الوطن

بطالو غرداية يطالبون السلطة بوضع حدّ لتجاوزات الإدارة

 

 

 

طالب مئات المواطنين من الشباب البطال بولاية غرداية، الحكومة بضرورة وضع حدّ للتجاوزات الخطيرة التي تنتهجها ضدهم الإدارة بمدينة غرداية شأنهم في ذلك شأن مئات البطالين الآخرين في مدن بالجنوب الجزائري، وأكد هؤلاء خلال الوقفة الاحتجاجية التي قاموا بها صبيحة أمس وحتى منتصف النهار، بوسط ساحة أول ماي بمدينة غرداية، أحقيتهم في الحصول على مناصب عمل والعيش بكرامة، في هذا الوطن الذي يحتفي بمرور 50 سنة عن استقلال الجزائر.

وقال رئيس اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، الطاهر بلعباس في تصريح له لـ"الرائد" أمس، إن وقفة الأمس، شهدت توافد العديد من أبناء وسط الولاية، بعدما تعذر على شباب البلديات المجاورة الدخول إلى الدائرة الإدارية بأمر من رجال الأمن الذين قاموا بغلق كل المنافذ والطرقات المؤدية إلى وسط المدينة، محاولين بشتى الطرق إجهاض هذه الوقفة من خلال منع الآلاف من الشباب من أبناء الولاية من الوصول إلى ساحة الحدث، منتهجين في هذه الخطوة كل سبل القمع من سب وشتم واعتداء على هؤلاء من أجل منعهم من الوصول إلى ساحة أول ماي، وهي ذات السياسة التي اعتمدتها فرقة قمع الشغب للأمن الوطني، تجاه المتجمهرين بالساحة، حيث تم استعمال القوة ضدهم وحصارهم حتى لا يتجه هؤلاء إلى مقر الولاية.

ونوه المتحدث إلى أنه ورغم محاولات هؤلاء لتجنب الاحتكاك مع رجال الأمن، إلا أن الأمن سعى بشتى الطرق لممارسة ضغوطات على أعضاء الرابطة والمناضلين فيها من شباب المنطقة، إلا أنهم فشلوا في ذلك بدليل أن الأمن قام بالتعرض للمحتجين جسديا تماما كما حدث في الوقفات السابقة، من جهتها عملت الإدارة على قطع خطوط الهاتف النقال عن مقر الدائرة، بالإضافة إلى تذبذب في شبكة الإنترنيت، ما أدى إلى صعوبة التواصل بين مختلف بلديات الولاية.

وجدد المتحدث، مطالب الشباب البطال الذي يريد الحصول على منصب شغل بعيداً عن البيروقراطية التي تمارسها الحكومة_حسب رأيه_، تجاه شباب الجنوب، ولعل ما يحدث في منطقة ورقلة خير دليل على ذلك، حيث يرى بلعباس أن الأحداث التي تجري هناك هي أحداث مفتعلة من قبل أعداء أبناء المنطقة الذين يسعون إلى تقديم صورة مغايرة عما يحدث هناك.

وردد المحتجون في هذه الوقفة شعارات للحكومة يطالبون فيها بحقهم في مناصب العمل والكرامة، منددين في الوقت ذاته بسياسة الإقصاء والتهميش والجهوية والمحسوبية التي تمارسها الإدارة ضدهم، وأكد بلعباس على أن اللافتات التي حملها شباب الولاية أكدت حرص هؤلاء على تمسكهم بوطنيتهم ووحدة الوطن، داعين السلطات المعنية إلى ضرورة النظر إلى مطالبهم هذه بعيداً عن الأطر السياسية التي من شأنها أن تدخل الجزائر في دوامة.

يذكر أنّ اللجنة ضربت موعداً مع هذه الوقفات ومع المساندين لسياستها وبرنامجها في الـ 16 من الشهر الجاري بولاية الجلفة، تتبعها بعد ذلك وقفات أخرى في عدّة مدن جزائرية.

في غضون ذلك، اضطرت السلطات المحلية لولاية ورقلة إلى استخدام القوة العمومية لطرد المواطنين من السكنات الشاغرة التي تم احتلالها بالمدينة الجديدة لورقلة بعد اشتباكات عنيفة مع المواطنين الذين رفضوا الخروج منها، ما تسبب في وقوع عدة جرحى، فيما تحدث البعض عن سقوط عدد من القتلى. 

وقامت قوات مكافحة الشغب بعد صلاة العشاء من ليلة الجمعة بمداهمة السكنات الشاعرة، التي قام عشرات المواطنين الغاضبين من الاستيلاء عليها بعد الإعلان عن قائمة المستفيدين من حصة 680 سكن يوم الأربعاء الماضي، وسط اتهامات بإقصاء المواطنين المحتجين فعلا إلى سكنات ومحاباة مستفيدين أودعوا ملفاتهم منذ عام واحد، فضلا عن وجود غرباء عن الولاية وعدد كبير من العنصر النسوي، واستعملت قوات مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع لمواجهة عشرات المواطنين الغاضبين، والرافضين مغادرة السكنات، وسط حالة من الرعب لدى الأحياء المجاورة جراء القنابل المسيلة للدموع وصراخ المواطنين، خاصة وأن العملية كانت خلال الليل وحتى ساعات متأخرة منه، سقط خلالها بعض الجرحى، ومع تزايد رقعة الاحتجاجات جمدت الداخلية رسميا قائمة السكنات محل النزاع، لإعادة مراجعتها والنظر في الطعون ومدى صحة الاتهامات، كما وصلت إلى الولاية تعزيزات أمنية من عدة ولايات أخرى كتيزي وزو وبسكرة والاغواط.

وشهد أحد أكبر الأحياء بولاية ورقلة مساء أول أمس وحتى صبيحة أمس، مشادات عنيفة بين المواطنين المحتجين وعناصر الشرطة استخدمت فيها المتاريس، والعجلات المطاطية، هذا وبدأت اللجان الشعبية المكونة من أبناء المنطقة، تتشكل في كل حي من أحياء المدينة، من أجل الدفاع عن أحيائها والمرافق المتواجدة بها من المخربين واللصوص والذين يأتون من أماكن أخرى بهدف تحويل مسار هذه الوقفات الاحتجاجية، ويعمل هؤلاء حسب ما تداوله أبناء تلك الأحياء عبر صفحاتهم الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، على طرد كل من يعمل على تخريب الممتلكات العامة والذي يقوم بعمليات التخريب من أجل التخريب فقط، كما تواصلت الاشتباكات والمواجهات بأكبر أحياء الدائرة.

وكانت أنباء قد تحدثت عن وفاة شاب، من حي سكرة بسبب الغازات المسيلة للدموع التي أطلقها رجال الأمن، وكذا صعوبة وصول الإسعافات إليه جراء غلق الطرقات، كما توفي شيخ من حي قريب لمكان الاحتجاجات جراء استنشاقه للغازات المسيلة للدموع.

خولة بوشويشي

 

من نفس القسم الوطن