الوطن

"اتفاقية سرية" لتنظيف موقع للتجارب النووية الفرنسية

وُقعت بين البلدين خلال زيارة هولاند العام الماضي

 

 

 

كشف مصادر فرنسية مطلعة عن مضمون وثيقة سرية تقضي بتنظيف مواقع التجارب النووية الفرنسية في الجزائر خلال سنوات السبعينيات وقعت خلال زيارة فرونسوا هولاند للعاصمة أواخر ديسمبر من العام الماضي حيث يتعلق الأمر بموقع تجارب غرب البلاد يسمى "ناموس".

وكشفت المجلة الفرنسية "جون أفريك" في عددها الأخير، أن الاتفاق الذي وُقع بين وفدي البلدين في حضور الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وهولاند أخذ "صفة السرية"، ويقضي بتنظيف فرنسا لموقع تجارب نووية قامت بها غرب البلاد خلال سنوات السبعينيات، وحمل اسم "ناموس"، والمعروف لدى الجيش الفرنسي بـ"ناموس ب 2 ". كما أضاف المصدر نفسه أن هذا الموقع بقي مكانا سريا إلى غاية 1997 عندما نشرت صحيفة "لو نوفال اوبسرفاتور" موضوعا حوله، لكن الخبر لم يأخذ صدى في الجزائر، حسب تعليق المجلة سالفة الذكر. القضية ستوكل لمركز الدراسات "دو بوشيه"، وهو مؤسسة للإدارة العامة للتسلح تقع في "فيرت لو بوتي بإيسون"، حسب المصدر الذي أشار إلى أن هذا المركز متخصص في المواد الكيميائية والحرب البيولوجية. وبيّن المصدر نفسه أن موقع ناموس هو موقع شبيه بتلك المواقع النووية التي أقامتها فرنسا بالجزائر، مشيرا إلى أن موقع ناموس ظل يعمل حتى عام 1980، وفق اتفاق بين السلطات الجزائرية والفرنسية، حسب المصدر ذاته.

ويشار إلى أن الصحيفة لم تشر إلى أي ولاية يقع فيها هذا الموقع إن كان في غرب الجزائر الشمالي أو الجنوبي، ومعلوم أن أغلب التجارب التي كانت قد قامت بها فرنسا كانت في الصحراء وأشهرها تجارب اليربوع الأزرق بمنطقة رقان بولاية أدرار، والمناطق القريبة منها، ولا يزال العديد من السكان يعانون من أثار هذه التجارب إلى اليوم دون الحصول على تعويضات.

وأشار البيان الختامي لوزارتي الخارجية الجزائرية والفرنسية خلال الزيارة التي قام بها هولاند إلى الجزائر يومي 19 و20 ديسمبر الماضي على أن الجانبين اتفقا على تسهيل تقديم ضحايا التجارب النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية أو ذوي الحقوق لملفات التعويض المحتمل، حيث تم الاتفاق على تحديد آلية نقاش بهذا الخصوص. ولمحت المجلة في مقالها إلى التساؤل عن سماح الرئيس الراحل هواري بومدين بقيام هذه التجارب في بلاده وهو الذي لا زال إلى اليوم رمزا في العلم الثالث ضد الامبريالية الغربية وضد التدخل الأجنبي في الجزائر.

وفي السياق ذاته، قال رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك الذي كان واحدا من أعضاء حزب جبهة التحرير المفاوض خلال اتفاقيات "إيفيان" أن هذه الأخيرة قد نصت على السماح لباريس بالقيام بتجارب نووية لمدة خمس سنوات بعد الاستقلال، ما يعني أن موقع ناموس تم خارج اتفاقيات "إيفيان".

محمد أميني


 

من نفس القسم الوطن