الوطن

سنكون العصا الغليظة والعين الرقيبة مع النهضة

القيادي البارز في حركة وفاء التونسية، ازاد بادي، في حوار لـ "الرائد":

 

 

أكد القيادي في حركة "وفاء" التونسية، ازاد بادي، ان تشكيل الطاقم الوزاري لحكومة علي لعريض تم وفق منطق المحاصصة الحزبية وكانت اقرب الى تقسيم غنيمة، ووصفها بهيئة انتخابية موسعة، مشيرا الى تمسك حركة النهضة الى آخر المفاوضات، بأهمية تواجد حركة وفاء في الائتلاف الحكومي، ونفى ما تم تداوله من ان حركة وفاء ارادت حقيبة وزارة العدل بالذات في شخص رئيسها عبد الرؤوف العيادي، وقال إن قررنا وصرحنا قبل المفاوضات ان العيادي غير معني بأية حقيبة، موضحا أن "علاقتنا مع النهضة وبقية الاحزاب على حد سواء نقيمها على اساس مدى التجاوب مع اهداف الثورة، وسنكون العصا الغليظة والعين الرقيبة مع كل قرار يتجه ضدها بما فيها حركة النهضة.

 

ما هي قراءتكم لحكومة علي لعريض بعد ان استقر حالها على احزاب الترويكا والمستقلين؟ 

كانت القاعدة الاساسية لهذا التحوير الوزاري هو توسيع الائتلاف السابق ليشمل احزابا من خارج الترويكا، الا ان النهضة، المؤتمر والتكتل فشلوا في ذلك، الامر الذي جعل حركة وفاء ترى في الطاقم الوزاري الحالي استنساخا لحكومة حمادي الجبالي، خاصة وان التشكيلة الجديدة ضمت عديد الاسماء من الحكومة السابقة الذين حافظوا على مناصبهم او تقلدوا مسؤوليات أخرى. نحن نرى ان فشل حكومة حمادي الجبالي مرده فشل السياسات وربما غيابها عن المشهد التونسي بالشكل المطلوب، وايضا فشل الاشخاص وعدم قدرتهم على تحقيق مطالب الشعب، لذلك نحن نقرأ هذه التشكيلة على اساس انها استمرار لسابقتها على مستوى المسؤوليات والاشخاص والسياسات، ونراها كهيئة انتخابات موسعة رئيسها علي لعريض، على اعتبار انها اختزلت استحقاقات هذه المرحلة في التمهيد للتوجه نحو صناديق الاقتراع.

وما هي الأولويات التي ترون في حركة وفاء أنها ضرورية في الوقت الحالي؟

من الاولويات المطروحة التي ترى حركة وفاء انها ضرورية ومستعجلة هي تفكيك منظومة الفساد والاستبداد عن طريق المحاسبة، الكشف عن الارشيف لتمكين الشعب من الاطلاع على الحقائق، إصلاح المنظومة الامنية والقضائية، ومكافحة ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة.

وهل باستطاعة الطاقم الوزاري بقيادة لعريض تحقيق ذلك حسبكم؟

 نحن نتوقع فشل حكومة علي لعريض في محاربة الفساد او مكافحة ارتفاع الاسعار وتدهور القدرة الشرائية، لعدة اعتبارات أهمها غياب الادارة السياسية واستمرار بالمقابل سياسة "الايادي المرتعشة" والمهادنة في محاولة لاكتساب مزيد من المواقع تمهيدا لضمان نتائج صناديق الاقتراع على حساب استحقاقات المرحلة ومطالب المواطنين. لقد انخرطت هذه الحكومة في التنافس بين النخب على حساب استحقاقات الشعب وعلى رأسها تحسين ظروف العيش.

