الوطن
بلمهدي يدعو لبناء جدار وطني لمواجهة المخاطرالمحدقة بالبلاد
انتخب أمس رئيسا لحركة البناء الوطني في مؤتمرها التأسيسي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 مارس 2013
دعا مصطفى بلمهدي أمس خلال انعقاد المؤتمر التأسيسي لحركة البناء الوطني، إلى بناء جدار وطني لمواجهة المخاطر المحدقة بالبلاد، يزرع الأمل من جديد للجزائريين، ويكون نابعا من مرجعيات الأمة الاصيلة بعيدا عن الانانية الحزبية وخدمة لطموحات الشعب الجزائري، وقد انتخب بلمهدي رئيسا للحركة وسط حضور وجوه ذات وزن عايشت زمن محفوظ نحناح ولها باع في العمل الدعوي الإسلامي منذ بداياته الأولى.
بلمهدي أعطى إشارة ميلاد حركة "البناء الوطني" أمس أمام قرابة ألف مؤتمر (950 مؤتمر ولائي) ينتمون للحركة من كل ولايات الوطن، وأغلب المؤتمرين الولائيين هم من المؤسسين للعمل الدعوي الإسلامي في الجزائر خاصة من القيادات التي عملت رفقة الشيخ محفوظ نحناح رئيس حركة حمس الراحل، وقال بلمهدي الذي تم انتخابه رئيسا للحركة، خلال كلمة افتتاح المؤتمر التأسيسي المنعقد بزرالدة بالعاصمة أمس، أن الجزائر بحاجة إلى بناء جدار وطني يقف في وجه التحديات، ويؤمّن للأمة مشروعا ويبعث الأمل وينطلق من مرجعيات الأمة الأصيلة، ويرتبط بهموم الشعب ويتجاوز الدعوات المحدودة بتيار أو جهة او فئةأ شريحة، لأن الاولوية الاهم والواجب الملح حسب بلمهدي، هو الوطن والامة الذي يجب أن يتراجع امامهما "الأنا الحزبي" والذاتية في كل مظهر وتحت أي مبرر، مضيفا بأن الشعب الآن يحتاج إلى رؤية جادة وأصيلة للخروج من الارتباك وغياب الثقة وتراجع قيم المسؤولية.
وعن الظروف التي ينعقد في المؤتمر، ذكر مصطفى بلمهدي أن ميلاد الحركة جاء في ظل تحولات كبيرة تحتاج إلى فهم وإدراك عملية انتقال المشروع الاسلامي من الشكوك والاتهامات إلى مرحلة الثقة والتجربة، وكذا التحلي بمسؤولية التطبيق الصالح لشعارات "كنا نستسهل النطق بها فلما اريد لها التحول إلى برامج قامت من حولها الانواء والأعاصير والعواصف والقواصف، واحتاجت إلى الحكمة والخبرة والتجربة الهادية الهادئة الهادفة". وفي ذات الباب، دعا بلمهدي إلى وجوب الانفتاح على الخير الموجود في الامة الذي طمست عليه حالة الفساد، وكذا فتح المجال امام الخبرات المختلفة بعيدا عن التصنيفات الاديولوجية والحزبية وما شابهها، ثم ضرورة "الاحتكام إلى فقه التسامح والعفو والتجاوز للعثرات" وهو سمة طغت على الفعل السياسي في الجزائر، كما يجب حسب قول رئيس حركة البناء "فهم التعامل البراغماتي للغرب معنا إذ لا يرى الا مصالحه الاستراتيجية ونحن يجب أن نبحث عن مصالحنا في العلاقة معه، لأن الآخر ليس دائما عدوا ومن لم يكن معنا ليس بالضرورة ضدنا، وقد صبرنا إلى أن أفلست التجارب الاخرى والنصر صبر ساعة والأولى أن يكون النصر".
وعاد بلمهدي في كلمته أمام شيوخ ورجالات الدعوة الاسلامية، للحديث عن مشروع حركته، حيث قال إنها حركة أصيلة وطنية وشعبية اجتماعية، تتوق للنهوض بالتنمية الديمقراطية في البلاد وبناء منظومة إصلاحية تحترم الماضي الأصيل وتقرأ الحاضر، بعيون واقعية وتستشرف المستقبل "بالأمل في الله والثقة في الأمة والعمل الصالح الذي لا يستعجل الثمرات ولا يرتهن في أخطاء الآخرين ولا يحرق الأشواط نحو النتائج ولا يرجو من احد جزاء ولا شكورا, ولا تحركه المواسم الانتخابية"، كما وجه دعوة لكل أبناء الشعب الجزائري الحريصين على تحقيق طموح الاجيال بتطبيق رؤى سياسية تنهي حالة الإقصاء وسياسات اقتصادية تؤمن العدالة، وتتيح الفرص أمام الجميع وتوقف مسلسل الفساد وتحافظ على المال العام وتؤمن حقوق الأجيال القادمة فيه. وأكد أن حركته لديها همّ رئيسي وهو أن تعيد للجزائر دورها في الأمة، وتنتصر للقضايا العادلة وحقوق الشعوب وعلى رأسها قضية فلسطين"، مضيفا ".. وأن تقود الجزائر مبادرات نصرة الشعوب في عصر الشعوب الذي بدأته الجزائر في موقع مشرف لا يصح أن تتراجع عنه مهما كانت الصعوبات".
كما تحدث بلمهدي عن السلطة في الجزائر وتسييرها في مراحل طويلة بمنظومات هجينة، "لم تزدنا الا ضياعا ورهقا ومعيشة ضنكا لأنها لم تعكس طموح نوفمبر". ويرى رئيس حركة البناء الوطني أن هذا الأمر هو نتاج "الممارسات المشبوهة والإصرار على تدوير السلطة بدل التداول السلمي عليها وهو ما أنشأ في الجزائر توتّرات عكستها طبيعة الانجازات".
وكان الحضور الكبير لأعضاء قياديين كانوا رفقاء درب للراحل نحناح أيام الدعوة الاسلامية، كما تنوع الحضور بين نساء، شباب، وكهول، كلهم حضروا لدعم الحركة، لكن اللافت للإنتباه، هو الحضور الاعلامي المكثف من جانب القنوات التلفزيونية المحلية الخاصة والعمومية، وكذا الاجنبية، حيث لم يسبق أن عطى الاعلام المرئي لاشغال مؤتمر تأسيسي لحزب ناشئ كما شهدته حركة البناء الوطني، حيث اعتبر انه سابقة في تاريخ التغطية الاعلامية لمؤتمرات الاحزاب الجديدة، وما تميز به المؤتمر، هو الالتزام السلوكي الذي ظهر به لاحضور، حيث ظهروا بكامل انضباطهم، وهو سمة تتميز به الحركات الاسلامية في الجزائر، كماأن اغلب الحضور هم اطارات ونواب سابقون وحاليون في البرلمان، ومنهم ائمة واطارات في مؤسسات مختلفة، ومما لوحظ أيضا هو غياب بعض الوجوه التي كانت سندا للحركة منهم اطارات ومؤسسو جبهة التغيير.
م. ح