الوطن
الجزائر تستورد أجهزة مغشوشة للكشف عن المتفجرات
رجل أعمال بريطاني كان وراء الصفقة وخدع عدة بلدان
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 ماي 2013
• المتهم أدين بعشر سنوات من طرف القضاء البريطاني
وقعت الجزائر مع دول عربية وآسياوية وإفريقية، ضحية للمحتال البريطاني جيمس ماك كورميرك الذي زوّدها بشحنات مغشوشة من "كاشفات المتفجرات" التي زوّدت بها الأجهزة الأمنية على شكل أدوات تمسك باليد لمراقبة السيارات واكتشاف وجود متفجرات أو مواد متفجرة في سيارات مفخخة، وقد تم الحكم على المحتال بعشر سنوات سجنا من طرف القضاء البريطاني منذ أيام.
الحكم الصادر في حق البريطاني جيمس ماك كورميرك، سبقته تحقيقات أجرتها المصالح الأمنية في بريطانيا دامت ثلاث سنوات، توصلت الى اعترافات من طرفه بأنه فعلا كان وراء هذا الاختراع (المغشوش) والمقلد، حيث قام بعرضه على العديد من البلدان، أبرزها العراق التي لا تزال تستعمله حتى الآن في عملياتها الأمنية لمراقبة السيارات المشبوهة، وتقول التقارير الصحفية في بريطانيا بشأن محاكمة هذا المحتال، بأنه اعترف للمحكمة في بريطانيا أنه فعلا زود العديد من الدول بهذه "الكاشفات" وأنه كان يعلم أنها مغشوشة وليست فعالة لكشف المتفجرات بالسيارات، وهو الأمر الذي كانت تعلمه كل من المخابرات البريطانية والأمريكية مما جعلها تتجنب اقتناءه.
وقد صدر الحكم بالسجن عشر سنوات من طرف محكمة "أولد بايلي" في لندن، حيث تمت إدانته ببيع "كاشف المتفجرات" وأنه قام بالادعاء بأن الاختراع الذي سيقدمه له القدرة على كشف مكان تواجد مواد متفجرة والمخدرات، وهو الاختراع الذي يشبه نوعا ما أداة مثل الهاتف اللاسلكي الذي يمسك باليد من طرف حامله ليوجه صوب السيارة المارة من أمام أي حاجز أمني أو أية سيارة مشبوهة، أو مكان يشتبه فيه وجود مخدرات أو متفجرات أو مواد يمكنها أن تستخدم في صنعها، وتمكن هذا المحتال منذ سنوات، من بيع شحنات هائلة للعديد من الدول العربية والافريقية والاسياوية، وحقق أرباحا قاربت 80 مليون دولار، حيث سوقها لكل من العراق، كينيا، النيجر، العربية السعودية، الجزائر، تايلاند، وغيرها، وهي البلدان التي ذكر بأنها كانت تحتاجها لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، لكن القاضي الذي كان يسأله خلال الجلسة، ذكّره بأن هذا "الجهاز المقلد" تبين أنه يشبه كاشف "كرات القولف" وأنه لم يخترع إطلاقا لكشف المتفجرات، كما أنه تسبب في جرح ومقتل العديد من الأشخاص وخاصة الأطفال في هذه المناطق. وقالت الشرطة البريطانية إن هذا الجهاز المسمى "جهاز الكشف المتقدم" أو "أ.دي.إي" تسبب فعلا منذ 2005، في تعرض العديد من الاشخاص للخطر بسببه وخاصة من رجال الأمن في البلدان التي اقتنته.
وفي الجزائر لا يزال رجال الأمن والدرك والجيش يستعملون هذا الجهاز، ويفترض أن يتم مراجعة أمر استعماله بعدما اعترف المتهم بأنه باع جهازا مقلدا، لهذه البلدان التي تكون الجزائر إحداها.
ويشار إلى أن جيمس ماكورميك، وهو رجل أعمال بريطاني، كان قد ادعى أنه اخترع جهازا يمكنه أن يكتشف وجود متفجرات أو مخدرات على بعد كيلومتر واحد.
مصطفى. ح