لماذا انسحبت حركة وفاء من مفاوضات تشكيل الحكومة بعد أن كان حماسكم كبيرا للانضمام؟

نعم، كانت حركة وفاء متحمسة بشكل كبير للانضمام للحكومة الحالية، لكن ليس بغاية التواجد في التشكيلة وإنما لتصحيح المسار الخاطئ الذي سارت عليه حكومة حمادي الجبالي، وعلى هذا الاساس دخلنا المفاوضات وشاركنا في المشاورات، حيث كنا نرفض منذ البداية وبقوة منطق المحاصصة الحزبية، ونصر بالموازاة على ضرورة الاتفاق النهائي حول البرنامج قبل توزيع المناصب والحقائب، إلا ان العكس هو الذي حصل إذ انخرط الجميع في عملية محاصصة كانت أقرب الى تقسيم غنيمة، لنعلن انسحابنا من المشاورات.

ما هي الأهداف التي وضعتها حركة النهضة كأولوية خلال المشاورات؟

 تفاجأنا خلال المشاورات للأهداف التي وضعتها حركة النهضة كأولوية خلال المرحلة الحالية، إذ اختزلتها في العملية الانتخابية عوض التركيز على تحقيق أهداف الثورة ومطالب الشعب التونسي، لتتحول الحكومة الجديدة الى ما يشبه هيئة انتخابات موسعة هدفها فقط الإعداد للانتخابات القادمة.

هناك من يرى أن دعوتكم للمفاوضات هي مجرد مناورة من النهضة؟

النهضة كانت قد دعتنا في مناسبتين سابقتين للمشاورات في إطار توسيع الائتلاف في حكومة حمادي الجبالي قبل مبادرة علي لعريض، واستجابت حركة وفاء للدعوة وكانت ثابتة في مواقفها عندما اعتبرت الخيارات قبل الوزارات والسياسات قبل المسؤوليات، وهنا أود أن أشير الى ان حركة النهضة تمسكت الى آخر المفاوضات بضرورة تواجد حركة وفاء في الائتلاف الحكومي، الأمر الذي يجعلنا نستبعد الدعوة للانضمام لحكومة علي لعريض، مناورة للضغط على بقية الاطراف. في كل الحالات لم نكن منشغلين بالنوايا بقدر ما انصب اهتمامنا بالمشاركة في حكومة ثورية لا تكون "أياديها مرتعشة" كسابقتها. حركة وفاء كانت تسعى لحكومة مهمتها تصحيح الاوضاع وفتح الملفات والاقتراب أكثر من مطالب الشعب الذي كان الغائب الأبرز، لكن بعد الذي حدث اقتنعنا بأن حكومة لعريض ستنتهج نفس سياسات وخيارات سابقتها مع نفس العقليات والأشخاص.

هل حقيقة أن مطالبتكم بعدد من الحقائب هو السبب الأول للخلاف مع النهضة حسب ما تم تداوله؟

لم نبخل قط في التشاور حول الحقائب، وكنا قد قاطعنا الجلسات في مناسبتين تعلقتا بالحقائب الوزارية، حيث كنا نتمسك دائما بضرورة الاتفاق النهائي حول البرنامج. أما بخصوص ما تم ترويجه من أن حركة وفاء أرادت حقيبة وزارة العدل بالذات في شخص رئيسها عبد الرؤوف العيادي غير صحيح، باعتبار أننا قررنا وصرحنا قبل المفاوضات أن العيادي غير معني بأي حقيبة، وما كنا نعيبه على المشاورات هو تخصيص جلسات ماراطونية لتوزيع المناصب على حساب صياغة البرنامج.

كيف ستكون علاقتكم مع النهضة مستقبلا؟

علاقتنا مع النهضة وبقية الاحزاب على حد سواء نقيمها على أساس مدى التجاوب مع أهداف الثورة واستحقاقات المرحلة، لا على أساس الولاء لهذا أو ذلك، وكما كانت حركة وفاء دائما، ستكون مع أي طرف يتخذ أشواطا مع الاستحقاقات التي تتجاوب مع أهداف الثورة، وستكون العصا الغليظة والعين الرقيبة مع كل قرار يتجه ضد الثورة التونسية بما فيها حركة النهضة، سواء داخل المجلس التأسيسي أو على مستوى العمل الحكومي.


حاوره في تونس: أنس الصبري

 

من نفس القسم الوطن