الوطن

الإقتيات السياسي من جنائز الرؤساء!؟

بحضور رسمي واسع وإجراءات أمنية مشددة قلّلت من الحضور الشعبي

 

 

 

ووري أمس الرئيس والمجاهد علي كافي الثرى بمقبرة العالية وهذا بحضور رسمي وكبير وواسع وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ورؤساء المجالس، الشعبي، والأمة، والدستوري، وكذا الوزير الأول ومعظم مؤسسات الجمهورية، العسكرية منها والمدنية، مع إجراءات أمنية جد مشددة، كان من آثارها أن توقفت حركة المرور بجانب مقبرة العالية لأزيد من ساعة ونصف، مما تسبب في غضب وقلق المواطنين الذين علقوا على الجنازة وصبوا جام غضبهم على توقيف المرور بشكل مطلق.

وجوه سياسية كثيرة حضرت الجنازة أمس، بدءا من أعضاء المجلس الأعلى للدولة السابقين، الجنرال خالد نزار، علي هارون، رضا مالك، مرورا بمن كانوا مسؤولين في حقبة رئاسته للدولة كـ (عبد السلام بلعيد، ووزراء سابقين)، كما ميّز الجنازة حضور الأسرة الثورية والتي أوكلت الكلمة التأبينية فيها لوزير المجاهدين محمد الشريف عباس، الذي أشاد بخصال الفقيد وتاريخه النضالي، معرّجا على مختلف المراحل التي مر بها الراحل، مركزا على وطنيته الصادقة وتشبثه بالقيم النوفمبرية، كما كان للمناصب الدبلوماسية في فترات كبيرة من عمره، الدور البارز في صقل شخصيته، وركز على أنه كان أحد العقداء العشر في الثورة الجزائرية، وأنه كان من منظمي مؤتمر طرابلس التاريخي، وكان لافتا ذكر اسم الرئيس بوتفليقة في تأبينية شريف عباس لما أشار إلى أنه كان سفيرا في الفترة التي كان بوتفليقة وزيرا للخارجية.

 ولم يمر وجود عبد العزيز بلخادم في الوفد الرسمي لأعلى المسؤولين في الدولة، على أعضاء اللجنة المركزية للأفلان، الذين انتقدوا وجوده مع الوفد، واعتبروه فرض نفسه على الوفد، في حين علق آخرون أن وجوده على خلفية أنه كان رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق، وأنه لن يتجرأ أن يدخل في الوفد بدون دعوة، وسيكون لهذا الحضور تداعيات في مستقبل التنافس على قيادة الأمانة العامة لجبهة التحرير الوطني.

اختار أحمد أويحيى في الجنازة التترس بمجموعة من الضباط السامين للجيش الوطني الشعبي، وأراد بذلك أن يمرر رسالة أنه لازال حاضرا في ذهن المؤسسة الصامتة، وتجنب محاورة المدنيين. 

 معظم قيادات الأحزاب كانت حريصة على البحث عن "الكاميرا" وعلى التواصل مع المسؤولين الذين لا يردون على الهواتف، فحضر كل من بلعياط، وأبو جرة، وربيعي، وموسى تواتي، وجهيد يونسي، وبن عبد السلام، وأحزاب أخرى، بمن فيهم الوزراء (غول، عمارة بن يونس، وبلقاسم ساحلي)، وكان الحديث يدور حول الدستور، والوضع الاجتماعي، كما لم تغب الحركات التصحيحية لبعض الأحزاب عن السؤال والتعليق.

وحضرت أيضا شخصيات وطنية خصت برعاية خاصة منها علي بن فليس، كما كانت حوارات خالد نزار ونقاشاته مع مختلف الحضور بمن فيهم بعض الصحافيين ملفتة للانتباه، وشد البعض وجود وزير الاتصال محمد السعيد ورئيس حزب الحرية والعدالة طوال الجنازة، مرافقا للسيد أحمد طالب الإبراهيمي الذي يعتبر والده السياسي.

كما لاحظ الحضور تمتع الرئيس بصحة جيدة رغم كبر السن، واستمراره في مراسيم الجنازة بكل ما تقتضيه البروتوكولات الرسمية في الجنازة.

وعلى خلاف الجنائز الرئاسية السابقة، لوحظ حسن التنظيم ولم تترك أية شاردة أو واردة إلا وأخذت بعين الاعتبار، وكان لحسن الأداء واللغة السليمة، التي ميزت كلمة التأبين، أثرها على الحضور، كما كان للدعاء الذي ألقاه أحد الأئمة دون تلكأ، علامة أخرى في الرغبة في إدارة الأخطاء السابقة.

وككل الجنازات، غاب الرئيس السابق ليامين زروال وكان محل تساؤل واستنكار من كثير من الحضور.

 

 

 

 

من نفس القسم الوطن