الوطن

مكتب البرلمان يرفض سؤالا شفويا موجها لخليدة تومي

على خلفية كتابها المسيء للإسلام

• بقلم جريدة الرائد
• نشر في 15 ماي 2013

رفض مكتب المجلس الشعبي الوطني، برمجة سؤال شفوي وجهه نائب حركة الإصلاح الوطني، عبد الغني بودبوز، موجها لوزيرة الثقافة، خليدة تومي، على خلفية كتاب الوزيرة الموسوم "جزائرية واقفة"، الذي خلف جدلا واسعا في الآونة الأخيرة.

ومعلوم أن هذا الكتاب كان قد أصدرته خليدة تومي في منتصف التسعينيات، وجاء في شكل حوار أجرته لها الصحفية الفرنسية إليزابيث شملة، في العام 1995، وقد تضمن عبارات مسيئة للإسلام، قالت فيه إن الصلاة تعتبر "إهانة" لكرامة الإنسان، حيث يضع المسلم رأسه على الأرض أثناء الصلاة، وهو ما يعد أكبر إهانة له، كما شككت أصلا في وجود آيات قرآنية تتحدث عن عدد الصلوات وكيفية أدائها.

وبرر مكتب المجلس، المكون من الرئيس محمد العربي ولد خليفة، وتسعة من نوابه ينتمون لأكبر الأحزاب الممثلة في الغرفة السفلى للبرلمان ذلك، بحجة أن الأمر يتعلق بحرية التعبير، وهو الرد الذي لم يرق للنائب، بل ويتعارض مع المادة الثانية من الدستور، التي تضع الاسلام دين الدولة، وتعتبره رمزا من رموز وثابتا من الثوابت يتعين حمايته من أية إساءة قد تطاله.

ودافع مكتب المجلس بقوة عن وزيرة الثقافة، قائلا: "لا يحق لأي من النواب أو أية جهة أخرى، التشكيك في إيمان السيدة الوزيرة خليدة تومي". غير أن هذا الرد لم يعجب النائب صاحب السؤال الشفوي، الذي سارع لرفض القرار واعتباره منحازا.

وأكد النائب أن النظام الداخلي للمجلس يجيز طرح الأسئلة على أعضاء الجهاز التنفيذي، سيما وأن القضية تتعلق بثابت من الثوابت الوطنية، مشيرا إلى أن ما صدر عن مكتب المجلس يعتبر "تجاوزا يضاف إلى التجاوزات الكثيرة التي سقط فيها مكتب المجلس".

وكانت خليدة مسعودي قد اعتبرت ما تضمنه الكتاب جزءا من الماضي، ورافعت من أجل براءتها، مشيرة إلى أنها تنحدر من عائلة مسلمة تتبنى التسامح مبدأ لها، كما قالت إنها تصلي رغم ذلك "بطريقتي الخاصة"، بحسب ما أوردته صحيفة وطنية في وقت سابق.

وقد خلّف كتاب الوزيرة موجة عارمة من الغضب في العالم الإسلامي، وصلت حد تكفيرها، على غرار الداعية المصري، خالد عبد الله يونس، الذي وصفها بـ "قليلة العفة والأدب"، إلى جانب أحد أبرز الوجوه السلفية في الجزائر، عبد الفتاح حمداش، الذي دعا إلى إقالتها من الحكومة، في حين اعتبرت الوزيرة ما تعرضت له من تصريحات، "هجمة مدبرة ضدها".