دولي
عدد الفلسطينيين تضاعف 8.5 مرة منذ النكبة
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 ماي 2013
أصدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إحصائية حول أوضاع الشعب الفلسطيني من خلال الأرقام والحقائق الإحصائية عشية الذكرى الخامسة والستين لنكبة فلسطين والذي يوافق يوم الخامس عشر من شهر ماي، وقالت علا عوض رئيس الإحصاء الفلسطيني إن ذكرى النكبة تمثل ذكرى اقتلاع وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه في عملية تطهير عرقي منظمة ومدبرة قامت بها العصابات الصهيونية المسلحة.
وتشير عوض إلى أن المعطيات والشواهد التاريخية تؤكد أن عملية التهجير القسري للفلسطينيين عن وطنهم كانت مدبرة منذ وقت طويل، توجت بإعلان قيام دولة الكيان في العام 1948 على أنقاض الشعب الفلسطيني، بعد عمليات القتل والمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين.
وحسب المعطيات الإحصائية فإن عدد الفلسطينيين عام 1948 قد بلغ 1.37 مليون نسمة، في حين قدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2012 بحوالي 11.6 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف 8.5 مرة منذ أحداث نكبة 1948.
وفيما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر) فإن البيانات تشير إلى أن عددهم قد بلغ في نهاية عام 2012 حوالي 5.8 مليون نسمة، ومن المتوقع ان يبلغ عددهم نحو 7.2 مليون وذلك بحلول نهاية عام 2020 وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حالياً.
وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين تشكل ما نسبته 44.2% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في فلسطين نهاية العام 2012، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث منتصف عام 2013، حوالي 5.3 مليون لاجئ فلسطيني، يشكلون ما نسبته 45.7% من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم، يتوزعون بواقع 59.0% في كل من الأردن وسوريا ولبنان، و17.0% في الضفة الغربية، و24.0% في قطاع غزة.
يعيش حوالي 29.0% من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيماً تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب جوان 1967 "حسب تعريف وكالة الغوث للاجئين" ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.
كما قدر عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بحوالي 154 ألف فلسطيني، في حين يقدر عددهم في الذكرى الخامسة والستين للنكبة حوالي 1.4 مليون نسمة نهاية عام 2012 بنسبة جنس بلغت حوالي 102.0 ذكرا لكل مائة أنثى. ووفقا للبيانات المتوفرة للعام 2011 حول الفلسطينيين المقيمين في الأراضي المحتلة عام 48 بلغت نسبة الأفراد أقل من 15 سنة حوالي 36.5% من مجموع هؤلاء الفلسطينيين مقابل 4.1% منهم تبلغ أعمارهم 65 سنة فأكثر، مما يشير إلى أن هذا المجتمع فتي كامتداد طبيعي للمجتمع الفلسطيني عامة.
كما قدر عدد السكان في الضفة وقطاع غزة بحوالي 4.4 مليون نسمة في نهاية عام 2012 منهم 2.7 مليون في الضفة الغربية وحوالي 1.7 مليون في قطاع غزة. من جانب آخر بلغ عدد السكان في محافظة القدس حوالي 400 ألف نسمة في نهاية العام 2012، منهم حوالي 62.1% يقيمون في ذلك الجزء من المحافظة والذي ضمته قوات الاحتلال عنوة بعد احتلالها للضفة الغربية في عام 1967 (J1). وتعتبر الخصوبة في فلسطين مرتفعة إذا ما قورنت بالمستويات السائدة حالياً في الدول الأخرى، فقد وصل معدل الخصوبة الكلية للفترة (2008-2009) في فلسطين 4.4 مولود، بواقع 4.0 في الضفة الغربية و5.2 في قطاع غزة.
الكثافة السكانية
بلغت الكثافة السكانية في فلسطين في نهاية العام 2012 حوالي 724 فرد/ كم2 بواقع 475فرد/كم2 في الضفة الغربية و4,583فرد/كم2 في قطاع غزة، أما في الكيان فبلغت الكثافة السكانية في نهاية العام 2012 حوالي 369 فرد/كم2من العرب واليهود.
تطهير عرقي
وحسب ما جاء في البيان الإحصائي فإن نكبة فلسطين كانت عملية تطهير عرقي وتدمير وطرد لشعب أعزل وإحلال شعب آخر مكانه، حيث جاءت نتاجاً لمخططات عسكرية بفعل الإنسان وتواطؤ الدول، فقد عبرت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير حتى احتلال ما تبقى من أراضي فلسطين في عام 1967 عن مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلاً عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم رغم بقائهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية.
وتشير البيانات الموثقة إلى أن الصهاينة قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الصهيونية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.
المغتصبات
تشير البيانات إلى أن عدد المواقع الاحتلالية في نهاية العام 2012 في الضفة الغربية قد بلغ 482 موقعا، أما عدد المغتصبين في الضفة الغربية فقد بلغ 537ألف مغتصباً نهاية العام 2011.
ويتضح من البيانات أن 49.8% من المغتصبين يسكنون في محافظة القدس حيث بلغ عـددهم حوالي 268 ألف مغتصباً منهم 200ألف مغتصباً في شرق القدس، وتشكل نسبة المغتصبين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 مغتصبا مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 68 مغتصبا مقابل كل 100 فلسطيني.
