الوطن

الحراك سيستمر بالجنوب والسلطة تفشل في صد الاحتجاجات

الشباب أصبحوا لا يؤمنون بالخطابات السياسية الفارغة

 

 

فشلت السلطة في صد ثاني تجمع احتجاجي لشباب ولايات الجنوب في أقل من خمسة عشر يوما، حيث لم تؤت الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة عشية المسيرة المليونية الأولى أكلها، ولم يترك لها المجال حتى لاختبار ما إذا كانت ستطبق أو مجرد خطاب سياسي فارغ يعمل على تهدئة "ثورة" سكان ولايات الجنوب، خاصة أن تلك الإجراءات اعتبرها البعض "غير بريئة" من ناحية الزمن الذي تم فيه الاعلان عنها قبل أيام قليلة فقط من المليونية، وهو ما جعل الملاحظين وحتى منظمي المسيرة يعتبرونها مجرد تخدير وقتي واستباق للمسيرة التي أعلن عنها الشباب الذين أكدوا أنهم لا يطالبون بشيء سوى الاستفادة كغيرهم من ثروات بلادهم بصفة عادلة، في حين تواصل اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين نقل شرارة الاحتجاج إلى ولايات جنوبية أخرى خلال الأيام القليلة القادمة.

ويبدو أن كل وعود تطلقها الحكومة أو عدد من الوزارات لصد احتجاجات عمال قطاعاتها أو لمواجهة مشاكل أو مطالب مرفوعة لم تعد كافية لإيقاف الاحتجاجات وتفادي توسعها، لأن هؤلاء المحتجين أصبحوا لا يؤمنون بالخطابات السياسية الفارغة، بل يريدون الحلول الشافية والملموسة والمطبقة بطريقة إستعجالية، حسب ما يراه المنسق الوطني للجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين محسن بلعباس، الذي يرى بأن مشاكل البطالين بولايات الجنوب لا تعود إلى الأمس بل هي متجذرة منذ زمن، ولا يتعلق الأمر بولايات الجنوب بل كل ولايات الوطن، وكانت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين قد نظمت سابقا العديد من الوقفات الاحتجاجية بالعاصمة لرفع مشكل البطالة للمسؤولين. 

 كما أن رفع مطالب عديدة على مستوى وطني ليس محليا، إلا أن المسؤولين المعنيين لم يقدموا حلولا جذرية خاصة بالنسبة لشباب الجنوب الذين لطالما اشتكوا خلال تواجدهم باحتجاجات العاصمة من المحسوبية في التوظيف خاصة بالمؤسسات البترولية. وبالرغم من أن مكان هذه الاحتجاجات هو الجنوب إلا أن منسق اللجنة يقول إن مشكلة البطالة بالجزائر وطنية تحتاج لحلول على المستوى الوطني.

وإن كان البعض يرى أن الاحتجاج من الحقوق المشروعة للشباب بما أنهم من أبناء الشعب ولهم الحق في حياة كريمة، خاصة أنهم يرون أن مختلف المناصب يظفر بها الأجانب ومن أبناء الشمال في مؤسسات موجودة على ترابهم، وأن الاحتجاج بطريقة حضارية وسلمية من حقهم، إلا أن آخرين يرفضون التوظيف السياسي لهذه المطالب المشروعة، حيث تعرف أماكن الاحتجاجات تواجد للسياسيين والبرلمانيين، وكان الاحتجاج الذي قام بها الشباب بولاية الأغواط منذ يومين قد عرف حضور جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية التي ساندت الشباب واعتبرت مطالبهم شرعية، في حين سينقل الاحتجاج لولايات جنوبية أخرى ستكون الوادي محطته القادمة.

نسيمة ورقلي 

 

من نفس القسم الوطن