الوطن

رئاسة فينزويلا تنتقل من بائع للحلويات إلى سائق للباص

فينزويلا تنتخب رئيسها اليوم وسط ترجيحات بفوز مادورو

 

 

تنطلق اليوم بفينزويلا انتخابات الرئاسة لمرحلة ما بعد الاشتراكي هوغو تشافيز، وهي الانتخابات التي يتنافس فيها كل من زعيم المعارضة الفينيزويلية هنريكي كابريليس، ونائب الرئيس نيكولاس مادورو، وهما القطبان المختلفان في الطروحات من اشتراكي مناهض للامبريالية، ينادي باستغلال النفط بعيدا عن المنظومة الاشتراكية مما سيزيد من حدة التنافس، ووسط كل هذا، تشير التوقعات إلى حظوظ أوفر لمادورو كي يفوز في انتخابات أوصلت بائع الحلويات تشافيز إلى الرئاسة في بلد قوي نفطيا، فهل سيخلفه سائق الباص مادورو هذه المرة؟

 

تجري الانتخابات الرئاسية في فينزويلا اليوم الأحد في ظروف استثنائية، حيث شاعت أخبار أمس عن فنزويلا تحبط مؤامرة لتعطيل انتخابات الرئاسة، وورود اخبار عن احتمال تدخل أمريكي من أجل ترجيح الكفة لصالح مرشح المعارضة، فالفينيزوليون يتجهون اليوم كما هو مقرر، إلى مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد للبلاد بعد وفاة زعيمهم هوجو تشافيز الذي حكم البلاد على مدار 14 عاما، جراء إصابته بمضاعفات بسبب مرض السرطان الشهر الماضي.

هذه الانتخابات التي نظمت بشكل استثنائي بعد شغور منصبل الرئيس، يشارك فيها قرابة 19 مليون ناخب فنزويلي مسجلون في نحو 14 ألف مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد، وقد تم السماح بالتصويت الإلكتروني في جميع المراكز، كما تقرر أن تنشر فنزويلا قوة خاصة من 125 ألف عنصر للسهر خصوصاً على حوالي 13600 مكتب اقتراع.

وفي هذا الموعد الاستحقاقي الهام، سيحدد الشعب الفينيزويلي مصير نظام الحكم في البلاد، بين اختيار رئيس يواصل النهج الاشتراكي التشافيزي المعروف بكونه كان يساريا مناهضا لسياسة أمريكا والغرب الامبريالي، أو النهج المناهض للاشتراكية والمطالب برأسمالية على طريقة الغرب يكون فيها للشعب نصيب اوفر من عائدات النفط، والآن يجري التنافس على منصب رئيس الجمهورية الفينيزويلية بين نائب تشافيز، وهو الرئيس المؤقت الحالي نيكولاس مادورو 50 عاما الذي يتبنى نهجا يساريا واختاره تشافيز ليخلفه، وإنريكي كابريليس 40 عاما، مرشح المعارضة الموحدة، وهذا الأخير، كان قد ترشح في آخر انتخابات فاز فيها تشافيز، حيث كان قد تفوق على كابريليس بنسبة 55 % من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في أكتوبر 2012، لكن حالته ازدادت سوءا منذ منتصف ديسمبر ولم يتم رسميا تنصيبه لولاية جديدة لمدة ست سنوات. وتوفي تشافيز في نهاية المطاف في أحد مستشفيات كاراكاس في 5 مارس الماضي.

هل سيخلف سائق الباص بائع الحلويات؟

ينتظر من هذه الانتخابات أن يحدد الشعب الفينيزويلي مصيره، فإما التمسك بالمسار اليساري الشعبي أو التحول نحو اليمين، ويعتبر مادورو الأوفر حظا للفوز بكرسي الرئاسية ووإن حصل هذا فسيتبع مادورو حتما نفس السياسة التي كان تشافيز يتبعها، وهو ممارسة ما يسمى في فينيزويلا "أب الشعب ورئيس الفقراء"، فمادورو اليساري، والذي كان قبل عمله بالسياسة سائق باص، كسب ود وثقة الرئيس الراحل، الذي كان هو أيضا مواطنا عاديا في صغره، حيث كان بائعا للحلويات، ثم عسكريا، ثم وصل للحكم عن طريق انقلابه على منظومة حكم تتبع للامبريالية، فمادورو من خلال حملته الانتخابية، وعد بأنه سيكون بمثابة الأب والرئيس بالنيابة عن الفقراء، حيث ركز في حملته الانتخابية على استمرار تطبيق الاشتراكية مع ضمان المزيد من الديمقراطية التي يقر الشعب بوجودها في بلد ظل ينظر إليه على أنه نظام شمولي يقف في وجه تقدم فينيزويلا، بينما اثبت فوز تشافيز مجددا بالرئاسة ثقة الشعب في نفس النهج المتبع.

المعارضة تعول على كابريليس لخلافة تشافيز 

يعد كابريليس (44 عاماً) حاكم ولاية ميراندا (شمال)، على أنه أشرس منافس لليسار المتمثل في مادورو حاليا، فقد ظل ينشط ويعارض برغم هزيمته أمام تشافيز في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر الأخير (55% في مقابل 44%)، وركز المترشح للرئاسة كابريليس، على التنديد بمؤامرات «اليمين الفاشي» و«البورجوازية» المتحالفة مع «الأمبريالية الأمريكية، في خطوة لجلب المزيد من الأنصار لصالحه، وفي حملته وصف منافسه مادورو بأنه كاذب، وحث الشعب على عدم تصديق «أكاذيبه». 

 فينزويلا قوة محورية في أمريكا اللاتينية

يؤيد العديد من الفينزويليين، منظمي الحكم الحالية في بلادهم، فهي حسب بعض التقارير، تعتبر في نظر الشعب، طريقة كفيلة بضمان احتياجات الشعب واكتفاءه الذاتي، وفقا لما وفرته من البرامج الاجتماعية التي يتم تمويلها من عائدات النفط، إذ تملك البلاد أحد أكبر احتياطي في العالم بينما يعاني قرابة 30% تقريباً من السكان البالغ عددهم 29 مليون نسمة من الفقر، فهي بذلك، قوة اقتصادية قادرة على التكفل بشعبها، فبالنظر إلى مقومات الاقتصاد الفينيزويلي، نجد أنه يعتمد على عدة مصادر أهمها البترول الذي يشكل 80% من صادرات فنزويلا. وهي الدولة الرابعة عالميا في مجال تصدير البترول. وهي ثالث دولة تزود الولايات المتحدة بالبترول، وعائدات النفط تفوق 20 مليار دولار. وبرغم ذلك، تبقى تقف في وجه الأنظمة الامبريالية التي لا تعجبها طريقة تعامل فينيزويلا مع جيرانها، حيث تدعم كوبا وبعض الدول الأخرى بالنفط، مما جعل المعارضة تراه سياسة عمياء وترفضها، حيث تطالب دوما بضرورة استنفاع الشعب من خيرات بلاده النفطية. 

مصطفى. ح

 

 

 

 

من نفس القسم الوطن