جدار الضم والتوسع
وتوقعت الإحصائية أن يصل طول جدار الضم والتوسع بناء على بيانات معهد أريج للأبحاث التطبيقية نحو 780 كم، اكتمل منه 61%، وتشير التقديرات حسب مسار الجدار إلى أن مساحة الأراضي الفسطينية المعزولة والمحاصرة بين الجدار والخط الأخضر بلغت حوالي 680 كم2 في العام 2012 أي ما نسبته حوالي 12.0% من مساحة الضفة الغربية، منها حوالي 454 كم2 أراضٍ زراعية ومراعٍ ومناطق مفتوحة، و117 كم2 مستغلة كمغتصبات وقواعد عسكرية و89 كم2 غابات، بالإضافة إلى 20 كم2 أراضٍ مبنية فلسطينية.
ويعزل الجدار نهائيا حوالي 37 تجمعاً يسكنها ما يزيد على ثلاثمائة ألف نسمة، تتركز أغلب التجمعات في القدس بواقع 24 تجمعا يسكنها ما يزيد على ربع مليون نسمة، كما حرم الجدار أكثر من 50 ألف من حملة هوية القدس من الوصول والإقامة بالقدس، بالإضافة الى ذلك يحاصر الجدار 173 تجمع سكاني يقطنها ما يزيد على 850 الف نسمة وتعتبر مدينة قلقيلية أحد الأمثلة الشاهدة على ذلك.
مساحة السيطرة
يعيش حوالي 11.8مليون نسمة في فلسطين التاريخية كما هو في نهاية العام 2012 والتي تبلغ مساحتها حوالي 27ألف كم2 ويشكل اليهود ما نسبته 51% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي. بينما تبلغ نسبة الفلسطينيين 49% من مجموع السكان ويستغلون حوالي 15% من مساحة الأرض، مما يقود الى الاستنتاج بان الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من خمس المساحة التي يستحوذ عليه الفرد الصهيوني من الارض.
المياه
تسيطر قوات الاحتلال على معظم الموارد المائية المتجددة في فلسطين والبالغة نحو 750 مليون م3 سنويا عدا عن سيطرتها على نهر الأردن وطبريا ومصادر مياه البحر الميت وعدا عما هو متاح لها في الأحواض غير المشتركة وما هو متاح لها من المياه غير التقليدية (المعالجة ومياه التحلية), ولا يحصل الفلسطينيون سوى على نحو 110 مليون م3, علما أن حصة الفلسطينيين من الأحواض الجوفية الثلاثة حسب اتفافية أوسلو هي 118 مليون م3 وكان من المفترض أن تصبح هذه الكمية 200 مليون متر مكعب بحلول العام 2000 لو تم تنفيذ الاتفاقية المرحلية، علاوة على ذلك يحد الاحتلال من الوصول إلى مصادر المياه ويفرض شروطا وعقبات على حفر الآبار وتنفيذ المشاريع وخاصة في المنطقة ج التي تشكل حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية.
الشهداء
بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 7,766شهيداً، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 31/12/2012، ويشار إلى أن عدد الشهداء نهاية العام 2009 قد بلغ 7,235 شهيداً، منهم 2,183شهيداً في الضفة الغربية بواقع 2,059 شهيداً من الذكور و124 شهيداً من الإناث، وفي قطاع غزة 5,015 شهيداً بواقع 4,601 شهيداً من الذكور و414 شهيداً من الإناث. والباقي من أراضي عام 1948 وخارج فلسطين. ويشار إلى أن العام 2009 كان أكثر الأعوام دموية حيث سقط 1,219 شهيداً تلاه العام 2002 بواقع 1,192 شهيداً، فيما استشهد 306 شهداء خلال العام 2012، منهم 15 في الضفة الغربية و291 شهيد في قطاع غزة، منهم 189 شهيد سقطوا خلال العدوان الأخير في نوفمبر 2012 على قطاع غزة.
الأسرى
في تقرير إحصائي أصدرته وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية بينت أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ العام 1967 ولغاية اليوم قرابة 800 ألف أسيراً وأسيرة، بينهم قرابة 12 ألف أسيرة وعشرات الآلاف من الأطفال، بحيث لم تعد هناك عائلة فلسطينية إلا وتعرض أحد أو جميع أفرادها للاعتقال، وهناك من تكرر اعتقالهم مرات عديدة. وتظهر البيانات بأن ما يقارب من 4,900 أسيراً لا زالوا قابعين في سجون ومعتقلات الاحتلال، بينهم عشرات الأسرى العرب من جنسيات مختلفة، كما يوجد 14 أسيرة، و235 طفلاً ويشكلون ما نسبته 4.8% من إجمالي عدد الأسرى، ومن بين الأسرى 77 أسيراً مضى على اعتقالهم عشرون عاماً، وهناك 25 أسيراً مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد. كما يتضح من البيانات بأنه ومنذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر 2000، سُجلت أكثر من 78 ألف حالة اعتقال، بينهم قرابة 9 آلاف طفل، و950 أنثى (منهن أربع نساء حوامل وضعن مولودهن داخل السجن). ومن بين المعتقلين عشرات النواب والوزراء السابقين، كما صدر أكثر من ثلاثة وعشرين ألف قرار اعتقال إداري ما بين اعتقال جديد وتجديد الاعتقال.
إ: ع. ب