الوطن
قطاع الصحة بالجزائر مريض وبحاجة ماسة لإصلاح
الأحزاب تنتقد تدني الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين وتجمع:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 أفريل 2013
تحيي الجزائر اليوم على غرار دول العالم الأخرى "اليوم العالمي للصحة" الموافق للسابع أفريل من كل سنة، في ظل منظومة صحية لازالت تشكو عديد النقائص والاختلالات جعلت من المواطنين خاصة الفقراء والمنتمين للطبقات الاجتماعية الهشة يعانون في "صمت"، في ظل عجز الدولة عن معالجة هذه الوضعية التي ما فتئت تنتقل من سيء إلى أسوأ، وتجعل المادة 54 من الدستور التي تنص على أن الرعاية الصحية حق للمواطنين مجرد حبر على ورق، نقلنا هذا الانشغال لعدد من الأحزاب السياسية الناشطة بالجزائر لاستقراء موقفها من هذه الوضعية، وقد أجمعت غالبيتها أن قطاع الصحة بالجزائر مريض يحتاج بدوره لعلاج سوء التسيير، ضعف التكوين، قلة الهياكل، وبالإجمال ضرورة إصلاح شامل لهذه المنظومة.
قاسة عيسي: المنظومة الصحية بحاجة إلى عقلانية في التسيير
قال المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى حزب جبهة التحرير الوطني قاسة عيسي في اتصال مع "الرائد" أمس إن المنظومة الصحية في الجزائر عرفت تطورات إيجابية خلال السنوات الأخيرة، إلا أن النقائص لازالت موجودة، وهي النقائص التي أرجعها إلى النمو الديمغرافي، قائلا إن الجزائر التي كانت تضم 9 ملايين نسمة قبل 50 سنة من الان، إلا أنها حاليا أصبحت تضم أزيد من 36 مليون نسمة، وأن هذا التطور جعل من الهياكل الصحية الموجودة غير قادرة على استيعاب الطلب الهائل للمواطنين للخدمات الصحية. وأضاف عيسي يقول إن الأمراض التي كانت موجودة سابقا ليست هي نفسها الأمراض التي انتشرت حاليا، فإن كان مرض السل هو المنتشر سابقا، وقد تم القضاء عليه وأصبح متواجدا بأماكن محدودة فقط، فإن تطور النمط المعيشي للسكان جعل أنواعا أخرى من الأمراض تنتشر كمختلف أنواع السرطانات وكذا الامراض المستعصية الأخرى، كما أن التركيبة البشرية للسكان المتكونة من 75 بالمائة من الشباب، وارتفاع المستوى المعيشي الذي جعل من متوسط عمر المرأة يرتفع إلى 70 سنة بعدما كان في السابق أقل من ذلك بكثير، جعل أن طلب الخدمات الصحية يزداد بكثير عن السابق، وبالمقابل عدم تطور الهياكل الصحية والمؤسسات الاستشفائية بالمستوى الذي يمكن من مواجهة هذا الضغط، يضاف إليها المشاكل المرتبطة بالجانب المهني للأشخاص العاملين بالقطاع. ويري ممثل الأفلان أهمية أن تدخل "العقلانية في التسيير" في هذا القطاع الذي يحتاج حسبه إلى إصلاح، قائلا إن الوزارة الوصية على هذا القطاع اسمها "وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات"، إلا أننا بالجزائر لم ندخل بعد مرحلة إصلاح هذه المستشفيات، التي لازالت تشكو ضعف التسيير بمسيرين غير قادرين على تجاوز مختلف المشاكل المطروحة.
جيلالي سفيان: الدولة ككيان لم تعد قادرة على التحكم في مسائل التسيير
قال جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد لـ"الرائد" إن قطاع الصحة ليس معزولا عن كل القطاعات الموجودة بالبلاد والتي تشكو كلها تدهورا في التسيير وتدنيا في الخدمات المقدمة للمواطنين، معتبرا أن الصحة كقطاع حيوي من القطاعات الهامة التي أصبحت تعرف خللا في التسيير،مما يشير إلى أن الدولة ككيان أصبحت غير قادرة على التحكم في مسائل التسيير وخلق الثروة في البلاد، وأمام هذه الوضعية من الطبيعي أن تتخلى الدولة عن كل الخدمات المقدمة بما فيه الصحية منها، وأن هذا الخلل في التسيير نتج عنه صورة لانحطاط كل المنظومات الخدماتية للمواطن. ويرى جيلالي سفيان أن علاج الخلل لابد أن يشكل الدولة ككيان إذ ليس من الممكن تطوير قطاع بمفرده دون الآخر، وأنه قد حان الوقت لإدخال إصلاحات عميقة على الدولة، قبل أن يتم إصلاح قطاعات أخرى تعرف بدورها وضعية كارثية، وخلص رئيس حزب جيل جديد إلى أن الحل يكمن في تغيير عميق على رأس الدولة واتخاذ قرارات على رأس جميع القطاعات، ومن دون ذلك يستحيل إدخال تعديلات جدية على اي قطاع بما في ذلك قطاع الصحة.
