الوطن
تساهلنا مع الجهاديين، وإرهابيو الشعانبي تابعون لأبي عياض
قال إنهم من جنسيات تونسية، ليبية وجزائرية، راشد الغنوشي لـ"الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 ماي 2013
حمّل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي جماعة انصار الشريعة التي يقودها المدعو أبا عياض، مسؤولية تدهور الامن والاستقرار في تونس، بعد الخسائر البشرية التي مست قوات الجيش ورجال الامن خلال محاصرتهم جماعة ارهابية مسلحة بجبال الشعانبي على الحدود مع الجزائر. واقر في تصريح لـ"الرائد"، بوجود تساهل سابق مع التيار السلفي الجهادي الذي استفاد أنصاره من عمليات اطلاق سراحهم بعد ثورة الياسمين إلى جانب باقي المساجين، الامر الذي احدث فوضى على جميع المستويات لازالت آثارها مستمرة إلى حد الآن.
ووصف راشد الغنوشي العناصر الارهابية المتحصنة بجبال الشعانبي بمنطقة القصرين، بالقرب من الحدود الجزائرية، بـ"شباب غير متفقه في الدين"، وأنهم أخلطوا بين المعارضة والجهاد. وقال في اتصال مع "الرائد"، إن معارضة السلطة حق مشروع للجميع، لكن بالطرق والوسائل السلمية، وانه لا مكان للجهاد والقتال داخل دار الاسلام وبين المؤمنين، مشيرا إلى أن عناصر هذه المجموعات ينتمون إلى تنظيم "انصار الشريعة" الذي يقوده المدعو أبا عياض"، وهي فرع من فروع القاعدة، ويسعون وفق فكرهم العقائدي إلى تغيير الانظمة التي يعتبرونها كافرة باستعمال العنف المسلح"، وتابع انهم من جنسيات مختلفة تونسية، جزائرية، وليبية.
وعن أسباب ظهور التيار الجهادي في تونس بشكل لافت وبممارسات عنيفة من جسدية إلى مسلحة، قال رئيس حركة النهضة إن الثورة سمحت بإطلاق سراح جميع المساجين المعتقلين خلال النظام البائد، وكان من ضمنهم انصار وقيادات من السلفية الجهادية، "الامر الذي ادى إلى انتشار الفوضى على جميع المستويات، ولازالت آثارها مستمرة إلى حد الآن".. حتى المساجد مستها الفوضى بعد الإقدام على ازاحة الآلاف من الائمة عن المساجد باعتبارهم "ابواق النظام الديكتاتوري"، ليستولي عليها الجهاديون ويحكمون قبضتهم عليها، معترفا بتقصير وتساهل حركة النهضة بعد الثورة، في التعامل مع انصار التيار الجهادي، خاصة فيما يتعلق بخطب الجهاد والتجييش في المساجد، "غير أن تحرك وزارة الشؤون الدينية في الاشهر الاخيرة مكن من استعادة اغلب المساجد وتسوية أوضاع دور العبادة".
وأوضح راشد الغنوشي، ردا على الاتهامات التي توجهها المعارضة لحركته بتساهلها مع انصار التيار الجهادي بلغت حد تحميلها مسؤولية ما يقع في منطقة الشعانبي، أن هذه الاتهامات زائفة ومغرضة، والمقصود منها التحريض على الحكومة، والدفع إلى التصادم بينها وبين من اسماهم بـ"الشباب المتدين"، الذين هم بحاجة إلى معالجة فكرية وتنموية وليس أمنية فقط، لأن تونس بحاجة إلى جهاد في التقدم والعلم والتنمية وليس تحطيم كل معالم الحضارة، حسب تعبيره.