الوطن
القصاص.. القصاص من أجل حياة وأمن أبناء الجزائر
أئمة المساجد عبر الوطن يطالبون بلسان واحد في خطبة الجمعة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 مارس 2013
دعا معظم أئمة الجزائر خلال خطبة جمعة أمس والتي أثارت موضوع ظاهرة اختطاف الأطفال وقتلهم والاعتداء عليهم، إلى ضرورة العودة إلى تعاليم الدين الإسلامي وتطبيق القصاص في المجتمع الجزائري حتى لا تنتشر الفوضى وتعم الاضطرابات ، موجهين دعوات إلى المواطنين الجزائريين للتعاون مع مختلف الأجهزة الأمنية للتبليغ عن الجرائم المرتبطة بترويج المخدرات داخل مختلف الأحياء كونها السبب الرئيسي لإقبال المجرمين على القيام بأفعالهم الشنيعة.
وخصص غالبية أئمة مساجد الوطن خطبة الجمعة ليوم أمس للحديث عن هذا الموضوع، وهذا على إثر تعليمة وجهها وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله لأئمة مساجد الوطن يدعوهم فيها بتخصيص خطبة الجمعة، لظاهرة اختطاف الأطفال بالجزائر والعمل على التحسيس بخطورتها بما يسمح بالتقليل من هذه الظاهرة والوقاية منها، حيث أجمع أئمة مختلف مساجد الوطن على ضرورة العودة إلى الشريعة الإسلامية لمعالجة هذه الظواهر عن طريق تطبيق القصاص تبعا لما جاء في القرآن الكريم في آيات سورة البقرة "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم. ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون"، واعتبر أئمة المساجد أن العودة إلى الشريعة الاسلامية وتطبيق مبدأ القصاص يشكل أكبر رادع لكل من تسول له نفسه اختطاف الأطفال والاعتداء عليهم وقتلهم، كما اعتبر الأئمة أن غياب الوازع الديني لدى بعض الأفراد يدفعهم إلى اقتراف جرائم شنيعة، ومن هذا المنطلق جاء الإسلام وبيَّن أن كل إنسان مسؤول عما ارتكبه من جرائم، وأن العقوبة تقع عليه وحده ويتحمل تبعاتها.
كما دق أئمة المساجد ناقوس الخطر حول استهلاك وترويج المخدرات والمشروبات الكحولية بأوساط الشباب الجزائري، والتي جعلت من هذه الظاهرة تؤول إلى ما لا يحمد عقباه، حيث اصبحت الكثير من جرائم القتل التي تتم تحت تأثير هذه المواد المخدرة، وهو ما يستدعي تضافر جهود المواطنين مع مختلف الأجهزة الأمنية عن طريق التبليغ عن كل الأشخاص الذين يستهلكون أو يروجون لهذه المواد، خاصة وأنهم يكونون عادة معروفين لدى سكان الحي، وهو ما من شأنه القضاء على أحد العوامل التي تدفع بهؤلاء إلى اقتراف جرائمهم، ومن جهة أخرى تناول المشروبات الكحولية المحرمة في الاسلام والتي تؤدي بدورها إلى غياب عقل الانسان وخروجه عن وعيه.
وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله قد دعا خلال الأسبوع الماضي أئمة المساجد إلى تخصيص خطبة الجمعة مرة واحدة في كل شهر من أجل التحسيس والتوعية بظاهرة اختطاف الأطفال، وكانت العديد من فعاليات المجتمع من جمعيات وأحزاب سياسية وغيرها قد دعت بدورها إلى العودة إلى القصاص وتطبيق عقوبة الاعدام التي توقفت الجزائر عن تنفيذها منذ سنوات بالرغم من أن المحاكم الجزائرية تصدر أحكاما بالاعدام، إلا أن وزير الشؤون الدينية صرح بأن العودة إلى القصاص هي قضية شرعية وتنفيذه ليس مسألة فقهية، بل يتوقف ذلك على الدولة وعلى رئيس المجلس الاعلى للقضاء.
نسيمة ورقلي