الوطن

معاذ الخطيب يستقيل من رئاسة الائتلاف الوطني السوري

كان قد وعد بذلك إذا وصلت الأمور إلى خطوط حمراء

 

 

 

بدأت الأمور تأخذ منحى غير الذي رسم له من طرف ائتلاف المعارضة السورية تزامنا مع انعقاد قمة الدول العربية بالدوحة غدا الثلاثاء، حيث أعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري استقالته بعد وصول الأمور إلى خطوط حمراء، ثم إعلان الجيش السوري الحر عدم اعترافه برئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو، مما يؤكد أن اتفاق روما الذي جمع قوى فاعلة في لبنان برعاية الفاتيكان والولايات المتحدة، كان له كبير الاثر على خطوة الخطيب، بفعل الوضع في لبنان وتدخل أكثر من طرف كإيران واسرائيل في الخط.

وأعلن معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، استقالته من منصبه أمس، وذلك في بيان نشره على صفحته الرسمية في موقع "فايسبوك".وقال في بيان وجهه للشعب السوري أن "هناك واقعاً مرّاً وهو ترويض الشعب السوري وحصارُ ثورته ومحاولة السيطرة عليها". مضيفاً "كل ما جرى للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية، واعتقال عشرات الآلاف من أبنائه، وتهجير مئات الآلاف، والمآسي الأخرى ليس كافياً كي يُتخَذ قرارٌ دولي بالسماح للشعب أن يدافع عن نفسه".

وأشار الخطيب إلى محاولات دولية لتطويع الشعب السوري مقابل دعمه، موضحاً: "من هو مستعدّ للطاعة فسوف يدعمونه، ومن يأبَ فله التجويع والحصار". مؤكداً أنّ السوريين لن يتسوّلوا رضا أحد، وأنّ "باب الحرية قد فُتح ولن يُغلق، ليس في وجه السوريين فقط بل في وجه كلّ الشعوب".

وأكد الخطيب أن القرار السوري سوف يتّخذه السوريون، "والسوريون وحدَهم". وقال الخطيب إنّه كان قد وعد الشعب السوري، وعاهد الله أنه سيستقيل إن وصلت الأمور "إلى بعض الخطوط الحمراء"، مضيفاً "وإنّني أبَرُّ بوعدي اليوم وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني؛ كي أستطيع العمل بحرّية لا يمكن توفّرها ضمن المؤسسات الرسمية. وإنّنا لَنفهمُ المناصب وسائلَ تخدم المقاصد النبيلة، وليست أهدافاً نسعى إليها أو نحافظ عليها".

وينم كلامه هذا عن وجود عراقيل حالت دون تمكنه من الذهاب إلى الدوحة بكل حرية لتمثيل سوريا ما بعد الأسد، حيث يظهر أن الضغط جاء من جانب تحرك قوى لبنانية فاعلة تغذيها اطراف خارجية كإيران، الولايات المتحدة وجهات اسرائيلية، والتي اجتمعت في روما بدولة الفاتيكان وتحت رعاية أمريكية، كما كانت لتحرك هذه القوى بترتيب من الولايات المتحدة، اثر في التشويش على رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو، حيث اعلن الجيش السوري الحر أمس رفضه الاعتراف به رئيسا للحكومة بعد انتخابه منذ ايام من طرف الائتلاف السوري المعارض قبل أيام، بحسب ما أفاد به المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر أمس، وهذا التسارع في الأحداث بالنسبة لائتلاف المعارضة السورية، يأتي بالتزامن مع انعقاد اجتماعات وزراء الخارجية العرب تمهيدا للقمة العربية في دورتها الرابعة والعشرين في العاصمة القطرية الدوحة، خاصة وأن هذه القمة ستناقش الملف السوري.

مصطفى. ح

 

 

من نفس القسم الوطن