الوطن

الخاسر والرابح في انتخاب مقري على رأس حركة مجتمع السلم

يعوّل على إحداث "ربيع عربي" في "حمس"

 

 

 

خسر تيار المشاركة داخل حركة مجتمع السلم زمام المبادرة للمرة الثانية على التوالي، منذ الضربة التي تلقاها بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، غير أن هذه المرة كانت الضربة أقوى، لأنها كانت فرصة لتصفية ما تبقى من أنصار هذا التيار الذي تعود جذوره إلى حياة مؤسس الحركة، الراحل محفوظ نحناح.

ووجد تيار المعارضة الفرصة مناسبة في المشاكل التي سببتها التراكمات التي عاشت حركة مجتمع السلم على وقعها، فيما تعلق بالانتقادات الموجهة للسلطة على خلفية، تسطيح التمثيل "الحمسي" في الحكومة، وحصرها في بعض الوزارات ذات الثقل المحدود والمليئة بالمشاكل والمدرة للقلاقل، مثل حقائب التجارة والأشغال العمومية، في حين أن التطلعات من وراء المشاركة، كانت أوسع من ذلك بكثير، كما قال أحد أبناء هذا التيار.

ويرى المتابعون أن انتخاب عبد الرزاق مقري خليفة لأبي جرة سلطاني، هو نهاية مرحلة طالما تعرضت لانتقادات لاذعة من طرف القاعدة النضالية، التي رفضت تحمل حزبهم المزيد من الأعباء، مقابل استفادة جزء ضئيل من ريوع هذه المشاركة، فيما تبقى الأغلبية الساحقة التي ضحت بعرقها ومالها بعيدة عن هذه الريوع.

 كما يشكل انتخاب مقري أيضا، برأي المتابعين لشؤون حركة "حمس"، بداية مرحلة جديدة، يمكن اعتبارها تطليقا بالثلاث للعلاقة مع السلطة، بحيث يعتقد الكثير من أبناء هذا الحزب، أن من أسباب النكسات التي تعرض لها الحزب، إنما من بين أسبابها المشاركة في الحكومة، وهو الموقع الذي جعلها أقرب إلى السلطة، منها إلى أحضان الشعب المطحون بالمشاكل والصعوبات اليومية.

وإذا كان هناك من متضرر من التوجه الجديد الذي تكون الحركة قد باشرته بعد المؤتمر الخامس، فهو الرئيس المنتهية ولايته، أبو جرة سلطاني، الذي لم يتمكن من ضمان ولو منصب شرفي في هرم الحركة، وهو الذي كان قبل أيام الآمر الناهي، فضلا عن عبد الرحمن سعيدي، منافس مقري على كرسي الرئاسة، الذي وإن حجز لنفسه مقعدا كنائب للرئيس، إلا أن موقفه سيبقى ضعيفا، وموقعه سيبقى مهزوزا، ولا يمكنه فعل أي شيء لمواجهة المد الذي يدفع بالحزب نحو المعارضة.

وعلى صعيد الانتشار، يتوقع العارفون بتوجهات عبد الرزاق مقري، أنه سيعمل من أجل فتح الحركة أمام حساسيات إسلامية أخرى قد لا تتقاسم بعض القناعات مع الفكر الإخواني، مثل الوعاء الذي كان يصب في حساب أحزاب أخرى منافسة. وباختصار، يمكن القول إن مقري سيعمل من أجل إحداث "ربيع عربي" داخل حركة يقلب من خلاله الموازين بين تيارات، ستدفع فيه الكثير من الشخصيات حضورها البارز. 

 طه. ش

 

من نفس القسم الوطن