لخضر بن خلاف: وعود الوزراء المتعاقبين على قطاع الصحة جعل الشعب يسأم
اعتبر القيادي في جبهة العدالة والتنمية والنائب بالبرلمان لخضر بن خلاف في اتصال مع "الرائد" أن قطاع الصحة بالجزائر بقي يراوح مكانه لفترة طويلة مما جعل الخدمات الصحية المقدمة تنتقل من سيء إلى أسوأ، ليضاف إليها الاضطرابات الاجتماعية والاضرابات التي بدأت تعصف بالقطاع الصحي منذ سنة 2009 إلى يومنا هذا،قائلا إن قطاع الصحة لايزال يعاني من مرض وأن مرضه أصبح ظاهرا للجميع ولكل مواطن يتوجه للمؤسسات الاستشفائية أو العيادات الصحية من أجل
طلب خدمات علاجية، تضاف إليها المشاكل المرتبطة بنقص الأدوية وضعف التكفل الطبي، والمشاكل المهنية لعمال قطاع الصحة كلها جعلت من هذا القطاع قطاعا يبقى مريضا، وقال النائب بالبرلمان إنه إذا لم تتمكن الدولة من التكفل قريبا بانشغالات العمال، والتجهيزات الموجودة بالمستشفيات، وأماكن الاستقبال ستصل الأمور إلى الأسوأ، داعيا في هذا الصدد إلى فتح نقاش حقيقي وحوار مسؤول من قبل مسؤولي هذا القطاع والعمال، مشيرا إلى أن كل وزير يأتي على رأس قطاع الصحة إلا ويطلق الوعود ثم يذهب، وهذا ما جعل الشعب يسأم، وأضاف المتحدث أنه إذا لم يتم تصحيح الاختلالات والأخطاء الموجودة على مستوى القطاع، فسيبقى هذا الأخير على حاله لسنوات اخرى.
نعيمة لقليمي صالحي: كرامة المواطن الجزائري تنتهك بالمؤسسات الاستشفائية
قالت رئيسة حزب العدل والبيان نعيمة لقليمي صالحي إن المنظومة الصحية في الجزائر مريضة وزادت المواطنين مرضا، قائلة "إذا أراد المواطن الجزائري أن تنتهك كرامته ويمسح بها البلاط فليذهب الى المؤسسات العمومية الجزائرية"، واعتبرت صالحي أن المنظمة الصحية تدهورت سواء من جانب الأطباء أو الشبه الطبي أو الأدوية أو التجهيز ، مصرحة "لقد سألت ذات يوم مجموعة من الأطباء بمستشفى بن عكنون وقلت لهم ما دمتم بهذه القساوة واللاإنسانية كان الأجدر بكم ان توفروا على أنفسكم عناء دراسة الطب التي تستلزم مدة أطول بالنسبة لدراسة الهندسة المدنية كي تتعاملوا مع "الخرسانة" التي تعتبر جمادا لا يحتاج لإنسانيتكم، بدلا من إهانتكم للبشرية من خلال مهنتكم المعروفة عبر العالم بالمهمة الإنسانية وحكمتم أنتم عليها باللاإنسانية في الجزائر"، وأشارت صالحي إلى أن مهنة الطب مهنة إنسانية صارت بفضل المنظومة الصحية الجزائرية مهنة لاإنسانية.
كامل بن سالم: صرفنا الملايير لكن القطاع في تدهور مستمر
اعتبر الأمين العام لحزب التجديد الجزائري كمال بن سالم في تصريح لـ "الرائد" أمس أن الصحة مؤشر حقيقي تقاس به درجة تقدم الدول، وأن قطاعي الصحة والتربية من مقومات الدولة الحديثة والمتطورة، وأن حزبه مع شعار "الصحة للجميع"، مضيفا أن قطاع الصحة بالجزائر في تدهور مستمر بالرغم من الاموال الطائلة المصروفة في هذا المجال، وأن أول شيء يمكن أن يقاس به هذا التدهور يكمن لدى استقبال المواطنين، ثم آجال تقديم المواعيد، فالتكفل الطبي، وهذه وحدها كفيلة بأن تشكل "صدمة" لدى المواطن الجزائري الذي أصبحت الصحة هاجسه، وفي هذا الصدد أشار بن سالم إلى ضرورة تكوين العنصر البشري، وتوفير الكفاءة المهنية، واحترام أخلاقيات المهنة، وأضاف يقول إنه لا يمكن بناء دولة قوية أو اقتصاد أو مواطن صالح بدون قطاعات الصحة والتعليم، وهذا ما يجعل أنه إذا غابت الصحة تغيب الدولة، وأن الأداء الصحي في الجزائر لازال ضعيفا بالرغم من الشعارات الرنانة.
نسيمة ورقلي