلامية. وتعرض الفلسطينيون بعد الهجرة إلى الاضطهاد وإنكار الهوية الوطنية، وتحملوا الظلم والمصاعب بعد اجتثاثهم من بيوتهم وإجبارهم على العيش في معسكرات الشتات ومخيماته، محرومين الحد الأدنى من حقوق الإنسان والمواطنة.
إ: محمد أنس. ح