الوطن

"الأيسيسكو" تطالب تومي بتوضيحات حول تصريحاتها

في الوقت الذي فضلت فيه حكومة سلال الصمت

 

 

طالبت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وزيرة الثقافة، خليدة تومي، بتوضيح موقفها من التصريحات المنسوبة إليها، بعد الضجة الكبيرة التي أحدثتها في الآونة الأخيرة داخل الجزائر وامتدت الى خارج البلاد، في وقت شن "الفايسبوكيون" حملة واسعة النطاق للمطالبة بتنحيتها من رأس وزارة الثقافة. 

وعلمت"الرائد"، من مصادر مقربة أن وزيرة الثقافة، خليدة تومي، تلقت رسالة استفسار وطلب توضيح من قبل المدير العام لمنظمة "الأيسيسكو"، عبد العزيز بن عثمان التويجري، يستفسر فيه عن حقيقة التصريحات المنسوبة إليها والتي أحدثت ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة داخل الجزائر وخارجها.

تأتي هذه الخطوة من رئيس المنظمة، على الرغم من أن تصريحات وزيرة الثقافة، كانت قد أدلت بها قبل 18 سنة من الآن، لكن تومي على هامش مداخلة لها بمجلس الأمة نهاية الأسبوع الفارط، عاودت طرح تلك الأفكار التي تمس بالحكومة الجزائرية قبل أن تمس شخصها، حيث خاطبت الإعلاميين الذين سألوها عن حقيقة هذه التصريحات والحملة الإلكترونية التي طالتها في الآونة الأخيرة بالقول"لا أحد يمكنه مساءلتي في مثل هذه المواضيع"، كما عاودت تبني تلك الأفكار منوهة بأنها الأفكار التي توارثتها عن عائلتها في الصغر، وليس من حق أي شخص مهما كان وزنه أو مكانته محاسبتها على تلك الأفكار.

ونوهت ذات المصادر، أن خليدة تومي تلقت بالإضافة إلى تلك المراسلة التي جاءتها من المغرب، حيث يتواجد مقر هذه الهيئة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، والتي تعنى بميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال في البلدان الإسلامية، وبالتحديد بمدينة الرباط، قد تلقت أيضا مراسلة أخرى من تونس، يكون المكتب الإعلامي لسفير الجزائر بتونس عبد القادر حجار قد وجهها لها، يؤكد ورود خبر صحفي بيومية "المغرب"، التونسية، تناول تصريحاتها التي سبق وأن قدمتها حول الإسلام من خلال حوار صحفي كانت قد أجرته معها الصحافية الفرنسية إليزابيت شملا، وأصدرته فيما بعد في كتاب وسمته بـ "خليدة مسعودي..جزائرية واقفة"، صدر في سنوات التسعينيات، وتناول جزءا من مسيرتها الفكرية والسياسية والعقائدية، ولم تتضمن تلك المراسلة من مكتب السفير أي طلب للتوضيحات عكس ما جاء من مدير"الأيسيسكو"، وهو ما يؤكد أن الحكومة الجزائرية لا تعنيها مثل هذه التصريحات التي يطلقها الطاقم الحكومي أو الدبلوماسي، وتعتبر ما يحدث في المشهد الوطني مجرد شطحات إعلامية ليس إلا.

على صعيد آخر، أكدت بعض المصادر الخاصة أن هذه الحملة التي أطلقها البعض ضدّ الوزيرة جاءت من جريدة إلكترونية مغربية "هبة بريس" وكان قد سرب الخبر لهم أحد الإعلاميين المصريين من الذين قاموا بتغطية نشاط ثقافي أقيم بمصر ووسم بـ"ربيع الشعر"، وكان من بين المشاركين في فعاليات هذا الملتقى الذي رفض عدد كبير من المبدعين العرب المشاركة في فعالياته لأنه يمجد لـ"الثورات العربية" والتيار الإسلاموي الذي صاحب هذه الثورات، لكن أحد الإطارات في الحكومة الجزائرية وهو شاعر معروف بالمشهد الجزائري، شارك في هذه التظاهرة وأثناء دردشة هامشية له مع مراسل للموقع الإلكتروني المغربي ذاك، تحدث عن واقع المشهد الثقافي في الجزائر وبالتحديد بعد إشراف خليدة تومي على الوزارة، ووصل النقاش إلى الحديث عن مواقف الوزيرة من الإسلام والمسلمين وكمثال عن هذه المواقف طلب منه البحث عن كتابها ذلك ومعرفة طبيعة أفكارها، التي عبرت عنها في ذلك العمل الذي صدر عام 1995، وكيف غيّرت من مشهد الثقافة الجزائرية منذ توليها الوزارة، وقام هذا الإعلامي بعد ذلك بكتابة الخبر في الموقع الإلكتروني للجريدة المغربية تلك، قبل أن يتم تداوله على نطاق واسع داخل الجزائر وخارجها، ويحدث ضجة إعلامية واسعة من قبل المثقفين وصلت إلى حدّ مطالبتهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بضرورة إقالتها من الحكومة، لكن هذه النداءات لم تجد آذانا صاغية لحدّ كتابة هذه الأسطر.

وأثناء جولة لنا بعدد من المكتبات الكبرى بالعاصمة، للبحث عن هذا العمل، أكد لنا عدد من مسيري تلك المكتبات أن هناك طلبات كثيرة على هذا الكتاب، ورغم أنه غير متوفر في الجزائر الآن إلا أنه من غير المستبعد أن يتم توفيره للقارئ الذي يدفعه الفضول لمعرفة محتوياته، كما لم يستبعد هؤلاء فكرة أن يتم جلبه من الخارج أو طلبه من ناشره الفرنسي وبيعه في المكتبات الجزائرية لكون قرار منعه من التداول بيد وزارة الثقافة التي تشرف عليها خليدة تومي صاحبة تلك الأفكار، ومن غير المنطقي أن ترفض وزارتها أفكاراً تبنتها عن قناعة هي وعائلتها، يحدث كل هذا أمام صمت وسط الفاعلين في المشهد السياسي والحكومي، حيث حاولنا الاتصال بعدد من الفاعلين في المشهد السياسي للاستفسار عن أسباب تبني الحكومة الجزائرية لأفكار وزيرة تمثل هذه الحكومة وهي أفكار أقل ما يقال عنها إنها تحرض على تفشي ظاهرة الإساءة للإسلام وللمسلمين وتعبر عن فكر إلحادي.

 

 

من نفس القسم الوطن