الوطن

تعثر الإجماع لاختيار خليفة بلخادم وبروز اسم صالح قوجيل

في ظل الانقسام الحاصل بين فرقاء الأفلان

 

 

 

عاد السيناتور صالح قوجيل إلى الواجهة كاسم يمكن له أن يفك عقدة الانسداد الحاصل على مستوى الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني، خليفة للأمين العام المطاح به، عبد العزيز بلخادم.

وجاءت عودة اسم قوجيل إلى الواجهة، بعد أن عجز كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق، عمار سعيداني، ورئيس المجموعة البرلمانية للثلث الرئاسي بمجلس الأمة، محمد بوخالفة، على تحقيق الإجماع، أو على الأقل تحقيق التوافق الذي يقي الحزب شر استقطاب قد يستمر لأمد طويل.

وكان محمد بوخالفة قد برز كمرشح يمكن أن يلعب على ورقة الاجماع، مباشرة بعد الوفاة المفاجئة لصديقه ورفيق دربه، عبد الرزاق بوحارة، غير أن خروج عمار سعداني، المدعوم بمساندة غير مشروطة من قبل العديد من النواب وأصحاب رؤوس الأموال، صعب من تحقيق أمل بوخالفة، الذي بدأ الدعم لوصوله إلى منصب الرجل الأول في الحزب، يخفت إلى درجة أن صار لا حدث.

أما عمار سعداني، فقد تمكن من اللعب على وتر تمثيل الجنوب، ومغازلة الكتلة التي أعلنت دعمها للأمين العام المطاح به، وهي كتلة لا يستهان بها، غير أن ماضي الرجل وتسريب الصحافة للعديد من ملفات الفساد، التي زعمت أن ابن مدينة الوادي، متورط فيها، قلل من فرص ذهابه بالدعم الذي كان يراهن عليه من طرف أعضاء اللجنة المركزية، حتى وإن نشرت بعض الصحف قوائم بتوقيعات بعض نواب الغرفة السفلى للبرلمان، تدعم ترشحه لمنصب الأمين العام.

وأما هذا الاحتقان على رأس أكبر قوة سياسية في البلاد، وتزامن هذا الانسداد مع استحقاقات سياسية على قدر كبير من الأهمية، وفي مقدمتها تعديل الدستور، وبعده الانتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل، أصبح من الضروري وضع حد لاستمرار هذا الحزب من دون قيادة.. وفي ظل هذا المعطى برز المجاهد صالح قوجيل، ليكون المرشح الأبرز، على الأقل في الظرف الراهن.

وتشير المعلومات المسربة من داخل مبنى المقر المركزية بحيدرة، إلى أن الدورة الاستثنائية للجنة المركزية للحزب، تكون قد تقررت في نهاية الشهر الجاري على أقصى تقدير، وذكرت المصادر ذاتها أن خيار الإجماع على شخص معين يكون قد أسقط تماما من قاموس الدورة المقبلة للجنة المركزية للحزب، بعد أن تبين أنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل الوصول إلى ذلك، في ظل الشروخات العميقة التي تعرض لها الحزب منذ العام 2004، واستمرت إلى غاية هذه الأيام، بحيث أصبح الحزب العتيد تحت رحمة تجاذبات وتحالفات الكثير منها غير طبيعية.

ويعتبر صالح قوجيل من المجاهدين الأوائل الذين التحقوا بالثورة، فقد كان الرجل من رفاق البطل الشهيد، مصطفى بن بولعيد، وهو ما مكنه من المساهمة في إطلاق أول رصاصة ضد الاستعمار الفرنسي في الفاتح من نوفمبر 1954، وهو شرف لا يحظى به إلا القليل من المجاهدين ممن لا يزالون على قيد الحياة. وقد تولى العديد من المناصب السامية في الدولة، وحقائب وزارية متعددة.

طه. ش

 

من نفس القسم الوطن