الوطن

"سجال ساخن" في برلمان فرنسا حول الهجرة "النوعية"

الأطباء والطلبة الجزائريون ثاني جالية في فرنسا

 

 

شهد أمس الأول البرلمان الفرنسي على مدار ثلاثة أيام "سجالا" حول موضوع الهجرة الذي ناقشه نواب الجمعية العمومية، لتحديد سبل جذب المواهب والنخب الأجنبية إلى فرنسا وعلى رأسهم الطلبة الذين يشكل الجزائريون منهم ثاني جالية طلابية في البلاد.

وتزامن النقاش الذي بدأه مجلس النواب منذ الأربعاء الماضي، مع إحصاءات أجرتها الأمانة العامة للهجرة والاندماج، تشير إلى أن ما يسمى بالهجرة الاقتصادية والطلابية إلى فرنسا انخفضت في العام الماضي (2012)، فيما ارتفعت الهجرة المسماة بالعائلية وطلبات اللجوء.

ولم يعق النقاش في المجلس أي تصويت، بل هو يكمل مهمة عضو مجلس الشيوخ ماتياس فيكل المكلف بإعداد تقرير حول الموضوع، في إطار الإعداد لمشروع قانون حول الإصلاح الشامل لنظام بطاقات الإقامة في فرنسا.

وتذكر جريدة "لوموند" الفرنسية بوثيقة العمل التي استند إليها النقاش، وورد فيها أن هدفه هو "تعزيز القدرة التنافسية الفرنسية وتعزيز مرتبتها على الساحة الدولية" من خلال جذب "المواهب والمهنيين الأجانب القادرين على المساهمة في تعزيز إشعاع الاقتصاد الفرنسي". ورأت الوثيقة أن المعضلة الأساسية مردها كون فرنسا غير جذابة بالنسبة إلى المهنيين والعاملين الأجانب في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة والبطالة المتصاعدة. وركزت الوثيقة على أهمية اعتماد سياسة خاصة بـ "استقبال الطلاب الأجانب"، لأن "المساهمة في إعداد نخب الدول الناشئة بات يشكل شرطاً على صعيد المنافسة العالمية" ما يقتضي تعزيزها.

وتضمنت الوثيقة مجموعة من الاقتراحات حول ما إذا كان يتوجب اعتماد عدد محدد لهؤلاء الطلبة أم لا، وتحديد معايير اختيارهم، علماً بأن فرنسا لم تعد أيضاً بلداً مغرياً بالنسبة إلى الطلبة، بسبب الضائقة الاقتصادية والصعوبات المتصلة بسوق العمل الفرنسية، على رغم أن هولاند ألغى عقب توليه الرئاسة في الربيع الماضي، المذكرة المسماة بـ "مذكرة غيان"، نسبة إلى وزير الداخلية السابق كلود غيان، وتفرض على الطلاب الأجانب مغادرة فرنسا بعد انتهاء تحصيلهم العلمي. وتخللت النقاش البرلماني حول الموضوع سجالات حادة، نظراً إلى التعقيدات المرتبطة بالهجرة وبأوضاع المهاجرين في فرنسا، خصوصاً في ظل التأزم المعيشي والسياسي المسيطر على البلاد.

محمّد اميني

 

من نفس القسم الوطن