الوطن

السلطة تبحث عن قيادي "معتدل" لإعادة "حمس" لبيت الطاعة

ضغوط على سلطاني من أجل دعم سعيدي على حساب مقري

 

 

 

بات نائب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري أكبر المرشحين لخلافة أبو جرة سلطاني على رأس الحركة، قبل يومين عن موعد انعقاد المؤتمر الخامس، الذي ينتظر أن يكون محطة على طريق محاسبة الرئيس الحالي على العشر سنوات التي تولى فيها القيادة.

ويأتي انعقاد المؤتمر الخامس وسط ظروف لم يسبق للحركة وأن عاشتها منذ ميلادها في بداية التسعينيات، ميزها تراجع كبير في وعائها الانتخابي، جراء الانشقاقات التي ضربت وحدتها، والتي بدأت بانشقاق قادة بارزين وإنشائهم لجبهة التغيير، قبل أن يأتي الدور على عمار غول، الذي أنشأ بدوره حزب جديد أسماه "تاج".

ومعلوم أن القانون الأساسي والنظام الداخلي للحركة، يمنع الترشح لرئاستها أكثر من عهدتين، ما يعني أن سلطاني سيكون خارج السباق، وبالمقابل سيفتح المجال أمام وجوه لخوض المعترك، وهنا يبرز اثنان من أبرز الوجوه القيادية، في صورة كل من عبد الرزاق مقري النائب الثاني للرئيس، ورئيس مجلس الشورى عبد الرحمان سعيدي.

وفي هذا الصدد، أفادت مصادر مطلعة أن عبد الرزاق مقري يلقى قبولا لدى أوساط واسعة من أبناء الحركة، ما يرشحه لأن يكون أبرز المرشحين، ويأتي بعده النائب الأول لرئيس الحركة ورئيس مجلس الشورى عبد الرحمان سعيدي، فيما تقدم بعض التحاليل اسم وزير التجارة السابق الهاشمي جعبوب غير أنه لا يعتبر منافسا جادا.

ومعلوم أن عبد الرزاق مقري المنحدر من ولاية المسيلة، كان قد انتخب لعهدتين برلمانيتين، الأولى في عهد الراحل محفوظ نحناح، قبل أن يفتح المجال لغيره من أبناء الحركة، ومكنه من التفرغ لنسج علاقات متشعبة مع أبنائها على اختلاف نواحيهم ومراكزهم وأعمارهم، وأدى من قوة هذه العلاقة، الموقف الذي يتبناه مقري، والداعي إلى الانسحاب من الحكومة منذ أن كان الراحل نحناح على قيد الحياة، وقد بينت الأيام حجية هذا الطرح. 

أما عبد الرحمان سعيدي فيوعز المتابعون لشؤون حركة مجتمع السلم انحصار حظوظه في خلافة أبو جرة سلطاني، للأزمة التي تعرضت لها الحركة بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، وما تبعها من انشقاق انتهى بانشقاق عمار غول وتأسيسه لحزبه الجديد، حيث أشارت تلك المصادر إلى ورود اسم سعيدي ضمن الفريق الداعم لوجهة نظر الوزير المنشق، وكذلك الشأن بالنسبة لرئيس المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء نعمان لعور، فراح ضحية انتمائه للتيار ذاته الذي يقوده مقري، وهو ما يكون قد أضعف من احتمالات خوضه السباق.

ولأن حركة مجتمع السلم ليست كغيرها من الأحزاب الناشطة، فقد أولتها السلطة اهتماما خاصا تجلى حسب بعض المصادر، من خلال محاولاتها فرض المرشح الذي تعتقد أنه الأقرب إليها. وفي هذا الصدد تشير بعض المعلومات إلى أن أبو جرة سلطاني يتعرض لضغوط كبيرة من خارج الحركة، من أجل وقوفه مع المرشح المحتمل عبد الرحمان سعيدي ضد عبد الرزاق مقري باعتباره الأوفر حظا.

وتذكر المصادر أن مقري سوف لن يحول بينه وبين رئاسة الحركة غير انحياز أبو جرة سلطاني لصالح سعيدي، لأن الرئيس المنتهية ولايته قادر على التأثير في النتيجة، إذا انحاز لسعيدي، الذي يوصف بأنه من الصنف المهادن للسلطة على شاكلة الراحل محفوظ نحناح.

طه. ش

 

من نفس القسم الوطن