الوطن

مقتل العشرات في صفوف الجيش المالي و"الجهاديين"

عناصر دروكدال يهاجمون مطار تمبكتو بسيارات مفخخة

 

 

 

ذكرت مصادر إعلامية أمس، أن عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، هاجموا المنطقة العسكرية بمطار تمبكتو بشمال مالي، وفجروا سيارتين مفخختين به، بينما رد الطيران الفرنسي بالمثل، حيث قصف مواقع بالمطار، اسفرت عن مقتل عشرات الجهاديين، بينما سقط جنود ماليون بين جرحى وفتلى.

وظل القصف الفرنسي لساعات ليلة أول أمس، ثم وقع تبادل للقصف بالمدفعية الثقيلة كان الاعنف الذي تشهده تمبكتو منذ بداية الاحداث العام الماضي. ولم تتوقف اصوات المدفعية الثقيلة واصوات المدافع الرشاشة جهة المطار الا مع الساعة السادسة صباح امس، وعلى حسب المعلومات المتداولة عند سكان تمبكتو فإن السيارتين المهاجمتين احترقتا بشكل كامل ومن جانب الجيش المالي قتل جندي وجرح ثلاثة اخرين يتلقون العلاج في مستشفى تمبكتو حاليا. كما وقعت اشتباكات عنيفة عقب تفجير السيارتين المفخختين، حيث تحدثت مصادر مالية لوكالة الانباء الفرنسية عن مقتل العشرات من مقاتلي الجماعات المسلحة حسب ما أعلنت عنه مصادر عسكرية لوكالة الانباء الفرنسية.

ونقلت وكالة فرنس بريس عن قيادة اركان الجيش الفرنسي، إن عشرات المقاتلين (الاسلاميين ) يرجح انتماؤهم لحركتي "التوحيد والجهاد" و "انصار الدين"، حاولوا اقتحام مطار تمبكتو، وسبق ذلك انفجار سيارة مفخخة اودت بحياة جندي مالي، وجرح أربعة آخرين، لكن الطيران الحربي الفرنسي اغار على المجموعة ردا على هجومها على المطار. 

 ولم تعط تفاصل أكثر عن الحادثة. ونقلت مصادر من سكان تمبكتو أن بعض الجرحى من بينهم مدنيون حالة أحدهم خطيرة قد تم نقلهم إلى مستشفى تمبكتو العام. هذا وكان الرئيس الفرنسي هولاند قد تعهد خلال عشاء للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، أن السيادة ستعود إلى جمهورية مالي على معظم أراضيها خلال بضعة أيام. كما نقلت بعض المصادر الازوادية خبرا عن إقالة السفير الفرنسي في باماكو بتحفظ لأنها لم تجد تأكيد له من مصدر رسمي. 

في غضون ذلك، تعيش وزارة الخارجية الفرنسية ما يعرف بـ  "الكيدورسي" هذه الايام على وقع صراعات الاجنحة داخلها، حيث بدأت بتنحية المسؤول عن منطقة افريقيا، ثم جاء الدور على سفير فرنسا بمالي الذي تمت تنحيته، وبعض الدبلوماسيين، وهو ما قرأته بعض الاوساط في باريس على أن التدخل العسكري في مالي خلق تصدعات في الدبلوماسية الفرنسية.

تنحية السفير الفرنسي من منصبه بمالي في هذا الحين بالذات، اعتبرها بعض المحللين السياسيين والامنيين بفرنسا، على أنها نتاج صراع كبير بين مسؤولي مبنى الكيدورسي بباريس، وهو ارتدادات الحرب الفرنسية على الارهاب بشمال مالي في عملية  "سيرفال"، وسبق إنهاء مهام كريستيان روير سفير فرنسا في مالي، واستدعهائه الى باريس لاستواضح بعض الامور، ولعل لوران فابيوس كانت لديه مشاكل مع السفير حسبما تحدثت عن ذلك مصادر دبلوماسية من مالي. وقد تم تعيين الدبلوماسي جيل هابرسون مكانه، هذا الاخير مقرب من الاجهزة الامنية الفرنسية، وهو الذي أسندت له مهام تسيير  "ملف مالي والساحل"، وأثار هذا الحدث، تساؤلات عن صمت فابيوس إزاء ما نشر بشأن اسباب تنحية السفير الفرنسي من منصبه، حيث يقرأ صمته على أن الاهداف الفرنسية المرجوية من التدخل العسكرية لم تتحق بعد، بفعل قلة الهمة لدى مسؤولي الدبلوماسيين الفرنسيين، خاصة ما تعلق بتزويد الخارجية بالمعلومات الدقيقة عن كل ما يحدث، ونفس السبب جعل فابيوس يقوم بتنحية المسؤول عن غرب افريقيا "لوران بيقو" الذي كان موجودا في المنصب ذاته منذ 2008.

لكن صحف فرنسية مثل  "لوفيغارو" اليومية، تحدثت عن وجود فساد بالكيدورسي وهو الامر الذي جعل فابيوس يضحي بمسؤولين معروفين بكفاءاتهم الدبلوماسية، حيث ظهر من خلال تنحية مسؤول منطقة الساحل جون فيليكس، واستبداله في جوان 2012، كما يرجح حسب محللين، أن الحرب على مالي أظهرت بعض الرافضين في مؤسسة الخارجية الفرنسية.

مصطفى. ح 

 

من نفس القسم الوطن