الوطن

باريس تتفاوض سرا مع "الإرهابيين" لتحرير رعاياها

بعد إطلاق سراح رهائن فرنسيين في الكاميرون

 

 

القاعدة تحذر موريتانيا بعد انضمامها لحلف محاربة عناصرها في مالي

 أعلنت فرنسا أمس، أن مختطفين فرنسيين كانوا محتجزين منذ فيفري الماضي لدى جماعة بوكو حرام في نيجيريا عقب اختطافهم من شمال الكامرون، قد تم اطلاق سراحهم ليلة أول أمس، عقب مفاوضات سرية أجرتها الحكومة الفرنسية مع الجماعة الخاطفة، وهو ما يرجح استمرار فرنسا في دفع الفدية والتحاور مع  "الارهابيين"، مما يؤكد أنها تتفاوض حاليا بشأن رهائنها لدى تنظيم دروكدال في شمال مالي.

 

 

أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن العائلة الفرنسية المختطفة من طرف جماعة بوكو حرام منذ 19 فيفري الماضي، قد تم إطلاق سراحها فعلا، وقال خلال مؤتمر صحفي في باريس أمس الجمعة: "تحدثت الى الاب ( رب الأسرة ) صباح الجمعة... أبلغني عن مدى سعادته وارتياحه". وأضاف هولاند "أنها راحة هائلة وسيضاعف ذلك من إصرارنا على الافراج عن الرهائن الباقين". وكان يلمح للفرنسيين المحتجزين لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي منذ 2011، وجاء الاعلان عن إطلاق سراح المختطفين الفرنسيين في الكامرون، أمس، حيث صرح الرئيس الكاميروني في بيان أذيع عبر الإذاعة الوطنية، وقال فيه إن "رئيس جمهورية الكاميرون بول بيا يعلن للرأي العام الوطني والعالمي ان الرهائن الفرنسيين السبعة الذين خطفوا في 19 فيفري 2013 في دابانغا (شمال الكاميرون) سلموا ليلة الخميس إلى الجمعة) الى السلطات الكاميرونية". وأوضح البيان أن "تانغي فورنييه وزوجته ألبان وشقيقه وأولادهم الاربعة سالمون"، معبرا عن شكره "لحكومتي نيجيريا وفرنسا على مساعدتهما"، وأكدت الرئاسة الفرنسية أن وزير الخارجية لوران فابيوس في طريقه للكاميرون للتكفل بنقل الرهائن الى موطنهم فرنسا. 

 لكن ما يثير الغرابة في هذه القضية، هو ما جاء في تصريح هولاند بالقول: "إن مفاوضات سرية جرت على مدى الاسابيع القليلة الماضية لتحقيق الافراج عن الرهائن"، لكنه في نفس الوقت، نفى دفع أي فدية لما قال "لم تغير فرنسا من موقفها القائل بعدم دفع أي فدية"، لكن فرنسا كانت من قبل قد أكدت أنها لا تتفاوض مع من تسميهم "الارهابيين"، وأنها لا تدفع فدية مقابل تحرير رهائنها، بينما أكدت عدة تقارير سبق نشرها، أنها قدمت فعلا مبالغ مالية من أجل ذلك، فهي

تفاوضت مع عناصر جماعة بوكو حرام  "الاسلامية" التي تنتمي إيديولوجيا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي من أجل إنهاء مأساة اختطاف استمرت شهرين نفذت بين نيجيريا والكاميرون، وبالضبط بعد نحو عشرة كيلومترات من حدود نيجيريا، والأكيد، أن فرنسا تواصل نفس سياستها المتبعة منذ ساركوزي، كما يتضح أن المفاوضات مع تنظيم دروكدال لاطلاق سراح رهائن فرنسيين محتجزين في الساحل الافريقي متواصلة في السر. في ذات السياق، تظهر فرنسا معارضة شرسة لمن يتفاوض مع  "الارهابيين" ويدفع الفدية، حيث يستمر الخلاف مع دول أخرى بشأن تحرير الرهائن عن طريق دفع المال.

غير بعيد عن ذلك، يتواصل الغموض بشأن مصير الرهائن الجزائريين المحتجزين لدى "التوحيد والجهاد" منذ نحو عام، حيث لم تظهر ملامح انفراج في القضية برغم العديد من المحاولات للتفاوض بشأنهم.

 الى ذلك، حمّل تنظيم ما يسمى بـ "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" الرئيس الموريتاني، مسؤولية ما ستجلبه موريتانيا من خلال دخولها الحرب ضد العناصر "الجهادية" في شمال مالي، متهما الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالبحث عن ذريعة للزج بموريتانيا في ما وصفها التنظيم بالحرب بالوكالة. وبدأ الإعداد للتدخل في مالي منذ قرابة عام، وقال التنظيم في أجوبته لمجموعة من الصحفيين على حسابه على "تويتر" إن لديه ما وصفها بالتقاير الموثوقة التي تثبت تحضير موريتانيا لهذا التدخل منذ أكثر من عام، مضيفا أنه بدأ تدريب وتجهيز فرق خاصة منذ فترة، وأن وصل أوان تخرجها. ورأى التنظيم الارهابي في إجابته لأحد الأسئلة، أن هدف الحرب في مالي هو ضمان استمرار تدفق اليورانيوم إلى مفاعلات فرنسا النووية، والذهب إلى بنوكها الربوية، داعيا من وصفهم بأهل العقول الراجحة إلى منع الحكومة الموريتانية ورئيسها ولد عبد العزيز من الزج بهم في قتال أبنائهم وتجنيب البلد حربا بالوكالة يكون ضحاياها أبناؤهم من الجانبين. وأكد انسحاب أمير الملثمين مختار بلمختار المعروف بخالد أبو العباس من تنظيم القاعدة، رافضا تأكيد الأنباء التي تم تداولها حول مقتله أو نفيها، مشيرا إلى أن لكتيبة الملثمين ناطقا رسميا باسمها، ويجب أن يوجه السؤال إليه.

 

مصطفى. ح

 

من نفس القسم الوطن