الوطن

أردوغان في الجزائر بداية جويلية المقبل

بعد توالي زيارات وزراء ووفود اقتصادية تركية

 

 

كشف مصدر دبلوماسي لـ "الرائد" أمس عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر ستكون بداية شهر جويلية القادم ولم يحدد بعد تاريخ مضبوط لها، ستتوج سلسلة زيارات قام بها مسؤولون ورجال أعمال أتراك خلال فترة أقل من سنة، عرفت فيها العلاقات الجزائرية التركية إعادة الدفع من جديد، وتعد زيارة أردوغان إلى الجزائر الأولى من نوعها منذ توليه لرئاسة حكومة تركيا سنة 2003.

وكانت الجزائر مؤخرا محل زيارة العديد من الوفود الاقتصادية المكونة من رجال الأعمال في عديد الاختصاصات، سبقها سلسلة زيارات لكل من وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو الذي زار الجزائر شهر نوفمبر من السنة الماضية أين تباحث مع مسؤولين جزائريين سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وكذا عديد القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما شكلت زيارة وزير الطاقة التركي تانر يلدز إلى الجزائر بداية شهر جانفي الماضي فرصة لطرح العديد من الملفات الاقتصادية على رأسها تصدير الغاز الجزائري إلى تركيا وتجديد الاتفاقية المتعلقة به بين البلدين، وتركت زيارة الوفد التركي مؤخرا إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين للإطلاع على وضعية الشعب الصحراوي انطباعا جيدا بالمنطقة وخلق مزيدا من الرغبة في الدفع بالعلاقات بين البلدين نحو الأحسن، ومن ناحية أخرى استمر التعاون العسكري بين الدولتين، حيث لم ينقطع تبادل الزيارات بين الوفود العسكرية الجزائرية والتركية والتي لم تنقطع طيلة الفترات السابقة، مما أضفى مزيدا من القناعة للدفع بالتعاون السياسي لأبعد الحدود.

وتأتي زيارة رئيس الوزراء التركي بعد حل المشكلة الدبلوماسية التي كانت مع الجزائر بعدما غادر السفير التركي الجزائر، وأعادت تركيا سفيرا جديدا بممثليتها الدبلوماسية بالجزائر، يضاف إليها رحيل رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى والذي كان يظهر عداءه الشديد للنموذج التركي، مما سيسهل من عودة المياه إلى مجاريها مجددا، حيث تظهر إرادة جديدة لتصحيح الأخطاء السابقة التي تسببت في تعليق زيارة الرئيس التركي التي كانت مرتقبة إلى الجزائر مسبقا، وتظهر قناعة جديدة لأنقرة لمعاودة دفع العلاقات بين البلدين، كما ظهرت إرادة سياسية لدى الجزائر في تبني هذه العلاقات على أساس نقل التكنولوجيا إلى الجزائر.

كما أصبح الأتراك يرون في المواقف الدبلوماسية الجزائرية الدولية كثيرا من الالتزام باحتفاظها بمبدأ عدم التدخل في شؤون البلدان الداخلية، خاصة فيما يتعلق بسوريا، كما يرى الأتراك في الجزائر نموذجا مثاليا في معالجة العنف والاستفادة من تجربتها في مكافحة الإرهاب، ممكن أن تستفيد من خلالها في موضوع الأكراد الذي لازال يؤلم تركيا دولة وشعبا.

نسيمة ورقلي

 

 

 

 

من نفس القسم الوطن