الوطن
فرقاء " حمس " يجتمعون في جنازة والد سالم شريف
الجنازة تصنع ما عجزت عنه السياسة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 أفريل 2013
نجحت جنازة والد القيادي وأحد مؤسسي "حركة البناء " حاليا نصر الدين سالم شريف، في لم شمل فرقاء " حمس " فحظر الكل بداية بالرئيس الحالي لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني ورئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة بالإضافة الى رئيس حركة البناء الشيخ مصطفى بلمهدي بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من القياديين.
وكانت مقبرة "سيدي سميد " في برج منايل محجا لقياديي حمس سواء الحاليين أو السابقين، وجمعت الجنازة مختلف أطراف قيادات "حمس" السابقين ومن كافة الولايات نظرا لمكانة القيادي سالم شريف في المنظومة الحمسية سابقا. وظهر جميع القياديين هادئين وتناسوا الأمور السياسية عكس ما يحدث في جنازات السياسيين أين يجدها اصحابها مكانا مناسبا من اجل فتح العديد من الملفات، خاصة الحزبية منها والمتعلقة اساسا بالامور التنظيمية وما تشده أغلب التشكيلات الكبرى من هزات داخلية عصفت بالرؤوس الكبرى و"حمس" هي الأخرى لم تكن بمنأى عن هذه التغييرات التي طالتها هي أيضا. تميزت الجنازة بين الاخوة الفرقاء بالعلاقة الانسانية وتبادلوا اطراف الحديث ، ولكن بحكم قدسية المكان تجنب كل طرف الحديث عن مشاريع الوحدة في الوقت الذي تعودت هذه الاطراف على استغلال الجنائز لجعلها سياسية بامتياز. ولم تدر الاحاديث السياسية بين القيادات حول مصير الوحدة وتأسيس الحركة الجديدة من طرف قيادات سابقة في " حمس" و"التغيير" ورغم حضور ابو جرة الا انه لم يتطرق لميثاق الوحدة مع غريمه السابق مناصرة رغم ان فرصىة تواجدهما في نفس المكان لا تعوض ، اضافة الى مناصرة الذي كان من الممكن أن يستغل تواجد أبو جرة من اجل تقريب وجهات النظر ومناقشة مستقبل الحركة وبنود اتفاق الوحدة الذي لا يبدو واضحا لحد الآن خصوصا مع إيقاف تجميد " حرك التغيير " وإصرار مناصرة على استئناف نشاطات الحزب
وتعتبر برج منايل وولاية بومرداس أحد معاقل ـ" حركة البناء " برئاسة الشيخ مصطفى بلمهدي والتي لم تتأثر بموجة "الوحدة" التي طفت على سطح بعض القياديين في حمس السابقين والحاليين ، وكان حضور مصطفى بلمهدي للجنازة اجابة عملية بعدم تبنيه لخيار التقارب المتبع . الحضور الكبير للقيادات السياسية في حمس حاليا وسابقا بالإضافة إلى مناضلي المنطقة أثار فضول ابناء مدينة برج منايل خصوصا والأحزاب الاسلامية المذكورة تملك قاعدة جماهيرية كبيرة في المنطقة والتي لها تأثير في سياسة الحركات كيف لا ونصر الدين سالم شريف أحد ابناء المنطقة. يمكن القول أن الجنازة نجحت في جمع فرقاء " حمس " فهل ستنجح السياسة في جمعهم خصوصا وسط ميلاد الحزب الجديد " حركة البناء" امام احاديث بأن ولايات تابعة لحركة حمس بدأت خطى الالتزام بحركة البناء الوطني ، وماذا ستفعل الأحزاب الاسلامية في ظل التوتر الذي تشهده الجزائر والانتخابات الرئاسية على الأبواب وقبلها التعديل الدستوري وهل ستنجح هذه الأحزاب في إيجاد مرشح ينافس على كرسي الرئاسة؟
فيصل.ش