الوطن

هل تجدي المخاطرة بالشارع لكسب رهان الرئاسيات؟

مقدمات لحملات "الشعب يريد بقاء بوتفليقة "

 

 

 

 تحاول بعض الأطراف في الجزائر اللعب على وتر "الشعب" في تحديد معالم رئيس الجزائر القادم مع قرب موعد رئاسيات 2014، وتطرح من خلال ما تسرب من معلومات من قصر المرادية عن نوايا "الرئيس" في النزول عند رغبة الشعب "إن هو طالبه بعهدة رابعة، ويلوح في الفق من خلال المؤشرات الأولية أن مجموعات داخل الحكم ترغب في استنساخ تجارب استعمال الشارع عبر مسيرات عفوية لتحقيق ذلك، برغم "المخاطرة" باللعب على هذا الوتر، في ظل وعي شعبي وارتفاع الأصوات لتحقيق مطالب اجتماعية بعيدة عن السياسة، وظروف اقليمية ودولية قد لا تخدم هكذا أسلوب التي فقدت ذاك الدعم من الاحزاب كما تعودت، فهل هي قادرة على "مخاطرة اللعب بالشارع" للبقاء؟

يفهم من خلال ما تسرب من معلومات نقلتها "يومية وطنية" منذ يومين عن مصدر بقصر المرادية مقرب من الرئيس بوتفليقة، بأن هذا الأخير ربما قد لا يترشح للعهدة الرابعة إلا إذا كان ذلك نزولا عند رغبة الشعب الذي "زكاه من خلال مسيرات في 2009 ، لكن سواء كانت التسريبات من القصر الرئاسي صحيحة بخصوص نوايا الرئيس في الترشح أم لا، وعن وجهة نظره في التعديل الدستوري ونيته في استحداث منصب نائب الرئيس، صحيحة أم لا، فهذا يظهر من جانب آخر، رغبة أجنحة داخل دواليب الحكم في البحث عن إبقاء "الرئيس بوتفليقة في الحكم"  تحت مبرر الشعب طالبه بعهدة رابعة، ولطالما حرك الشعب عن طريق "مسيرات عفوية" لتمرير العديد من المشاريع منذ 1994 إلى 2009 ( العهدة الثالثة ) وقانون المصالحة الوطنية، لكن كل هذا، لا يخفي وجود تنافس بين أجنحة داخل السلطة تبحث في نفخ الجماهير نحو تحديد مصير الرئيس القادم للبلاد في 2014، فالأمر لا يتعلق فقط بشخص الرئيس بوتفليقة بعينه بقدر ما يتعلق بمن سيكون رئيس الجزائر، فالعد التنازلي نحو رئاسيات 2014 قد بدأ، وبدأ معه البحث عن وسيلة تتجاوز ما تعيشه الساحة السياسية من تغيرات، أهمها فقدان السلطة لذاك الثقل الذي استندت عليه في كسب رهان العهدات السابقة للرئيس، منها الأحزاب الكبيرة ( الافالان والارندي وحمس )، وهي أحزاب كانت تسبح في فلكها وتطوع وفقا لما تراه السلطة ناجعا لمصلحتها، أما الآن، فهناك واقع يسمى، تغير الخارطة السياسية وتغير واقع الأحزاب من الداخل،والطريقة التي تتعامل بها السلطة معها من خلال ترك المبادرة لأطاراتها ومناضليها وهو تغير مفصلي في هذه المرحلة، ويظهر هذا مثلا في حزب كـ " حركة حمس" التي أبدى اطاراتها وعيا سياسيا ساهم في خروجها من محيط السلطة، والأرندي هو الآخر الذي يعيش على وقع الصراع بين جناحين، ضف إلى ذلك، الحزب العتيد ( جبهة التحرير الوطني ) الذي لا يخدم وضعه الحالي خيار التوجه الى الشارع في تمرير مشاريع فرض مرشحين بالنسبة للرئاسيات، يضاف إلى هذا المحيط السياسي ككل، ما يشهده من بعد عن ثقة الشعب، الى جانب التوتر الأمني الحاصل في المنطقة ( الساحل )، وكذا ما يعرف بالربيع العربي، وما أظهره الشعب من وعي من خلال المظاهرات والاحتجاجات خاصة شباب الجنوب.

المراهنة التي تعول عليها بعض الأطراف من خلال ما تم تسريبه من قصر المرادية، هي الرغبة في تحريك الشارع للعهدة الرابعة، لكن مع الظروف الحالية التي تعيشها البلاد من احتجاجات على مطالب اجتماعية، وقضايا فساد ( سوناطراك)، لكن بأية طريقة؟ هل بالمسيرات العفوية التي ساندت الرئيس وأجلسته لعهدتين وثلاثة، تحت مبرر " الشعب أرادني أن أبقى "، وهل هي مضمونة النتائج، أم أن كثرة المخاطر قد لا تستطيع او لا يسمح لهذه القوى هذه المرة اللعب عليها، بالنظر الى الظروف غير المواتية، فتسييس الحراك الشباني في الجنوب لم ينجح، وبقيت مطالبه اجتماعية بحتة، فهذا خطر على الأجنحة المتصارعة في الرئاسيات، فالمخاطرة كبيرة والنتائج غير مضمونة، فهل ما لمح له مسرب المعلومات بشأن نوايا الرئيس حول الاستمرار في الحكم من عدمه، وتعيين نائب له ضمن مشروع تعديل الدستور، هي كلها تعبير عن نية لدى هذه السلطة في تحريك الشارع نحو تحديد معالم رئيس الجزائر المقبل ومدى رضاه في بقاء الرئيس الحالي برغم ما تميزت عهدته الأخيرة من أحداث؟

مصطفى. ح

 

 

من نفس القسم الوطن