الوطن
مشاركة الأفافاس بالرئاسيات مشروطة !؟
الأولوية لاستخلاف آيت أحمد وإعداد استراتيجية الحزب
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 ماي 2013
تنشغل جبهة القوى الاشتراكية خلال هذه الأيام بحيثيات عقد مؤتمرها الخامس المقرر أيام 23، 24 و25 ماي الجاري، والذي سيكون مناسبة لانتخاب قيادة جماعية جديدة ستكون خليفة للزعيم الروحي حسين ايت أحمد، الذي قاد الحزب مند تأسيسه سنة 1936، وفي ظل هذا الوضع يبقى الحديث عن الرئاسيات بهيئات الحزب وصفوفه غير وارد لحد الساعة، بالنظر إلى عديد المعطيات والعوامل التي تطبع الساحة السياسية خلال هذه الأيام، ويبقى التساؤل قائما ما إذا كان الأفافاس الذي عاود الرجوع إلى الساحة السياسية، من خلال المشاركة في الانتخابات التشريعية والمحلية للسنة الفارطة سيعيد أيضا المشاركة في سباق الرئاسيات، بعد انسحاب المرشح حسين آيت أحمد برئاسيات 1999 في آخر لحظة.
وفي هذا الصدد استبعد رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية أحمد بطاطاش أمس مشاركة الحزب في الرئاسيات المقبلة لسنة 2014، معتبرا أن الوضع السياسي الحالي في البلاد لا يشجع على القيام بهذه الخطوة، ومصرحا لـ "الرائد" بقوله "إن الأفافاس لن يقبل المشاركة في "مهزلة انتخابية"، ولن يقبل أن يكون من ضمن المترشحين الأرانب المرافقين لمرشح ستقدمه السلطة. وقال بطاطاش إن ملف رئاسيات 2014 غير مدرج في أجندة الحزب في الوقت الحالي، ويقول ممثل الأفافاس إن الأجواء المغلقة الموجودة حاليا لا تسمح للحزب في التفكير في هذا الموضوع بصفة رسمية، مضيفا أنه بمجرد تقييم لمختلف محطات الرئاسيات السابقة، يظهر أن المجال السياسي في الجزائر مغلق، ويظهر في كل مرة مترشحون غير حقيقيين كأرانب مع مرشح السلطة، وهو ما يرفض الأفافاس الانخراط فيه، ورئاسيات 1999 خير دليل على ذلك بعد أن سجل زعيم الأفافاس حسين آيت أحمد انسحابه من السباق.
وقال بطاطاش إنه في حالة تغير المعطيات الحالية التي تطبع النظام السياسي، من خلال مراجعة الدستور الحالي والخروج بدستور جديد يعالج مختلف الاختلالات القائمة ويعبر في ذات الوقت عن إرادة الشعب، يمكن أن يتغير موقف الأفافاس من رئاسيات 2014، وحينها سيكون لكل مقام مقال. كما استبعد بطاطاش أن يكون المؤتمر الخامس للأفافاس المزمع عقده في فترة اقل من عشرة أيام محل تدارس لملف الرئاسيات، باعتبار المؤتمر سينشغل بتحديد استراتيجيته القادمة وانتخاب قيادته خلال الفترة القادمة.
وكان الأفافاس قد عزم المشاركة في رئاسيات 1999 عبر ترشح زعيمها حسين ايت احمد غير أنه انسحب منها رفقة المرشحين الآخرين، احتجاجا على ما اعتبروه انتخابات مزورة، وقد انتهت تلك الانتخابات بفوز الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة في عهدته الأولى، ومند ذلك الحين لم يتقدم الأفافاس بمشاركة أخرى خلال المواعيد الرئاسية التي تلت فترة 1999، والتي واصل خلالها رئيس الجمهورية الحالي الفوز بعهدة ثانية وثالثة. وبالنسبة للمشاركة التي انسحب منها آيت احمد فقد حصل بالرغم من الانسحاب على المرتبة الرابعة بـ319 ألف و523 صوت أي 3.17 بالمائة من الأصوات، إلا أن أداء الحزب تراجع في تلك الفترة وتراجعت مكانته السياسية بعد قراره بعدم المشاركة في مختلف الاستحقاقات السياسية.
وتبقى إمكانية مشاركة الزعيم الروحي للأفافاس حسين آيت احمد في رئاسيات 2014 -إن قرر الحزب دخول المنافسة- مستبعدة حسبما ما يراه البعض بالنظر إلى الظروف الصحية له، كما أن ترشحه باسم الحزب يظل مستبعدا، وهو ما سيطرح إشكالية من سيقدم الأفافاس كمترشح من منطلق اقتناع داخل الحزب، بأن تعويض زعيمه لم يكون إلا بقيادة جماعية سيتم انتخابها خلال المؤتمر القادم، وهذا يعني أن الأفافاس سيكون أمام إشكالية تعويض مرشحه المعتاد في الرئاسيات حسين آيت احمد خلال الموعد القادم.
نسيمة ورقلي