دولي

لن أقبل بديلاً عن "برير" ولا أقبل التعويض

الحاج نصار صاحب 77 عاما والمهجر إلى حباليا

 

 رغم إدراكه أن سنه ربما لن يسعفه بالعودة إلى برير التي هُجر منها وهو يسقي أرضه المزروعة والعامرة بالشعير والقمح والحلبة، إلا أنه متمسك بأن يعود ويراها ويقبل ترابها ويزرعها من جديد. الحاج محمد حسن موسى نصار من قرية برير ولد فيها عام 1936م، وتركها قسراً بسبب جرائم العدو الصهيوني، ويسكن مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة. الفلسطيني نصار سرد لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" حكاية الوجع التي نبتت في قلبه، عندما كان يمتلك دونماً مزروعاً وعامراً بالقمح والشعير والحلبة. ويضيف: "كان لي في برير بيت مساحته 100 متر وبه غرفتان مبنيتان من الطين، وكان عندي أيضاً 56 رأسا من الغنم, و4 من البقر, وجمل واحدٍ, أحل وأرتحل به من بلدةٍ إلى بلدة. قرية برير تقع في قضاء غزة, وتحيط بها أراضي قضاء بئر السبع والفالوجة وهوج وند وسمسم وحليقات وكوكبا وبربرة, يقول المُهاجر نصار. بلع ريقه وواصل يقول: "ياه على هاتيك الأيام، والله كانت الحياة حلوة وجميلة وهادئة وكان الخير كثيرا، حسبنا الله ونعم الوكيل". وعن حكاية الهجرة يتحدث موسى: "عندما بدأ الهجوم على بلدتنا حاول بعض أهالي القرية أن يدافعوا عن أراضيهم وممتلكاتهم وأهليهم، لكن كانت قوة اليهود أكبر فسيطروا على البلدة, وسقط العديد من الشهداء حوالي, 80 شهيداً". ويضيف: "العديد من أقربائي, ولا أذكر العدد، هربنا عندما رأينا أن القرية قد احُتلت واستشهد العديد من أهلها". ويمضي قائلاً: "هربنا من بلدتنا برير إلى بلدة حليقات, ومن ثم إلى المجدل ومنها إلى الجية, ومنها إلى بربرة, مشياً على الأقدام، وكنا نشاهد خلال هجرتنا الجيش المصري يقاتل وينسحب تدريجياً، ومن ثم استقررنا في غزة ومنها إلى مخيم جباليا". الحاج محمد نموذج لمئات الآلاف من المواطنين الذين لازالوا متمسكين بحقهم وأرضهم ويحلمون بالعودة يوماً، وعن محل إقامته الحالي أو بلدة برير؛ أيهما أحب؟ يقول: "أفضل بلدتي برير فهي أحب إلى قلبي، فهي مسقط رأسي وترعرعت فيها وفلحت في أرضها وفيها ممتلكاتي". واختتم الحاج محمد حديثه بالقول: "أرفض أن يساوم كائناً من كان على أرضي أو يتنازل عنها، ولا ولن أقبل التعويض أو البديل عنها".

ق. د/ وكالات

من نفس القسم دولي