الوطن

القطاع الصحي ببلادنا يسير الاستعجالات لا أكثر

ممثلو النقابات يشرحون واقع القطاع الصحي في الجزائر

 

 

 

اعتبرت مختلف النقابات الناشطة في قطاع الصحة بالجزائر أن المنظومة الصحية الجزائرية تشكو سوء التسيير الناجم عن التغيير الحاصل على رأس وزارة قطاع الصحة،وتعاقب العديد من الوزراء عليها، فبالرغم من أن قطاع الصحة يعد من القطاعات الحيوية باعتباره يهتم بصحة الانسان، أعلى الموجودات في هذا الكون، الا ان الواقع الحقيقي للمنظومة الصحية يعرف تدهورا وتدنيا للخدمات الصحية المقدمة للأسباب السالف ذكرها وأخرى شرحها ممثلو نقابات الصحة فيما يلي:

أرجع محمد يوسفي، رئيس النقابة الوطنية للممارسين الاخصائيين في الصحة العمومية تدهور الوضع الصحي في الجزائر، الى عدم وجود سياسة وطنية للصحة وعدم إعطاء الأولوية لهذا القطاع الحساس من طرف السلطات الخاصة، وأكد يوسفي أن عدم الاستقرار في وزارة الصحة وكل سنتين وزير، دليل على عدم إعطاء السلطات اهتماما كافيا لمنظومة الصحة وهو السبب الرئيسي في نظره في الوضعية المتدهورة التي آلت اليها المنظومة الصحية وخاصة القطاع العمومي، رغم أن الحق الدستوري أعطى الاولوية كي يكون القطاع العمومي في الصدارة، كما كشف الدكتور يوسفي ان الامكانات البشرية والمادية ببلادنا موجودة، إلا ان الاستثمار في هاتين الكفاءتين غائب، مضيفا ان حقوق الاطباء الاخصائيين مهضومة،ما يؤدي الى تغيير وجهة الاطباء المختصين من القطاع العام الى الخاص، لهذا_ يضيف يوسفي بقوله - "نسعى لإعادة الاعتبار للأخصائي كي يبقى بالقطاع العمومي " مؤكدا أن قطاع الصحة ببلادنا يسير الاستعجالات لا أكثر ،والدليل على ذلك عدم استطاعتها مواجهة تفشي عدة أمراض وعلى رأسها مرض السرطان، فمنذ أكثر من 25 سنة كانت المؤشرات واضحة انه سيكون ارتفاع في عدد الاصابات في السرطان، لكن سوء التسيير والتخطيط منعا من مواجهة المرض.

في ذات السياق، أيد الأمين العام لنقابة الشبه طبي،غاشي الوناس ما ذهب اليه الدكتور يوسفي بقوله إن سوء التسيير يكتسح القطاع الصحي والناجم عن عدم استقرار وزير الصحة والمسؤولين على رأس القطاع أكثر من سنتين ،فالمسؤول كي يقف على النقائص ويتداركها يستغل وقتا كبيرا خاصة انهم ليسوا مختصين في المجال، مضيفا انه بمجرد ان يهم المسؤول في الاصلاحات، يغير بآخر ما يكلف المسؤول الجديد البدء من الصفر، موضحا كلامه بالأزمة التي مست القطاع بنقص التلقيح الخاص بالاطفال ونحن في عام 2013 وهو الشيء الذي لم يحصل في الثمانينيات،مرجعا السبب لعدم الدراية الكافية بشؤون العمل من طرف المسؤول الخاص بهذا نظرا لحداثة منصبه ونقص تكوينه،كما أوضح غاشي أن الجزائر تحوي على طاقات بشرية ومادية لا بأس بها، لكن سوء التكوين يقف عائقا بينهما، لهذا دعا الامين العام لنقابة الشبه طبي بفتح مجال التكوين المتخصص بالجزائر كي يستطيع العامل بقطاع الصحة في مختلف الاختصاصات التحكم في الوسائل الحديثة من جهة والمساهمة في العلاج بالنسبة للأمراض الصعبة داخل الوطن دون اللجوء الى مستشفيات الخارج من جهة اخرى. معلنا ان الجزائر عرفت تطورا مؤخرا من حيث التزويد ببعض الوسائل الطبية الحديثة. وبشأن تطور الموارد المادية، فهذه المرحلة تميزت بنوع من الاستقرار من حيث الهياكل القاعدية، ومع هذا نسجل ارتفاعا محسوسا في عدد العيادات المتعددة الخدمات والمستشفيات.فهذه المؤشرات الصحية والتي تعبر إلى حد ما عن الحالة الصحية لأي بلد، لا تعبر هنا بأن الحالة الصحية للمجتمع الجزائري في تحسن بالرغم من التطور الذي لمسناه فيما يخص الهياكل القاعدية والموارد البشرية، إلا أن الأداء يبقى ضعيفا.

نبيلة مقبل 

 

من نفس القسم الوطن